زار 3 جزر في «الرحلة الإندونيسية».. وتعلم صيد الأفاعي والسحالي الضخمة

مسعود الحمادي يحوّل بيته إلى غابة

صورة

لم يقتصر سعي المواطن مسعود إبراهيم الحمادي لترجمة تعلقه الشديد بالحيوانات إلى واقعٍ ملموس على تحويل حديقة منزله في منطقة شرقان بالشارقة إلى حديقة حيوانات عامة وإجراء توسيعات جديدة عليها، بل عمد إلى خوض غمار تجربة «فريدة من نوعها» تمثلت في رحلة إلى جزر إندونيسيا، إذ زار الحمادي، الضابط في شرطة دبي، ثلاث جزرٍ في إندونيسا، تعرف من خلالها على مجموعة واسعة من الحيوانات لاسيما النادرة، وتعلم فيها أساسيات صيد بعض أنواعها لأغراض التصوير، وجمع بذلك معلوماتٍ ثرية وأرشيفا بمئات الصور، إذ إن حبه للطبيعة قاده إلى رحلات استكشافية لا تخلو من المصاعب والمغامرة. وحوّل بيته إلى غابة للحيوانات والنباتات، من بينها أنواع مهددة بالانقراض.

 

خدمة وطنية بيئية

يحمل الحمادي على عاتقه الإسهام في تقديم خدمات وطنية نابعة من تخصصه، تسهم في حماية الحيوانات المهددة بالانقراض، الأمر الذي يظهر جلياً في عمله الحالي الذي يهدف إلى زيادة تكاثر حيواني «الورل» و«الضب» في كهف يضم أحواضاً زجاجية.

غابات عذراء

حالت الظروف الطبيعية «زلازل وفياضانات» من تحقيق حلم الحمادي المتمثل في السفر إلى غابات مقاطعة «بابوا» في أندونيسيا، التي تضم غابات عذراء لخوض تجربة استكشافية حول حيوان أو نبات جديد وإطلاق اسم الإمارات عليها، كما جرت العادة بتسجيلها في المنظمة المتخصصة.

20 نوعاً

طلب الحمادي نحو 20 نوعاً من الطيور الاستوائية من أوروبا، لوضعها في أحدث مرافق حديقته المنزلية العامة الذي يعكس طابع الغابة، من خلال «شلال صناعي وقفص يبلغ طوله 12 متراً ونصف المتر وعرضه ستة أمتار ونصف المتر».

صور نادرة

التقط الحمادي بكاميرته التي اشتراها خصيصاً لهذه الرحلة للإسهام في عملية التوثيق مئات الصور لحيوانات، كان أبرزها صورة لأحد أكبر السحالي وأخطرها في العالم يبلغ طولها أربعة أمتار، ويحتوي فمها على 72 نوعاً من البكتيريا.

فرصة مثالية

قال الحمادي إن انقطاعه عن التواصل مع العالم الخارجي خلال رحلته إلى جزر إندونيسيا، في ظل انعدام وجود الكهرباء وارسال شبكة الاتصال «كان بمثابة فرصة مثالية للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة وتأمل عجائب خلق الله».

وواجه في رحلته التعليمية والاستكشافية والتوثيقية مع فريق من المتخصصين والمهتمين من هواة تربية الحيوانات مجموعة من الصعوبات التي لعبت فيها الظروف الطبيعية الدور الأكبر، لكنها تذللت في ظل تضافر جهود الفريق وتعاونه الذي تعلم منه الكثير أيضاً.

وقال الحمادي لـ«الإمارات اليوم» حول تجربته «في محاولة لترجمة تعلقي الشديد بالحيوانات التي أربي العشرات منها في حديقة منزلي، ارتأيت خوض غمار تجربة فريدة من نوعها تمثلت في القيام برحلة مع فريق من المهتمين والمتخصصين إلى جزر في إندونيسيا استغرقت 12 يوماً».

وأوضح أنه خلال «الرحلة الإندونيسية» قصد ثلاث جزر هي «بالي» و«كومودو» و«ليوان باقو»، تعرف فيها إلى مجموعة واسعة من الحيوانات النادرة وتحديداً الثعابين والسحالي التي تعد من أكبر السحالي في العالم، هذا إلى جانب «الورل» الصحراوي والضب وغيرها. كما تعلم أساسيات صيد الثعابين والسحالي التي تستلزم عمليتها أدواتٍ خاصة، وذلك لأغراض توثيقية لا تجارية، وذلك من خلال اللجوء إلى تصويرها، الأمر الذي أثمر عن أرشيف غني بمئات الصور المنوعة. وحول الصعوبات التي واجهت الحمادي خلال رحلته، قال «واجهت مع أعضاء الفريق الأربعة مجموعة من الصعوبات التي كانت بمثابة تحديات كبيرة بالنسبة لنا، تقدمتها الظروف الطبيعية والمتجسدة في الأمطار ووعورة بعض الطرق التي قطعنا فيها مسافات طويلة مشياً على الأقدام، إلى جانب الاعتماد بشكلٍ كبير على النباتات الطبيعية المتوافرة في الغذاء، ومنها المشروم، فضلاً عن وجود بعض الحيوانات المتوحشة التي تشكل خطراً كبيراً».

وعلى الرغم من هذه الصعوبات أكد أن «الصعوبات التي واجهتنا خلال الرحلة تذللت بسهولة ويسر، نظراً لتضافر جهود الفريق بشكلٍ كبير وتعاونه حيث كان كل فرد فيه مسؤولاً عن نفسه وعن الآخرين، وعلمتني التجربة الكثير مثل حب العمل الجماعي والعمل بروح الفريق الواحد، بالإضافة إلى الصبر وقوة التحمل، الأمر الذي يجعل من إمكانية تكرارها واردة».

تأتي رحلة الحمادي التعليمية الاستكشافية التوثيقية إلى جزر في إندونيسيا تعزيزاً لهوايته المتعلقة بتربية الحيوانات التي يحتضن مجموعة منوعة منها في حديقة منزله في منطقة الشرقان بالشارقة، التي قام بتحويلها إلى حديقة عامة تفتح أبوابها يومياً أمام زوار «الفريج» للاستمتاع والاطلاع على عشرات الحيوانات منها ما هو نادر، بالإضافة إلى نباتات عمد على زيادة إنتاجها وتكاثرها منذ ست سنوات.

أجرى الحمادي أخيراً على حديقته المنزلية العامة توسيعات جسدت شكل الغابة، من خلال شلال صناعي وقفص يبلغ طوله 12 متراً ونصف المتر وعرضه ستة أمتار ونصف المتر، ويحتضن نحو 20 نوعاً من الطيور الاستوائية منها النادر، ويعمل حالياً على زيادة تكاثر حيواني «الورل» و«الضب»، وذلك عن طريق صناعة كهف يضم أحواضاً زجاجية، لإطلاق سراحها لاحقاً في الصحراء.

تضم حديقة الحمادي مجموعة كبيرة من الكائنات تزيد على 32 نوعاً من الحيوانات والنباتات النادرة كالغربان بيضاء اللون، وقرود بيضاء اللون نادرة، وضفادع، وطيور كطائر توكان توكو النادر والكناري وطيور الحب ذات ألوان نادرة، بالإضافة إلى باقة منوعة من الزهور التي قام باستيراد بعضها من دول مختلفة حول العالم كأميركا وإندونيسيا وتايلاند، وشراء البعض الآخر من المعارض والمزادات المتخصصة فيها وفق تصاريح من وزارة البيئة والمياه، التي تتوافق والتقارير الصادرة من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية.

واستثمر مختلف أركان حديقته رغم صغر مساحتها التي لا تزيد على 2600 قدم مربعة، من خلال إنشاء مرافق منوعة مزودة بمعياري الصحة والسلامة، بالإضافة إلى أصص النباتات وديكورات أخذت أشكالاً منوعة كأغصان الأشجار والشلال وبركة المياه.

 

تويتر