الأساطير في صعيد مصر.. انتقام «جن» أم «لعنة فراعنة»
يمثل الموروث الشعبي جزءاً أصيلاً من ثقافة وتكوين سكان محافظات صعيد مصر، التي لعب انتشار الآثار الفرعونية بين ربوعها دوراً كبيراً في أن يكون للحكايات الشعبية تأثيرها في حياة المواطنين.
ولا تغيب تلك الحكايات عن مجالس الحديث بين المواطنين على المقاهي وفي الدواوين، منذ عشرات السنين وحتى اليوم، وعلى غرار حكاية «أمنا الغولة» تتعدد الروايات في شرق الأقصر وغربها عن «المرأة المسعورة» التي تقول الروايات إنها باتت تقطن وسط مزارع القصب، وتتربص بالمارة والأطفال وتأكلهم كما أكلت أطفالها من قبل عندما أصابها مرض السعار.
ووسط مخاوف الأهالي على أبنائهم، نفى مصدر أمني رفيع المستوى في مديرية أمن الأقصر صحة ما يتردد من روايات حول المرأة المسعورة، ووصف ذلك بأنه مجرد شائعات.
وليس بعيداً عن الأقصر، وفي مدينة إسنا بجنوب المحافظة، لايزال الحديث متواصلاً بين المواطنين عن اشتعال النيران بمنزل في قرية المساوية بمركز اسنا مرتين يومياً طوال ثلاث سنوات مضت، ويقول سكان القرية ان الجن يضرم النار في المنزل بسبب تعرضه لأذى من السكان أو وقوعه في عشق امرأة «إنسية»، من سكان المنطقة، أو لقيام البعض بالتنقيب عن الآثار الفرعونية، وهو الأمر الذي يثير غضب الجني الحارس لها.
ويردد السكان الحكاية الشهيرة لمقبرة الملك أمنحتب الأول التي تؤكد بعض البرديات الفرعونية وجودها على بعد أمتار من الشرفة الثالثة بمعبد الملكة حتشبسوت.
وللعام الخامس على التوالي، وكلما توصلت البعثة البولندية التي تبحث عن المقبرة إلى مدخل المقبرة، ورؤية شواهد للسلم المؤدي إليها، يختفي كل ذلك، ويصبح مجرد كتل صخرية، ويحلل السكان ذلك بأن هناك حارساً خفياً عليها يسمى بـ«الرصد الفرعوني»، يحمي المقبرة وكنوزها ويخفيها عن الأنظار.