حنان غيث: ألــــوان العَلَم الإماراتي محـــفّزة على الإبداع
منذ نحو 10 سنوات بدأت خمس شقيقات إماراتيات، مشروعاً فنياً موجهاً للأطفال بعنوان «شلة دانة»، اضطرهن في بعض مراحله للعمل والادخار في مرحلة مبكرة من دراستهن المدرسية والجامعية، من أجل تحقيق الحلم، بإخراج الشخصيات الكرتونية التي كانت حبيسة مخيلتهن، إلى شاشات التلفزيون، وفضاء الإنترنت، وخشبات مسارح الجامعات والمؤسسات الثقافية.
ورغم تعرض قائدة مشروع «الشقيقات» الفتاة، التي أصبحت في ما بعد مخرجة ومذيعة ناضجة، ومسؤولة المشاريع والإنتاج لقناة الأطفال «إي جونيور»، حنان غيث، للإصابة بجلطة دماغية، استدعت علاجاً طبياً في ألمانيا، لاتزال تواظب عليه، إلا أن «شلة دانة»، التي استطاعت بالفعل إنتاج حلقة تجريبية، لحلم «المسلسل الكرتوني»، تبقى احتفالات الدولة باليوم الوطني، بمثابة مرحلة استنهاض الهمم، وتفجير الخيال لإنتاج عمل يعبر عن «فرحة الوطن».
وكشفت «غيث»، التي لاتزال تنتج معتمدة على ادخارها الشخصي، ومساعدة شقيقاتها اللائي بدأن معها المشروع، لـ«الإمارات اليوم» أن جديدها هذا العام، تستعين فيه بالفنانة الإماراتية الشابة أروى حمدان، التي عرفها الجمهور للمرة الأولى عبر برنامج «نجم الخليج» عام 2009، وهو أغنية مصورة بعنوان «ألوان علَمي»، لتنضم أروى إلى قائمة فنانين إماراتيين شباب عديدين تعاونوا مع «شلة دانة» التي قدمت أكثر من 13 أغنية مصورة، والعديد من الأوبريتات، تغنت جميعها بالوطن، وبصفة خاصة بذكرى اتحاده.
شروط تعجيزية قالت قائدة فريق «شلة دانة»، حنان غيث، إنها فوجئت بأن بعض الفنانين يفرضون شروطاً تعجيزية بالنسبة لمشروع يعتمد على التمويل الذاتي، من أجل المشاركة في عمل وطني. وأضافت «يبدو أن التطوع أصبح عملة نادرة، لكن من حسن الحظ أن هناك دائماً من هم مستعدون له، طالما اقتنعوا بقيمته الفنية والاجتماعية». وأشادت غيث بردة فعل المطربة الشابة أروى أحمد، مضيفة «اعتمدت أروى في قرارها على اقتناعها بالمشروع وقيمته، ومدى جدية الالتزام بالمعايير الفنية، وكانت لها ملاحظات إيجابية بالفعل، رغم أن الأمر بالنسبة لها تطوع في عمل يتغنى بألوان علم الوطن، ضمن سياق الواجب ورد الجميل للوطن، وهي قضية شديدة الأهمية للفنان الحقيقي». أعمال وطنية قالت المخرجة الإماراتية، حنان غيث، إن الأغنية المصورة «ألوان عَلَمي»، تبث وعياً مطلوباً لشرائح عمرية، حينما تكون جزءاً من الحملة الوطنية «فوق بيتنا علَم»، مضيفة «جميل أن يعي الطفل، الذي يحرص على أن يكون فوق بيته علم، دلالة ألوان هذا العلم ورمزيته، وجمالياته». وتابعت «ليس من المصادفة أن تأتي الكثير من أعمال (شلة دانة) وطنية، لأن المجموعة بالأساس بنيت أعمالها على أسس من التوعية بقيم المجتمع، وحب الوطن والولاء له يأتيان على رأس تلك القيم». |
وقالت حنان غيث: «أطلقت شلة دانة في البداية أعمالاً مخصصة تماماً للأطفال، لكن بمرور الوقت، ومع توالي احتفالات الدولة بذكرى الاتحاد، كان في كل مرة نجد أن تلك المناسبة تثير أمامنا الكثير من الأفكار والرؤى الفنية التي تدفعنا إلى تبنّي مشروع فني بعينه».
وأضافت «لا أبالغ إذا أكدت أن في ألوان علم بلادي قدرة وطاقة خاصة محرضة ومحفزة بشكل فعال، على الإبداع، وفي كل مرة كنت أتوقع فيها أنني بصدد فكرة لن استطيع على تجاوزها في المرة المقبلة، يثبت العكس، وأتأكد أن تلك الألوان التي يرفرف بها العلم، بالفعل ثرية الدلالة والرمز».
وأكدت غيث أن جزءاً من تجاوزها لمشكلاتها الصحية بالفعل التي عانتها طويلاً هو تلك الكيمياء التي تستشعرها حينما تكون بصدد إخراج عمل وطني، «فخلال الفترة الطويلة التي قضيتها للعلاج في ألمانيا، خصوصاً حينما كنت أتابع احتفالات الدولة في أبوظبي ودبي وسائر الإمارات، في كل مرة كانت تتملكني رغبة قوية بتجاوز المرض، لأعاود القدرة على السير على أغلى تراب، تراب الوطن».
وحول الأغنية المصورة الجديدة «ألوان علَمي» قالت: «وضعت نصب عيني في هذا العمل هدف تعزيز ثقافة الولاء، ولتعريف الأطفال بدلالات ومعاني الألوان بطريقة جميلة وبسيطة، مستخدمة تقنيات كرتونية حديثة، وألواناً، والأهم هنا بالطبع ألوان علم الإمارات».
وأضافت «فنياً للمرة الأولى تستعين (شلة دانة) بصوت الفنانة الشابة أروى أحمد التي تطوعت لمساندة الفريق، إيماناً منها بأهمية المشروع وجودة الإنتاج من ناحية المضمون والتقنيات المستخدمة فيه».
وتابعت «على عكس الكثير من الفنانين تؤمن أروى أحمد بأن على الفنان التطوع والإسهام في الأعمال الوطنية وخدمة الوطن من غير مقابل، وعدم استغلال اليوم الوطني للكسب؛ خصوصاً إذا كان العمل موجهاً للأطفال، جيل المستقبل».
وكشفت غيث أن أروى ستجسد دور شخصية كرتونية هي ابنة عم دانة التي تنتقل من المزرعة برفقة الجد سيف والجمل الصغير زعفران للعيش في مدينة دانة العصرية، وتتميز شخصيتها بأنها طريفة وفضولية تحب الاستكشاف، وتقلب حياة دانة رأساً على عقب بعفويتها، وهي تنقل معاني تراثية ووطنية رائعة بأسلوب شيق من خلال مغامراتها مع دانة.
واستطردت غيث «لا أزعم بأني لدي رفاهية مطلقة للاختيار، نظراً للشروط المادية الصعبة التي يضعها كثيرون للمشاركة، لكنني أؤكد أنني تحمست جداً لاختيار أروى لهذا الدور، فهي فنانة شابة مثقفة تحترم الفن وتقدر الإبداع ومتعاونة لأبعد الحدود، كما أنها قريبة من الأطفال وجيل الشباب، ولديها حس الطفولة والشقاوة، بالإضافة إلى أنها قادرة على تأدية أدوارها بطلاقة باللغتين العربية والإنجليزية، وهذا يبدو مطلوباً من الناحية الفنية في الكثير من أعمال (شلة دانة)».
وحول أسرة «ألوان علَمي» قالت غيث إن الأغنية المصورة التي تتولى إخراجها من كلمات الشاعرة فايزة عبدالقادر، وألحان أحمد حسن، وأشرف على التسجيل الموسيقي وتدريب أطفال «شلة دانة» الشاعر والفنان عبدالله الشحي، وقام بتوزيع الأغنية أسامة سعيد، وتمت عملية المونتاج النهائي بالتعاون مع استوديوهات قناة الأطفال إي جونيور التي تبثها «اتصالات»، ضمن باقة رؤية الإمارات.
وأكدت غيث أن أسرة «شلة دانة» أجمعت على إهداء الأغنية المصورة للقنوات المحلية الإماراتية، كما أن الفريق مجتمعاً سيقوم بجولات ترفيهية لمدارس الدولة وبعض مراكز التسوق لتعريف الجمهور بالعمل ومضمونه، الذي يعرف الأطفال إلى ألوان علم الدولة، ومعاني الألوان بطريقة شيقة.