يحتفي بالروح الجديدة للسينما العراقية وصمود صانعيها

«إرث عراقي».. تجارب شبابية طموحة

صورة

يضيف «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، هذا العام، برنامجاً تحت عنوان «إرث عراقي: أطفال المستقبل»، يلقي خلاله الضوء على الإنتاج السينمائي العراقي الذي يحققه الجيل الجديد من المخرجين الصاعدين.

وتعيش السينما العراقية في هذه المرحلة نهضة سينمائية، بفضل جيل جديد من المخرجين الشباب، الذين يخوضون المصاعب ذاتها، التي يواجهها المخرجون في بداية مشوارهم المهني، من نقص التمويل، ومحاولات إثبات قدراتهم للمستثمرين، بالإضافة إلى قلّة توافر البنية التحتية، والدعم الحكومي، فضلاً عن 10 أعوام من العنف وعدم استقرار السلم والأمن، في بلاد الرافدين.

ويُشارك في برنامج «إرث عراقي»، حسب بيان صحافي لادارة المهرجان، مجموعة من المخرجين المستقلين التابعين لـ«مركز السينما» الذي أسسه اثنان من المخرجين العراقيين هما محمد الدراجي وعدي رشيد، في أعقاب الاجتياح الأميركي للعراق، وقد أنتج المركز العديد من الأفلام الروائية، التي حازت الكثير من الإعجاب والتقدير على المستوى الدولي، كما قام بتدريب العديد من المخرجين الشباب على إخراج أعمال قصيرة، ما اعتبره الكثيرون حجر الأساس لولادة جيل جديد من صانعي السينما العراقية.

وحول هذا البرنامج الجديد، قال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمرالله آل علي «يحتفي برنامج إرث عراقي، بتلك الروح الجديدة التي يبثها المبدعون الشباب في أوصال السينما العراقية، أولئك الذين صمدوا في وجه الكثير من التحديات التي يصعب تخيّلها، وهم يمثلون بذلك البراعم التي تتفتّح لتصنع ربيع السينما العراقية، بما يحملونه معهم من إرث عريق، ينقلونه إلى جيل المستقبل، الذي سيتمكّن من إيجاد الأرضية الخصبة للإبداع والإبهار».

وأضاف «أغلب المخرجين المشاركين في برنامج ارث عراقي، هذا العام، عُرضت لهم أعمال في الدورات السابقة من مهرجاني دبي السينمائي الدولي أو (الخليج السينمائي)، ضمن العديد من الأفلام العراقية التي قمنا بعرضها منذ البدايات. ومن الملافت حقاً أن استطاع المخرجون العراقيون الاستمرار في إنتاج أعمال سينمائية، في بداية هذا العقد. فمع هذا الإصرار، نحن على يقين أن السينما العراقية تخطو بثبات إلى مستقبل مشرق».

ومن وحي مجتمع مزّقته الحروب، لكنه لايزال قادرا على الابداع الفني، يأتي المخرج ميدو علي بفيلمه «أطفال الحرب»، حيث يُفصح ذلك الصبي عمّا يسكنه من أسىً، عبر رسوماته. إنه من ضحايا الحرب، ويعيش في ملجأ للأيتام. يطوي الصبي ما شهده من أحداث، إلا أنها تظلّ ماثلة لأيّ مُراقب، في رسومه، التي تُضيء وجهة نظره.

وتختلط المناسبات السعيدة مع الذكرى المؤلمة، للمخرج مهند حيال، ففي عيد ميلاده الخامس يؤخذ طفل صغير لزيارة قبر والده، وهناك يلهو بسيارته اللعبة التي تقوده للتجوّل بعيداً، والضياع في متاهة القبور، إلى أن يلتقي صديقاً غريباً يساعده على العودة إلى والدته.

ويروي لنا المخرج يحيى العلاق، في «خزان الحرب»، قصة ذلك الفتى الأصمّ، الذي يحلم أن يعيش طفولة طبيعية، فهو مُرغم على سرقة خزانات الزيت لمساعدة عائلته، ليعود بالزيت مستقلاً الحافلة، وتحدث معه أشياء كثيرة تنسيه إياه، وقد استسلم لبعض التسلية، وهكذا يمضي في بحث يائس عن الزيت الذي فقده.

ونحلّق عالياً مع «طيور نسمة» والمخرجة نجوان علي والمخرج ميدو علي، حيث نسمة طفلة صعبة، تبلغ من العمر 11 سنة، وتستهجن العالم من حولها بعد أن أرغمتها أمها على التخلّص من حمامات والدها، التي بدأت الاهتمام بها بعد وفاته.

تويتر