وليد الشحي: الفيلم الإمـــاراتي الطويـل لـن يولـد «مبتسراً»

يومان شديدا التناقض شهدتهما أروقة مهرجان دبي السينمائي، ما بين أمس، وأول من أمس، فما بين وهج حضور نجوم السينما المصرية، الذين حرصوا على حضور فيلم «فتاة المصنع»، وما صاحب ذلك من حضور لأضواء التغطيات الإعلامية على سجادة المهرجان الحمراء، وبين سحب تلك السجادة تماماً وطيها، مساء أمس، أمام نجوم فيلم «درب الحرية الطويل»، الذي يحتفي بالزعيم الراحل نيلسون مانديلا، حداداً على رحيله.

هذه اللفتة من إدارة المهرجان لمست صدى ايجابياً من وسائل الإعلام، التي تجاوبت مع قرار إلغاء كل الفعاليات المصاحبة لعرض الفيلم، الذي شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور، لتبقى اللقاءات الصحافية المرتبطة بصناع أفلام آخرين، ملخصة لحالة الهدوء التي فرضها تذكر رحيل المناضل الإفريقي الأشهر.

جاسم: أنتظر الافتتاح بفيلم خليجي

أعرب الممثل القطري عبدالعزيز جاسم، عن أمله أن يرى مهرجان دبي السينمائي الدولي يفتتح عروضه في عام 2014 تحديداً، بفيلم إماراتي أو خليجي. وأضاف «هناك حالة من الاهتمام الملحوظ لدى المخرجين الخليجيين الشباب بصناعة أفلام، وبعض تلك الجهود تلتزم بالحرفية، ومع احتضانها من قبل المهرجان، أتوقع أن يصبح أحدها قادراً على مفاجأة ضيوفه، والنهوض بمسؤولية العرض الافتتاحي».

أحمد الجسمي: المهرجان على «حق»

أبدى الفنان أحمد الجسمي اعتراضاً على أي تحيز للفيلم الإماراتي أو الخليجي عموماً، يدفع به إلى مسؤولية العرض الافتتاحي، مضيفاً «فيلم الافتتاح له شروط فنية صارمة، وإذا لم تتوافر تلك المعايير في فيلم محلي أو خليجي، فإن المجاملة بزجه، ستكون شديدة الضرر، ليس لصيت المهرجان الدولي فقط، بل لمجمل الحراك السينمائي الخليجي الشاب».

وفي سياق آخر، ورغم غياب الفيلم الإماراتي عن جائزة مهر الأفلام العربية، إلا أن المخرج وليد الشحي قدم أملاً جديداً لافتتاح مهرجان دبي السينمائي 2014 بفيلم إماراتي، واستطاع أن يقتنص لـ«الإمارات» جائزة مهمة ذات دلالة على مستقبل الفيلم الإماراتي، وهي حصول سيناريو فيلم «دلافين» الذي كتبه حمد سالمين، على جائزة «إي دبليو سي للمخرجين الخليجيين»، وتسلمها من الممثلة العالمية كيت بلانشيت، في احتفال خاص استضافه فندق رويال ميراج، وشهد حضور نخبة من الممثلين العالميين، والمهتمين بصناعة السينما، وتسلم خلاله الشحي القيمة المادية للجائزة، 100 ألف دولار، من أجل المساهمة في تمويل الفيلم.

الشحي الذي قدم العديد من الأفلام الإماراتية المهمة، بميزانيات محدودة، قبل أن يجذبه تدريس فنون الإخراج السينمائي، لطلبة كلية التقنية العليا برأس الخيمة، أكد لـ«الإمارات اليوم» أنه يتوقع أن يكون تأخر ولادة الفيلم الروائي الإماراتي مبشرة، رداً على تصريح المخرج المصري محمد خان لـ«الإمارات اليوم» بأن «السينما العربية في انتظار الفيلم الروائي الإماراتي». ورأى الشحي أن هذا التأخير، ربما أسهم في مزيد من النضج، وتجنب ولادة مبتسرة، كاشفاً عن أن الفيلم الجديد الذي يعتزم أن يكون موجهاً للجمهور في المقام الأول هو نتاج إعداد له مع كاتبه امتد على مدار عامين كاملين.

وأضاف «بعد الحصول على التمويل، فإنه من المتوقع أن يبدأ تنفيذ العمل في غضون شهرين، وهناك تصور كامل للأطقم الفنية والممثلين، ومواقع التصوير، ما يعني أن العمل سيكون جاهزاً للعرض قبيل انطلاقة (دبي السينمائي) في نسخته المقبلة، وستكون هناك فرصة للافتتاح بفيلم إماراتي للمرة الأولى، لاسيما أن (دلافين) حصد أيضاً دعماً من مبادرة (انجاز)، التابعة لدبي السينمائي، قدره 200 ألف درهم، وعادة ما يدعم المهرجان الأفلام التي تنطلق من إحدى مبادراته، كما هي الحال في فيلم «وجدة» السعودي، لمخرجته هيفاء المنصور.

وأشار الشحي إلى أن هناك إصراراً من أسرة الفيلم لأن يكون بمثابة انطلاقة حقيقية للفيلم الروائي الطويل، تترجم الحراك الذي استفاد منه المخرجون الإماراتيون الشباب، واستمراراً للزخم الذي كان ملموساً بصفة خاصة في مطلع الألفية الجديدة، من خلال العشرات من الأفلام القصيرة الجيدة.

وأضاف الشحي «يبدو أننا مقبلون في المرحلة المقبلة، على الزخم نفسه، ولكن مع الفيلم الروائي هذه المرة، فهناك مشروعات أفلام روائية عدة يتم الإعداد لها في هذه الفترة، و(دلافين) سيكون جزءاً من هذا الزخم».

وأكد أن الفيلم سيكون بمثابة عمل سينمائي نرى فيه أشخاصاً يشبهوننا، إذ «يتناول (دلافين) بشكل مكثف، حياة أسرة إماراتية على مدار 24 ساعة، ومن المتوقع أن يكون مدته نحو 90 دقيقة، لكن الأهم أننا سنهتم فيه بالواقع، من خلال رؤية غير تقليدية، كما أنها ايضاً تنأى عن الجانب الفلسفي الذي تمتاز به الأفلام القصيرة الإماراتية». وفي ما يتعلق بميزانية «دلافين» أشار إلى أنها ستقف عند الميزانية المحدودة التي تسنى له التأكد من الحصول عليها، وهي 800 ألف درهم، إذ ستقوم بعض المؤسسات الرسمية بتمويل الفيلم، بالإضافة إلى قيمة جائزة «اي دبليو سي» ودعم «انجاز»، لافتاً إلى أنها رغم محدوديتها، إلا أنها تتيح له التخطيط لتصور كامل للتنفيذ.

وحول الجائزة، وتسلمه لها من قبل بلانشيت، قال الشحي إنها بمثابة دفعة مهمة للمخرجين الإماراتيين الذين لايزالون يؤمنون بما يصنعون، ومؤشر مهم إلى أن هناك من يرصد عطاءهم، وأن نتاجهم يستحق التقدير.

«فيلا سينما».. منصة مجهولة

قال المخرج الإماراتي وليد الشحي، الذي حاز جائزة «إي دبليو سي للمخرجين الخليجيين» إن فيلم «دلافين» مدين كمشروع، لمنصة لاتزال مجهولة لدى أوساط سينمائية عديدة، هي «فيلا سينما»، في رأس الخيمة، التي تدعم المخرجين الشباب، وتشكل مظلة لتجويد أدواتهم، وتحفيزهم، وعـرض أفلامهم وإبداعاتهم.

وأضاف الشحي «تتلقى (فيلا سينما) دعماً كبيراً من الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، الرئيس الفخري لها، كما تتلقى دعماً من بعض المؤسسات الرسمية، منها دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة، وعبرها، نضجت خبرات مخرجين شباب، أثروا مهرجاني الخليج السينمائي ودبي السينمائي الدولي، بشكل ملحوظ». يذكر أن هناك عدداً من أفلام مخرجين شباب مرتبطين بـ«فيلا سينما» ضمن عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي، منها فيلم «نفاف» للمخرج الإماراتي حمد الحمادي الذي سبق وفاز بجائزتين مختلفتين في مهرجاني أفلام من الإمارات، والخليج السينمائي، عبر فيلمي «رماد» و«آخر ديسمبر».

عائدون إلى الأضواء

مع الزخم الكبير للنجوم العرب على السجادة الحمراء، يبقى لبعض النجوم، الذي بات من النادر وجودهم في المحافل السينمائية، حضور خاص، مثل سميرة أحمد، وحسن يوسف، لكن تبقى هناك وجوه أكثر ندرة في الظهور، ومن هذه الوجوه عبدالرحمن أبوزهرة، وعزت العلايلي، فيما كان حضور الناقد السينمائي سمير فريد، بمثابة حضور نادر، لرجل اعتاد أن يعمل في الكواليس على مدار خمسة عقود.

الممثل المصري عزت العلايلي أحد الوجوه التي حضرت في الدورة الـ10 من مهرجان دبي السينمائي الدولي.

الأكثر مشاركة