بحث أوجه التعاون مع اتحاد الكتاب فرع أبوظبي
مركـــز «رعاية الأحداث» تجربة فريدة في التأهيل
مدير إدارة حقوق الإنسان مدير مركز رعاية أحداث المفرق العميد أحمد محمد نخيرة استقبل وفداً من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أول تعاون للمركز مع مؤسسة ثقافية في الدولة. الإمارات اليوم
النجاح والتفوق والتميز.. ليست مجرد أسماء العنابر والقاعات في مركز رعاية الأحداث بالمفرق، بقدر ما هي مؤشرات للسياسة التي يتبعها المركز الذي يمثل تجربة فريدة في التأهيل، وليرسخ مفهوم كونه مركزاً متخصصاً ورائداً في بناء وتطوير السلوك الإيجابي لدى الأحداث، وذلك وفق خطة تطويرية متكاملة للارتقاء بمهام المركز من أجل النهوض بمستوى الخدمات الإدارية وبرامج الرعاية والتأهيل للأحداث المودعين به، وتشمل هذه الخطط العديد من المبادرات المهمة في مقدمتها الانفتاح على التعاون مع المؤسسات المختلفة في الدولة، وتشجيعها على التعاون والمشاركة في رعاية وتأهيل الأحداث. وفي إطار هذه المبادرة استقبل مدير إدارة حقوق الإنسان مدير مركز رعاية أحداث المفرق، العميد أحمد محمد نخيرة، وفداً من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، ليمثل أول تعاون للمركز مع مؤسسة ثقافية في الدولة، وذلك بهدف مناقشة مقترحات الوفد الذي ضم كلاً من رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي محمد المزروعي، والشاعر سالم بوجمهور، ومسؤولة الأنشطة الثقافية بالفرع مي قوطرش، لتشجيع نزلاء المركز على اظهار ما لديهم من مواهب ابداعية، وتحقيق التواصل بين الوسط الثقافي والمركز.
وخلال اللقاء كشف العميد أحمد محمد نخيرة، أن قانون الأحداث الجديد سيعمل على تحسين أوضاع الأحداث والتعامل معهم، كما سيساعد على تقليل عدد نزلاء المركز من الأحداث، لأنه سيتضمن برامج لتقويم وتأهيل الحدث وهو في بيته مع أسرته، كما سيوفر رعاية خاصة لمن هم بين 18 و21 عاماً، موضحاً ان المركز لا يمثل جهة عقابية لكنه جهة تأهيل للحدث وفق برامج متخصصة تم انتقاؤها بدقة وفق العمر والتركيبة النفسية لكل نزيل، ليخرج فرداً صالحاً للمجتمع، «ويتم التعامل في المركز مع كل النزلاء باعتبارهم أبناء لنا، دون تفرقة بينهم، إذ لا يتم ذكر جنسية الحدث في المركز أو الإشارة إليها إلا في الملفات الرسمية».
وأشار إلى ان المركز يفتح أبواب التعاون مع جميع المؤسسات والجهات في الدولة، وينتظر تجاوب هذه المؤسسات في هذا الهم المشترك، لافتاً إلى انه وفقاً لدراسات عالمية تعد إدارة الأحداث بشكل عام أسوأ الإدارات على مستوى العالم، بينما يسعى مركز رعاية الأحداث في المفرق إلى تطوير خدماته باستمرار، والاطلاع على كل المراكز المشابهة في مختلف دول العالم، كما تلقى المركز طلباً من منظمة الأمم المتحدة للاطلاع على تجربته التي تعد من التجارب المميزة عالميا.
وتطرق مدير المركز إلى بعض المبادرات التي تم اطلاقها في سبيل فتح أبواب التعاون مع المؤسسات المجتمعية منها مبادرة «الروابط» التي تقوم على تجميع متطوعين من تخصصات مختلفة في روابط تتولى كل رابطة منها بالمشاركة في برامج المركز مثل رابطة الاخصائيين النفسيين، ورابطة الاخصائيين الاجتماعيين، ورابطة التراثيين وغيرها. وكذلك تنظيم فعاليات اجتماعية ورياضية بمشاركة مدارس وجامعات في الدولة، ورياضيين مثل لاعبي فريق المنتخب الوطني وغيرهم.
من جانبه، طرح محمد المزروعي مجموعة من المقترحات للتعاون بين المركز واتحاد الكتاب فرع أبوظبي، من بينها تشجيع النزلاء على تسجيل يومياتهم بما يشجع على التواصل الذاتي والتأمل في التجربة الحياتية، وتدريبهم على وسائل كتابة اليوميات، وتنظيم دورات في مهارات التفكير والكتابة، والخروج من خلالها بمشروعات أدبية، واكتشاف المواهب المتميزة وتبنيها أدبياً. وكذلك المساهمة في تطوير مكتبة المركز، والمشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بجناح خاص يمثل إبداعات نزلاء المركز، بالإضافة إلى تنظيم أمسيات أدبية وشعرية، وعروض لأفلام إماراتية، وتشجيع المثقفين على التفاعل مع المركز، لافتا إلى أهمية العمل على تحقيق التواصل بين المركز والمجتمع والمؤسسات الثقافية والفنية، وما تنظمه من فعاليات وأنشطة.
في حين ركز الشاعر سالم بوجمهور على ضرورة مراعاة قصر فترة وجود الحدث في المركز، التي تراوح بين اسبوعين وستة شهور، وهو ما يتطلب تنظيم انشطة ذات طبيعة مكثفة تتضمن أكبر قدر من الفائدة في أقصر وقت ممكن.
وخلال الزيارة؛ اصطحب العميد أحمد محمد نخيرة وفريق العمل في مركز رعاية الأحداث وفد اتحاد الكتاب ووفد مجموعة «فخر الوطن» التطوعية، في جولة على منشآت المركز الذي يتضمن عدداً من النزلاء يراوح بين 30-35 نزيلاً. ويتم توزيع الأحداث على عنابر الإقامة وهي «النجاح» و«التفوق» و«التميز»، وفقاً للعمر ونوع الجريمة التي ارتكبها والمقاييس الجسدية للحدث، ويضم العنبر غرفة منفصلة لكل نزيل، وجهاز تلفزيون، وآخر للعب البلاي استيشن. ويخصص لكل عنبر فريق عمل متكامل يضم ضابطاً وأخصائياً نفسياً واخصائياً اجتماعياً وواعظاً دينياً ومسؤولاً للأنشطة الرياضية وموظفاً للشؤون الادارية، ومدير فرع مسؤولاً عن البرامج التأهيلية للعنبر، كما يتم اختيار قيادي من بين النزلاء يتولى الإشراف على الانضباط والنظافة والالتزام بين النزلاء، ويتم تغييره بصفة دورية حتى يتحمل جميع النزلاء المسؤولية والالتزام، بحسب ما أوضح الملازم أول نصيب عيسى ويتضمن المركز أيضاً ملعباً لكرة القدم، ومسبحاً يجرى تطويره حالياً، وصالة رياضية كبيرة تضم رياضات مختلفة مثل كرة السلة والبلياردو وأنواعاً مختلفة من الأجهزة الرياضية. كما يضم مدرسة متكاملة تشمل جميع الصفوف بإشراف كامل من مجلس أبوظبي للتعليم.
أما المكتبة فيجرى حالياً العمل على تطويرها بالاتفاق مع شركة متخصصة لتلبي احتياجات العصر ومتطلبات الأحداث، لتتحول إلى مركز متعدد الأغراض، يضم كتباً تتناسب مع الشرائح العمرية للنزلاء وتحث على حب الحياة وحب الأسرة والمجتمع، وكيف يكون فرداً مفيداً للمجتمع، وقاعة للكمبيوتر، وأخرى لورش العمل.
ومن المبادرات المبتكرة التي يتفرد بها مركز رعاية الأحداث بالمفرق «المجلس التهذيبي» التي يتم من خلالها محاكمة الحدث حال قيامه بمخالفة متكررة، وهي تشبه المحكمة المصغرة، تتكون من ثلاثة مستشارين من شرطة أبوظبي ومجلس أبوظبي للتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية، بينما يقوم أحد الاختصاصيين في المركز بدور الدفاع، ودور ممثل الادعاء يقوم به أحد أفراد شؤون الأحداث. ويتم خلال المجلس عرض المشكلة والدوافع، بهدف تغيير السلوك السلبي لدى الحدث وليس العقاب، وغالباً ما تتمثل العقوبة في نشاط معين مثل زيادة حصة التربية الرياضية أو إلزامه بسلوك معين، كما تهدف المحكمة إلى أن يدرك الحدث ان هناك قانوناً ونظاماً في الدولة يجب أن يلتزم به، وأنه يحاكم لأنه أساء لهذا النظام وللمجتمع، بالإضافة إلى تعريف الحدث بمعنى المحكمة والادعاء والدفاع.
كذلك يضم «نادي المهارات والقيم السلوكية» في مركز رعاية الأحداث في المفرق ثلاث قاعات تحمل أسماء جزر الإمارات المتنازع عليها (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، وهي مخصصة للاستشارات النفسية والاجتماعية، إذ تعقد فيها الاخصائية جلسات فردية أو جماعية مع النزلاء كل حسب حالته، وأحياناً تعقد جلسات مع الأسرة لمناقشة حالة الحدث معها.
كذلك يتضمن النادي مركزاً للكمبيوتر يقدم للنزلاء دورات متخصصة في مختلف برامج الكمبيوتر، ومن خلال المركز أطلق النادي مبادرة جديدة بعنوان «العالم الافتراضي» وتقوم على استخدام برامج تربوية وإرشادية وتعليمية عالية الجودة لتقويم سلوك وشخصية الحدث، وهو يعد أول مركز متخصص يطبق هذه البرامج. وتعكس اسماء القاعات التي يضمها المركز الدقة في اختيار هذه الاسماء مثل قاعة «احترام القانون» وقاعة «أصدقاء الشرطة» وقاعة «أصدقاء البيئة»، ويحمل المجلس الرئيس فيه اسم «مجلس الأولين - مجالسنا مدارسنا».
أما قاعة الزيارة التي يستقبل فيها النزلاء زيارة الأهل، فيتوسطها علم دولة الإمارات وقسم لابد أن يقسم به الحدث قبل خروجه من المركز، وأن يردده أمام الجميع بصوت مرتفع.
تنسيق وتعاون
بناء على توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، يتم عقد اجتماعات دورية بين مسؤولي مراكز الاحداث الأربعة على مستوى دولة الإمارات، والتي تتوزع بين أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة، للتنسيق بينها وتبادل الخبرات والبرامج المطبقة في هذه المراكز.
رقم قياسي
استطاع مركز رعاية الأحداث، التابع للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، ان يدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية، من خلال المبادرة التربوية التي نظمها المركز، لدخول الموسوعة العالمية، التي أقيمت تحت شعار «معاً نرتقي بسلوك أبنائنا»، وتضمنت تبادل الآباء (مواطنين، ومقيمين) مع أبنائهم، أكثر من 2800 كتيب تربوي، في زمن قياسي لم يتجاوز ثماني ساعات.
وأشارت عضو اللجنة العليا لتسيير عمل مركز الأحداث، والناشطة المجتمعية مريم الأحمدي صاحبة فكرة المبادرة، إلى أن الاحتفالية هي الاولى على مستوى العالم التي تجرى داخل مركز لرعاية الأحداث، لافتة إلى أهمية مثل هذه الفعاليات وما يصاحبها من أجواء تكاتف مجتمعي لاحتضان الأحداث، ولفت أنظار المجتمع بكل فئاته إليهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news