المبادرة تهدف إلى محاولة تغيير الصورة النمطية عن اللغة العربية وإثبات أنها لغة عالمية وحيوية. الإمارات اليوم

«بالعربي».. تعزيز للّغة والهوية

حظيت مبادرة «بالعربي»، التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، الأسبوع الماضي، والتي تهدف إلى محاولة تغيير الصورة النمطية عن اللغة العربية، وإثبات أنها لغة عالمية وحيوية، وتشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر الإنترنت، خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي، حظيت بتفاعل كبير، من قبل أوساط رسمية وشعبية، وتقدم الداعمين للمبادرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات للنشر.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أهمية اللغة العربية ودورها الجوهري في بناء الوطن، ودعمه كل المبادرات غير المسبوقة في هذا الشأن، مشيداً بمبادرة «بالعربي». وأضاف أن «لغتنا العربية هي وعاء هويتنا، ما يتعين علينا جميعاً إعادة هيبتها التي تأثرت بشكل ملحوظ خلال الحقبة الماضية». ودعا إلى الاهتمام باللغة العربية والارتقاء بها، وتمكينها عند الأجيال، في ظل التحديات التي تواجهها، باعتبارها المرتكز الأول لتنمية الهوية الوطنية في المجتمع.

شكر

وجه نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، الشكر لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، على اهتمامها بأعظم لغات الأرض، وإطلاق هذه المبادرة المبدعة في اليوم العالمي للغة العربية، إذ تهدف إلى تذكير أبنائنا وبناتنا بضرورة الحفاظ على لغتنا واحترامها، من خلال الاستخدام الأمثل لها في كل المنصات وعلى مختلف المستويات.

وأوضح أنه لا يمكن أن ترتقي الأمم وتبدع إلا من خلال استخدام لغتها الأم، وهي الحال اليوم في كبرى دول العالم. كالولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين، مشيراً إلى أن العرب حين قادوا الأمم كانوا في قمة إبداعهم بلغتهم العربية، وجعلوا شعوب العالم يقرأون كتبهم ويستخدمون لغتهم، لما كتب من خلالها من عظيم المعارف وأمّتنا وشبابنا يقع عليهم اليوم مسؤولية دينية وقومية وأخلاقية تلزمهم بالاهتمام بلغتنا العربية.

وقال إن «اعتماد الأمم المتحدة ممثلة في منظمة الـ(يونيسكو) يوم 18 من ديسمبر، ليكون يوماً للاحتفال بلغتنا الأم جدير بأن نسترجع فيه تاريخنا الموصول بحاضرنا، وما حملته لغتنا للعالم، بدءاً برسالة الإسلام السمح والقرآن الكريم، وما تبع ذلك من علوم ومعارف». ودعا إلى النهوض باللغة العربية على الصعيد المحلي، وإيلائها مكانتها الحقيقية، كما دعا إلى ضرورة حمايتها، والدفاع عن مكتسباتها في وجه عواصف التغيير والتغريب المحيطة بها، حتى لا تكون هناك قطيعة بين الأجيال الجديدة والثقافة العربية، وحتى يكون تواصلهم مكتملاً مع ما تزخر به المكتبة العربية من مخزون علمي ومعرفي كبير.

وثمّن سمو الشيخ عبدالله بن زايد، جهود مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، المؤسسة الرائدة في نشر المعرفة والتنمية ودعم المشاريع الواعدة في دبي، تنفيذا لتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

وأثنى سموه على طلبة الجامعات في الدولة، لطرحهم مثل هذه الأفكار والمبادرات المتميزة، مشيداً بدور المؤسسة لتبنيها مثل تلك المبادرات وتطويرها، انطلاقاً من أهدافها الرامية إلى توفير الفرص للشباب العربي وإعدادهم لقيادة منطقتهم إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، عبر قيام المؤسسة بتشجيع ريادة الأعمال والبحث والابتكار وتعزيز فرص الحصول على التعليم الجيد والتطوير المهني النوعي، ودعم إنتاج واكتساب ونشر مصادر المعرفة باللغة العربية.

من جهتها، أشادت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بمبادرة «بالعربي»، واعتبرتها تندرج في إطار المبادرات المجتمعية المميزة، التي تطلقها المؤسسات الرسمية والخاصة في الإمارات، لدعم وتعزيز استخدام اللغة العربية عبر مختلف القنوات، بما في ذلك المواقع الاجتماعية التي تشهد نمواً متزايداً من قبل المستخدمين في مختلف أنحاء العالم.

وقالت «تأتي اللغة العربية في المرتبة السادسة ضمن اللغات الأكثر استخداماً في التغريد عبر (توتير)، رغم أن عدد السكان المتحدثين ببعض اللغات التي جاءت في المراتب التي تسبقها لا يشكلون نصف عدد سكان العالم العربي، لذلك فإن مثل هذه المبادرات سيكون لها دور إيجابي في تسليط الضوء على أهمية استخدام وتعزيز لغتنا الأم (لغة القرآن) في تواصلنا، وستسهم في زيادة استخدام اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي».

وأكدت الشيخة بدور ضرورة أن يدرك المجتمع العربي أهمية وجمالية لغتنا، التي يجب أن نكون فخورين بالتواصل من خلالها، موضحة أن العربية كلغة ليست في خطر، فهي باقية إلى يوم الدين، ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم، لكن مستقبل أجيال الأمة العربية سيكون في خطر، إذا ما ابتعدوا عن لغتهم الأم التي هي هويتهم، والتي استطاع أجدادنا أن يصلوا بها إلى العالم أجمع من خلال القرآن الكريم والعلوم والمعارف والتجارة.

وأشارت الشيخة بدور إلى ضرورة تعزيز استخدام اللغة العربية في التخاطب والتواصل بين أفراد المجتمع كافة، من خلال المبادرات والبرامج المختلفة، خصوصاً بين الأطفال الذين بدأوا يفضلون استخدام اللغات الأجنبية عن لغتهم العربية، نتيجة لبعض التعقيدات والجمود في وسائل تعلم العربية، سواء في المدرسة أو الخارج بجانب تلقيهم لبعض المفاهيم الخاطئة والسلبية المنتشرة في تفضيل التواصل باللغات الأجنبية على اللغة العربية.

وأكدت ضرورة عدم تجاهل التواصل مع غير الناطقين بالعربية باللغات الأجنبية المختلفة من باب الانفتاح الحضاري والتواصل العالمي، والتعريف بالدولة ومنجزاتها لتشجيعهم على التعرف إلى حضارتنا وتراثنا، على أن تبقى اللغة العربية الأولى بيننا.

من جهته، أعلن وزير التربية والتعليم رئيس الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، حميد بن محمد عبيد القطامي، دعم الوزارة الكامل للمبادرة وتعزيز أهدافها الرامية إلى قيام جميع مستخدمي الإنترنت ممن يتحدثون العربية كلغة أولى أو ثانية، أو حتى الأشخاص المهتمين باللغات باستخدام اللغة العربية في جميع صور وأشكال التواصل عبر الإنترنت.

وقال إن فكرة المبادرة وأهدافها تنسجم مع توجهات الوزارة التي اعتمدت مجموعة مبادرات ومسارات نوعية لتعزيز مكانة اللغة العربية في المدارس، وتمكين الطلبة من أدواتها ومهاراتها، وغرس قيمها وما تتسم به من بلاغة وفنون أدبية راقية في نفوسهم، في ضوء الاهتمام البالغ لقياداتنا الرشيدة بلغتنا الأم.

من جانبه، وجه نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، الشكر لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، على اهتمامها بأعظم لغات الأرض، وإطلاق هذه المبادرة المبدعة في اليوم العالمي للغة العربية، إذ تهدف إلى تذكير أبنائنا وبناتنا بضرورة الحفاظ على لغتنا واحترامها من خلال الاستخدام الأمثل لها في كل المنصات وعلى مختلف المستويات.

وأوضح أنه لا يمكن أن ترتقي الأمم وتبدع إلا من خلال استخدام لغتهم الأم، وهي الحال اليوم في كبرى دول العالم كالولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين، مشيراً إلى أن العرب حين قادوا الأمم كانوا في قمة إبداعهم بلغتهم العربية، وجعلوا شعوب العالم يقرأون كتبهم ويستخدمون لغتهم، لما كتب من خلالها من عظيم المعارف وأمّتنا وشبابنا يقع عليهم اليوم مسؤولية دينية وقومية وأخلاقية تلزمهم بالاهتمام بلغتنا العربية.

من جهته، قال العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، جمال بن حويرب، إن مبادرة «بالعربي» جاءت تماشياً مع توجهات القيادة الرشيدة، مستشهداً بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «لغتنا هي هويتنا، وهي رمز عزتنا وحضارتنا وثقافتنا العربية والإسلامية العريقة، وعلينا جميعاً أن نحترمها وننميها في أوساط أجيالنا الحاضرة والواعدة، كي تظل أميرة لغات العالم وتاجها، لأنها لغة القرآن الكريم، الذي أنزل هدى للناس جميعاً». وأضاف «لقد ألهمت هذه الكلمات جيل الشباب ودفعته باتجاه التفكير لتعزيز مكانة لغتنا العظيمة التي نفخر جميعاً بها ونسعى للحفاظ عليها».

وحول القرار الأممي، قال بن حويرب، إن «قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ28 في 18 من شهر ديسمبر من عام 1973، الذي قضى بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، يعد من أكثر القرارات المشرفة في تاريخ المنظمة الدولية، ويضع لغتنا العربية في مصاف اللغات العالمية الأكثر تأثيراً، وهو الموقع الطبيعي للغة يتحدث بها نحو 500 مليون شخص، ويستخدمها أكثر من مليار مسلم من خلال قراءة القرآن الكريم، الذي شرفنا رب العزة بأن أنزله لنا بلغتنا ليكون هداية للعالمين، وهي اللغة الخالدة التي تتجدد على مر السنين، إضافة إلى أنها الحامل للهوية والقيم والرؤى، وهي وعاء التنوع الثقافي والحوار بين الحضارات، وبواسطتها تمد الجسور لتوثيق العلاقة بين المجتمعات واثراء تنوع أشكال التعبير والتفاعل وتبادل الدعم والتمكين». وأوضح أن مبادرة «بالعربي» ليست محدودة جغرافياً، فهي تستهدف الفضاء الإلكتروني، وبالتالي جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الوسم الذي تم استخدامه «#بالعربي» بمثابة المفتاح للولوج إلى مستجدات الحملة لحظة بلحظة في معظم مواقع التواصل الاجتماعي.

الأكثر مشاركة