فائزون في «مزاينة الظفرة»: التتويج ليس وليد المصادفة
أكد فائزون في مزاينة الإبل بمهرجان الظفرة، الذي تقام فعالياته في مدينة زايد بالمنطقة الغربية في أبوظبي، أن الفوز بالجوائز ليس وليد المصادفة، بل هو نتيجة جهد مستمر، مشيرين إلى أن الاستعداد للمهرجان، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، يبدأ مبكراً قبل الدخول في المزاينة، من لحظة اختيار الناقة والفحل، والحرص على التربية والتذليل والتدريب إلى لحظة التتويج، معتبرين أن لكل فحل وناقة قصة يحكونها بحب خاص للتراث ورموزه.
وقال أحمد محمد معلا المرر، الذي يشارك للمرة الرابعة، ومشترك في شوط العشرين، وسبق أن حصل على المركز السابع في الشوط ذاته، وكان الأول والثاني في المزاينات الفردية في بعض مزاينات المنطقة، إن «ثمة أنواعاً من العناية تبعاً لنوعية الحلال، أولها اختيار الناقة الطيبة للعمل عليها كمشروع، سواء كانت قد تم شراؤها أو (تلاد)، ثم يتم العمل على اختيار الفحل لها من الفحول المعروفة ذات السمعة المعروفة، وبعد ذلك تبدأ مرحلة الإنتاج، وعلينا العناية بالمنتج، من خلال الفحوص التي تستبعد أي مرض، لأنه قد يفشل المشروع، وإلى جانب الاهتمام بعلفه وبالفيتامينات الضرورية لتربيته، وكذلك اختيار الصابون للتنظيف والغسيل والتغطية الجيدة، حتى لا تؤثر الشمس في لون المطية ولمعة شعرها، وبعد ذلك نعوّد المطايا على عادات الوقوف الصحيح، وكيف تمد رأسها أثناء الوقفة، بحيث يكون الرأس إلى الأعلى دائماً، وكيف تتصرف بين الناس والأصوات».
فحص إبل الحلاب يقوم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بتوقيع الكشف الطبي، على الإبل المشاركة في مسابقة الحلاب، المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة 2013، للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض، التي تعتبر شرطاً أساسياً للمشاركة في المسابقة. ويقوم فريق البيطرة بتطعيم جميع الإبل الحلابة، المشاركة في مهرجان الظفرة للإبل ضد مرض البورسيلا، نظراً لتزايد احتمالات انتقال المرض بين الإبل المدرة للحليب. |
أما النوع الثاني، حسب المرر، فهو الإبل التي تم شراؤها، وهي تحتاج إلى خبرة لتميز كيف كانت قبل الفوز أو الشراء، كما تعتمد على ما يقرر المشتري بذله من إمكانات للشراء والعناية بعد ذلك، والفرق فقط بينها وبين «التلاد» أن الفائز في الأخير صاحب حلال وراعٍ له، بينما الآخر قد يكون رجل أعمال. وعلى مستوى العروض قال المرر «عرض علينا في ناقة لنا 2.5 مليون درهم، ولم نبعها، كما بعنا أخرى بمليوني درهم».
أما مبارك سالمين المنصوري ـــ الفائز الأول في شوط العشرين «تلاد» مجاهيم من النسخة الأولى إلى السادسة، ومشارك في شوط العشرين «تلاد»، كما شارك في شوط المفاريد ـ الشوط المفتوح هذا العام وأخذ المركز الأول، وكذلك المركز الأول في شوط الست مجاهيم ـــ فأكد أن «الفوز له قصص طويلة، تبدأ بالتحضير كل عام، ابتداء من نهاية المزاينة إلى المزاينة الجديدة، وقبل ذلك حتى بسنين، فالعمل في هذا المجال يقوم على التهيؤ له، خصوصاً في (التلاد)، إذ تبدأ العناية باختيار الأم، فالفحل، ثم الإنتاج الذي يُتعهد بالتغذية والكشف الصحي والغسيل والتفقد اليومي، ومتابعة كل التفاصيل المتعلقة بالحلال، من دون إهمال أي ملاحظة أو تفصيل، حتى ترى الحلال كما تريد أن يكون».
وأضاف «على صاحب الحلال وضع المنافسين نصب عينه دائماً، رغم أنه يعرف الشخصيات المشاركة، والحلال الذي يمكنه منافسة حلاله، ويعرف القريبين منه ويخشى منافستهم». وتابع «شخصياً أكتفي بإبلي الموجودة من (تلاد) عزبتي، ومع ذلك على المشتري أن يختار بعناية ودراية وخبرة، ثم عليه الاعتناء بعد ذلك». وعن عروض الشراء، قال «عرض علي في (الشيخة) الفائزة هذا العام في المفرود مليونا درهم».
وقال ماجد بن راشد المنصوري، الحائز المركز الأول في شوط 35 في النسخة الرابعة، إن «الفوز يبدأ من العناية الجيدة، وقبلها اختيار المطية والفحل ثم العناية بالإنتاج»، مشيراً إلى أن هذه العناصر هي العناصر الأولى المهمة، ثم بعد ذلك تأتي ضرورة «تدليل» الحلال ورعايته، بطريقة جيدة لا تتجاوز أي تفصيل مهما كان بسيطاً، وكذلك الاستمرار في تحضير الإبل للمزاينات دون انقطاع، إذ لم تعد الإبل اليوم زينة فقط، بل هي مشروعات مدرة للدخل. ومن السعودية، قال محمد بن راشد بن جهيم المري، مشارك في البيرق (2013)، «سبق لي الفوز بالمركزين الثاني والثالث في شوط العشرين، وبالأول العام الماضي على مستوى الخليج في الكويت، كما فزت في الفردي أكثر من مرة». وأشار إلى أن أكبر عرض تلقاه، هو بيعه «مخوفة بنت وحيدان» بـ 10 ملايين ريال، السنة الماضية، وهي من نسل «وحيدان».
انطلاق
انتهت لجان التحكيم، في مسابقة الحلاب المقامة على هامش فعاليات المهرجان، والتي تشهد منافسة حامية بين المتسابقين، أول من أمس، من تسلم الإبل الراغبة في خوض المنافسة، تمهيداً لإجراء الفحص الطبي لها، وبدء المنافسات التمهيدية على أن يتم إعلان النتائج بعد غد.
وأوضح مدير مزاينة الظفرة، محمد عاضد المهيري، أن مسابقة الحلاب شارك فيها أكثر من 169 متسابقاً من ملاك الإبل الحلابة، من مواطني الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، سيتنافسون في ثلاثة أشواط من فئات المحليات والمجاهيم والمهجنات، مشيراً إلى أنه ـــ ومنذ انطلاق المسابقة في الدورة الثالثة من المهرجان وحتى اليوم ـــ والمشتركون يتزايدون بشكل ملحوظ، إذ حققت أهم أهدافها الرامية إلى خلق سوق تجارية لملاك الإبل المنتجة لكميات كبيرة من الحليب، وتشجيع المحافظة على هذه النوعية من الإبل، إذ لا يرتكز الفوز على شخص أو جهة أو دولة.
وقال المهيري إن «التصفيات التمهيدية، بين المتسابقين، تستوجب فرز النتائج واختيار الأكبر وزناً في الحلبة الأولى ثم الثانية والثالثة، حتى يتم اختيار النوق المشاركة في التصفيات النهائية، واختيار الناقة الأكبر وزناً في كل فئة من فئات المسابقة».