سيرك صيني جمع بين عروض الأكروبــــــات والرقص والأزياء
حضــارة الصين باستعراضات مبهــــرة في دبي
على أنغام الموسيقى الصينية التقليدية أقامت الفرقة الصينية «إيست ستايت تشياينيس سيركس»، عرضها المميز احتفالاً برأس السنة الصينية، التي هي سنة الحصان، بحسب التقويم الصيني. وتميز العرض الذي أقيم على مسرح مدينة جميرا، كجزء من فعاليات مهرجان دبي للتسوق، بالمزج بين حركات الأكروبات والرقص، وكذلك الأزياء المبهرة. إن الجانب الترفيهي في السيرك الصيني ليس هو الأساس، بل يمكن اعتبار هذا القول انتقاصاً من أهمية السيرك الصيني، نظراً لارتباط العرض بجذور تاريخية تعود الى أكثر من 2000 سنة.
احتفالات حول العالم تحتفل الصين في بداية السنة الصينية على مدى سبعة أيام، ويقوم الناس خلالها بإطلاق الألعاب النارية، بهدف حرق الحظ السيئ وطرد الأرواح الشريرة، لفتح صفحة بيضاء من الخير والبركة. ولا يقتصر الاحتفال برأس السنة الصينية على الصين، حيث تشهد هذه المناسبة أكبر الاحتفالات في ماليزيا، التي تعد لها أضخم المهرجانات على مدار السنة. ويشمل طقوس الاحتفال بهذه المناسبة تقديم الهدايا واعداد العشاء التقليدي، بينما تنتشر رقصات الأسد والتنين في الشوارع. عام الحصان استقبلت الصين عام الحصان، أو تحديداً ما يعرف بالحصان الخشبي، وباللغة الصينية «ما نيان». ويعرف مولود عام الحصان في الثقافة الصينية بالمحارب الشجاع، ويحمل مجموعة من الصفات المميزة، منها الذكاء والابتكار والإقدام وروحه المرحة. وبحسب عدد من المختصين في الأبراج الصينية في الصين ان هذا العام لن يخلو من أزمات دولية قد تصل إلى حروب وكوارث اقتصادية، فيما ستتعافى بعض الدول اقتصادياً خلال العام نفسه ومنها مصر والولايات المتحدة والبرازيل والهند. |
يشكل السيرك الصيني إطلالة على حضارة وتاريخ هذا البلد، من خلال الجمع بين مختلف أوجه الثقافة فيه، عبر الموسيقى والرقص اللذين شكلا عنصرين أساسيين في العرض، فقدمت مجموعة من اللوحات المحملة بالتقاليد الصينية الشعبية، وكذلك الموسيقى الحديثة وموسيقى الأوبرا. بينما تأتي الأزياء لتستكمل هذه الصورة مع تركيزها على الألوان المبهرة على المسرح، لاسيما الملابس التي ارتدتها مؤدية دور مغنية الأوبرا. ولا يمكن وصف العرض بالخيالي ولا حتى الكوميدي، فقد كان هادئاً في ايقاعه الذي يقوم على موازنة وتوزيع اللوحات بين الرقص ثم حركات الأكروبات، لتكون الحركات التهريجية أخف وطأة. لم تحضر الحيوانات الى المسرح، فهو ليس سيركاً خاصاً بالأسود أو النمور أو حتى الأفاعي، لكن على الرغم من ذلك فقد جذب العائلات مع أطفالها الذين استمتعوا بعروض تقوم على الليونة وتتطلب خفة ودقة، كالتي قام بها العارضون لنقل الراقصين لبعضهم بعضاً على الأقدام، أو حتى التي تميزت بالرقص على الحبال المعلقة.
كانت الخلفية التي رافقت العارضين، الذين بلغ عددهم 20 عارضاً، مستوحاة من الصين فقد حملت شكل المعابد الصينية، وتميزت بالزخرفات والنقوش الذهبية اللون. بينما كانت الرقصات التي بدأ بها العرض محملة بالكثير من الفرح والألوان التي تعلن انطلاقة جديدة. وقد استخدم اللون الأحمر بكثرة في العرض الذي استمر ساعة و10 دقائق، حيث يرتبط هذا اللون بالاحتفالات الصينية برأس السنة، كونه يعتبر لون الحظ في معتقداتهم، وهو اللون الذي تتشح به الصين في احتفالاتها برأس السنة الصينية، وعلى مدى سبعة أيام لمحاربة الشر.
بخلاف عروض السيرك التي تحمل قصة درامية معينة، كان العرض الذي قدم متنوعاً لجهة الألعاب المقدمة من قبل لاعبي السيرك، ومعتمداً بشكل اساسي على إظهار الخفة في الأكروبات والقدرة على ادهاش الحضور. ولكن هذه العروض تثير الكثير من المشاعر الايجابية التي تبث جواً من الأمل المتأتي من الجمال. أما المأخذ الوحيد على العرض فهو صغر المسرح الذي قدم عليه، الأمر الذي منع الفرقة من تقديم عرض أكبر ليجعلها أكثر اتجاهاً لتقديم الحركات التي تتناسب مع المساحة المتاحة لهم، كما كان واضحاً من خلال العرض الذي قدم بتركيب مجموعة من الكراسي فوق بعضها بعضاً، والتي وصلت الى نقطة مرتفعة جداً لم يعد متاحاً للجمهور رؤية مقدم العرض بسبب وجوده في نقطة أكثر ارتفاعاً من سقف المسرح. والى جانب العرض الأساسي الذي سيستمر تقديمه على مسرح جميرا حتى الأول من فبراير، تخلل الاحتفال بالسنة الصينية مجموعة من الفقرات الصغيرة ورقصة الأسد التي قدمتها الفرقة بين المطاعم.
وقال مدير مسرح مدينة جميرا، جوزيف فاولا، لـ«الإمارات اليوم»، «يعتبر الاحتفال بالسنة الصينية من الاحتفالات المهمة التي يرغب الكثيرون في مشاهدتها، لكننا لم نقم بأي احتفال بهذه المناسبة في السابق، وهي المرة الأولى التي نستضيف فيها هذا العرض». ولفت الى أن العرض متميز بكونه يجمع بين الرقص والأزياء والإضاءة، وبالتالي يعتبر تجربة مهمة للناس الذين يبحثون عن متعة مميزة، خصوصاً أن جميع العارضين من الصين، وهم يقدمون العرض للمرة الأولى في دبي. ولفت فاولا إلى أن الاحتفال بالسنة الصينية قدم في برج العرب في السابق، لكن تم الاتفاق مع ادارة مهرجان التسوق لتقديمه في مسرح مدينة جميرا وإدراجه ضمن فعاليات المهرجان، خصوصا بعد زيادة عدد الصينيين الموجودين في الإمارات، وهو يمنحهم الى حد ما الشعور بالوطن.
واعتبر فاولا أن هذا العرض موجه للعائلة بشكل مباشر، وهو يعكس شعار المهرجان الذي يتوجه للعائلة، مشيراً الى انه على الرغم من وجود العديد من عروض السيرك التي استاضفتها دبي، وكان أبرزها «سيرك دو سولي»، إلا ان هذه العروض تظل تجذب الناس، لاسيما أنهم يجدون متعة في مشاهدة عروض تحبس الأنفاس بين الخفة والرقص. وشدد على أنهم يهتمون الى تقديم العديد من الفعاليات والمسرحيات والعروض على مدار العام والتي تتوجه الى العائلة وذلك بشكل شهري تقريباً، موضحاً أنه ما يتمنى تقديمه على مسرح مدينة جميرا هو مسرحية لويليام شاكسبير مترجمة الى العربية، اذ رأى أنها ستكون مميزة باللغة العربية خصوصا انها ستكون موجهة للثقافة العربية بلغتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news