«رحلة عسل» برنامج لإنعاش الحياة الزوجية

بهدف التركيز على أهمية الإعداد السليم للزواج، ومن أجل بناء أسرة متماسكة وتثقيفها لمواجهة أخطار الحياة، نظمت مراكز التنمية الأسرية في الشارقة أحد البرامج المهمة في إصلاح الأسرة، برنامج «رحلة عسل»، القائم على إخراج الأزواج من رتابة الروتين اليومي وضغوط الحياة عبر رحلة تضم سلسلة من الفعاليات الممتعة.

ويعد برنامج «رحلة عسل»، أسرياً طموحاً، ورسالة ثقافية بامتياز، حيث على مدى أربعة أيام متتالية قام البرنامج الذي انطلقت فعالياته أخيراً في فندق هيلتون الشارقة، وضم 14 زوجاً، بالعديد من الفعاليات والأنشطة الممتعة والمفيدة، التي شكلت ظاهرة ثقافية ومناسبة اجتماعية دافئة، جمعت بين الترفيه والتثقيف.

وقدم البرنامج جانباً ترفيهياً أخرج الأزواج من رتابة الروتين وضغوط الحياة، إذ تمكنوا من الترويح عن النفس والاستمتاع بقضاء أوقات مميزة مع بقية الأزواج من خلال اكتشاف مواطن الجمال في المناطق المتفرقة لإمارة الشارقة، كما تم تثقيف الأزواج عبر الأخذ بأيديهم للعبور على جسور المعرفة والاستنارة بآراء المختصين في الاستشارات الأسرية، وتعلم تجاوز المشكلات الأسرية والزوجية، والتغلب عليها كأساس مهم في بناء أسرة ناجحة قائمة على لبنة قوية راسخة في نسيج المجتمع وبنيانه.

البرنامج الذي شارك فيه العديد من الأزواج الإماراتيين، اشتمل على فعاليات وأنشطة ثقافية قدمت للمشاركين المعلومات المفيدة عبر العديد من المحاضرات والنصائح، والآراء السديدة حول استشارات متعلقة بالحياة الزوجية، وسبل مواجهة التحديات التي يمكن أن تعترض طريق هؤلاء الأزواج، لاسيما في سنوات الزواج الأولى، التي يقبل فيها الزوجان على عالم جديد ومختلف عما كانا يعيشانه، حيث يجدر بهما الاستعداد بما يكفل الوصول إلى حياة أسرية ناجحة.

وانطلاقاً من أهمية الأسرة وبنائها، استضافت مراكز التنمية الأسرية في الشارقة، الأستاذة الجامعية والمعالجة النفسية، الدكتورة موزة المالكي، والمستشار الأسري والمدير التنفيذي لمجلس أولياء أمور الطلبة في المنطقة الوسطى، الدكتور سعيد عبيد بالليث الطنيجي، إذ تعاون المحاضران على تقديم المعرفة والخبرات في هذا الشأن، ضمن سلسلة من المحاضرات القيمة وورش العمل التي نظمت على مدار الأيام الأربعة، وشاركا بنشاطات مختلفة مع رئيس قسم البرامج والأنشطة في إدارة مراكز التنمية الأسرية ،موزة سيف الشحي، التي حرصت على متابعة فعاليات الرحلة التي تأخذ على عاتقها العمل من أجل الارتقاء بالأسرة ومتابعة أمورها للوصول بها إلى مرحلة التفاهم وغرس المحبة والمساهمة في بناء الإنسان السليم الذي يعد أهم مشروع استثماري حضاري.

وخلال رحلة الأيام الأربعة، التي اتسمت بالأجواء العائلية، في فندق هيلتون الشارقة وأجوائه الباذخة، قدم المحاضران حزمة من المحاضرات القيمة تناولت العديد من العناوين المهمة مثل التخطيط لحياة زوجية ناجحة، ركزت فيها المالكي على أهمية الحوار بين الزوجين وطريقة تنمية روح الحوار الإيجابي في الأسرة، وكيفية التدرب على طريقة التفكير الإيجابي في مواجهة المشكلات التي تعترض سبيل الزوجين.

وحرصت المالكي، خلال المحاضرة على تقديم ورشة عمل شارك فيها الأزواج، من خلال استبيان واستطلاع الآراء، حول مدى التلاقي في مفاهيم وأفكار الأزواج، لتخرج بنتائج متنوعة، وركزت المالكي على مساعدة المشاركين على التوجه نحو الإيجابية في التفكير والبحث عن الحلول.

وقدم الطنيجي في اليوم الثاني، محاضرة بعنوان «تربية الأبناء مسؤولية مشتركة» بيّن خلالها أهمية التعاون بين الزوجين، في مناقشة ومتابعة كل المشكلات بروح إيجابية، وتعاون يضمن التوصل إلى أفضل الحلول، وركز بشكل كبير على أهمية متابعة الأطفال، فيما شارك المحاضران في اليوم ذاته في تقديم النصح والإرشادات للمشاركين في جلسات استشارات أسرية سادتها أجواء من التناغم.

كما تناول المحاضران أبرز الهموم والمشكلات التي تواجه المشاركين في الرحلة، لاسيما في بداية رحلة الزواج، وذلك قبل أن تشرف المالكي على حلقة نقاش اتسمت بالموضوعية والعلمية، بعنوان «افهم نصفك الآخر»، وذلك بعد عرض فيلم سينمائي هادف تناول العلاقة بين المرأة والرجل والأولويات التي يجب الاهتمام بها في الحياة المشتركة للزوجين، ركزت المالكي على أهمية الحوار بين الزوجين وفوائده للأسرة بشكل عام إضافة إلى علاقات الكبار مع الأبناء، والتي تعد أساسية في بناء الأسرة السليمة.

وفي ختام فعاليات برنامج «رحلة عسل»، التي وصفها بعض المشاركين بأنها تجديد لشهر العسل، قالت المالكي، إن «مستوى المشاركين في البرنامج كان متميزاً، إذ أظهروا الاهتمام والمتابعة والرغبة في تحسين أمور حياتهم، كما أن التجربة تعد رائدة في الشارقة، وتعطي هذه الإمارة المزيد من التألق والتميز».

من جانبه، استغل الدكتور سعيد الطنيجي المناسبة وقال إن «برنامج رحلة عسل سينقل الصورة الأجمل عن دولة الإمارات، إذ من المهم أن تعمم هذه التجربة الفريدة، في بقية الدول، لاسيما الخليجية»، كما شدد على أهمية تبادل الخبرات وتكثيف مثل هذه الفعاليات، مقترحاً أن تشمل الدورات المقبلة عدداً من الشباب المقبلين على الزواج، ليتمكنوا من اكتشاف طريقهم نحو المستقبل.

إلى ذلك، أكدت رئيس قسم البرامج والأنشطة في مراكز التنمية الأسرية، موزة الشحي، أن «نتائج هذا البرنامج الإيجابية، جاءت أكثر من المتوقع، إذ إن الفائدة شملت جميع المشاركين في الرحلة»، معربة عن أملها في أن يكون كل مشارك «سفيراً لبرنامج رحلة عسل». المشاركون في برنامج «رحلة عسل» عبروا عن سعادتهم بهذه المشاركة، لما حققته من أهداف مرجوة، إذ أكد كل من المستشار القانوني جمال النقبي وزوجته فاطمة عدنان، أهمية مثل هذه الفعاليات في مساعدة الأزواج على تفهم أمور الحياة، واعتبرا أن البرنامج يعد فرصة مناسبة للفائدة والترويح عن النفس، وأشادا باختيار الأماكن السياحية التي أتيح للمشاركين زيارتها، إذ اعتبر النقبي أن برنامج رحلة عسل يشبه تلك «الوصفة الطبية التي يأخذها الإنسان من الطبيب لمعالجة المرض».

أما الزوجان علي الشحي وفاطمة الطنيجي، المشاركان في البرنامج، فقد أشارا إلى أنهما شاركا بدافع التعرف إلى الأساليب المناسبة في مواجهة مشكلات الحياة، وأكد الشحي أنه «علم بـ(رحلة عسل) عبر (تويتر) وسارع بالتسجيل في الرحلة من دون تردد، أما زوجته الطنيجي فقد أكدت أنها استفادت كثيراً من المشاركة في برنامج رحلة عسل، التي وصفتها بالمدرسة الحقيقية.

من جانبهما، أكد الزوجان راشد عبدالله الصريدي، وهو موظف حكومي، وزوجته بشرى النقبي، أنهما شاركا في البرنامج بهدف التعرف إلى كيفية مواجهة بعض المشكلات الأسرية، واقترح الزوجان زيادة ألأنشطة وعدد المشاركين فيها، لما لها من فوائد أسرية واجتماعية، ولم يخف الزوجان رغبتهما في تكرار هذه التجربة التي أتاحت لهما فسحة من الهدوء ومراجعة الذات.

الأيام الأربعة

رحلة الأيام الأربعة اتسمت بالأجواء العائلية وشهدت حزمة من المحاضرات، تناولت العديد من العناوين المهمة مثل التخطيط لحياة زوجية ناجحة، وركزت على أهمية الحوار بين الزوجين وطريقة تنمية روح الحوار في الأسرة، وكيفية التدرب على طريقة التفكير الإيجابي في مواجهة المشكلات التي تعترض الزوجين.

مستوى متميز

أعرب حسين المطروشي، الذي يعمل في شرطة الشارقة، وزوجته موزة عبدالرحمن، الموظفة في وزارة الصحة، عن سعادتهما بالرحلة التي أسهمت في زيادة خبراتهما في الحياة، مشيدَين بالمستوى المتميز للمحاضرين، ومحاور المحاضرات والفوائد التي ترتبت عليها.