يخوضون تجربة العرض الخارجي بأسلوب احترافي للمرة الأولى في كوالالمبور

«نجوم راشد» يتجاوزون الإعاقة بالدراما

عروض «نجوم راشد» مرشحة لإطلالة آسيوية من خلال عرض دراما حركية في ماليزيا. تصوير: أشوك فيرما

كشف مركز راشد لرعاية المعاقين عن تجربة رائدة في مجال دمج الأطفال من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، تتجاوز حدود عروض النشاطات التقليدية إلى تكوين فرقة للأداء المسرحي والدرامي بمفهوم احترافي، تقبل العروض الخارجية، وفق شروط وآليات محددة.

كعكة «الإمارات اليوم»

و«سما دبي»

فاجأ مركز راشد لرعاية المعاقين حضور المؤتمر الصحافي، للكشف عن تفاصيل أول تجربة خارجية تستدعى فيها فرقة «نجوم راشد» لعرض مواهبها خارج الدولة، بتوسط شعاري جريدة «الإمارات اليوم» وقناة «سما دبي» كعكة الاحتفال بهذه المناسبة.

وقالت مدير عام مركز راشد إن هذه اللفتة تأتي عرفاناً بدور مؤسسة دبي للإعلام عموماً، و«الإمارات اليوم» و«سما دبي» خصوصاً، اللتين لم تغيبا عن مشهد دعم مسيرة المركز، والتوعية بحقوق هذه الشريحة المهمة من المجتمع، وهم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وضرورة دعمهم، والعمل الجاد على إدماجهم في المجتمع.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/92296.JPG


«متعة الحياة»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/02/92294.jpg

أحال المشرف على فريق الدراما بالمركز، المخرج الشاب محمد يونس، إلى عنوان أحد العروض السابقة التي قدمها أطفال المركز «متعة الحياة»، ليؤكد أن «أطفال مركز راشد للمعاقين يتمسكون بمتعة الحياة، من خلال ممارسة الإبداع، الذي لا يفرق بين الأسوياء وسواهم».

وتابع: «يفاجئني (نجوم راشد) دوماً في أكثر اللحظات تأزماً وتعقيداً، وفي ذروة صعوبة المشهد الدرامي كنت أجد في مختلف العروض تميزاً لافتاً، وهو ما يؤكد أنه مع تعدد أسباب الإعاقة، فإن الإبداع الحقيقي يأبى إلا أن يعلن عن نفسه، كلما سنحت الفرصة لذلك». ووجه يونس دعوة إلى الجميع، سواء من اعتادوا تذوق الفنون أو غيرهم، لمعايشة تجربة «نجوم راشد»، مؤكداً أن تجربة العرض الاحترافي في كوالالمبور، ستكون بمثابة مفترق طرق ليس فقط بالنسبة للنجوم الثمانية المشاركين في العروض، أو أطفال المركز، بل أيضاً لهذه الشريحة الأصيلة في المجتمع، التي تتطلع لحقوقها في «متعة الحياة».

وتلقت فرقة «نجوم راشد» بالفعل أول عرض خارجي في هذا الإطار، من شركة «كيونت» الشرق الأوسط، التي وجهت الدعوة للفرقة، من أجل إقامة عروضها في العاصمة الماليزية كوالالمبور، والاستفادة من تجربتها في مجال دمج المعاقين، بالتنسيق مع أحد أهم مراكز رعاية المعاقين هناك.

وبعد عروض محلية وخارجية شاركت فيها الفرقة نجوماً عرباً وأجانب، منهم شاروخان وسلمان خان وداوود حسين وأحمد بدير وغادة عبدالرازق، جاء العرض الأول بمبادرة ماليزية، للاستفادة من تجربة المركز في مجال دمج ذوي الاحتياجات باستثمار طاقة الفنون.

جاء الكشف عن ذلك خلال مؤتمر صحافي، عُقد أمس، في مقر المركز بدبي بحضور الشيخ جمعة بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، العضو المنتدب لمركز راشد، وأحمد فاضل شمس الدين، القنصل العام الماليزي في دبي وشمال الإمارات، وخالد دياب المدير الإقليمي لشركة «كيونت» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم» قال الشيخ جمعة بن مكتوم: «إن التجربة الجديدة تأتي ترسيخاً لفكرة دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بشكل عملي وفاعل في المجتمع»، مشيراً إلى أن «تجاوز الأطفال للتحديات التي ترافقهم، يبدو أبعد أثراً حينما تتم مخاطبة إحدى المواهب التي يبرعون بها، سواء تعلق الأمر بالدراما أو الموسيقى، أو غير ذلك من الفنون على تنوعها».

ورأى العضو المنتدب لمركز راشد أن مبادرة إحدى الشركات الخاصة في هذا الشأن تأتي بمثابة دعوة عملية لسائر شركات القطاع الخاص للالتفات إلى هذه الشريحة الأساسية في المجتمع، مضيفاً: «نسب ذوي الاحتياجات الخاصة حسب الإحصاءات المعتمدة وصلت إلى 10% من المواليد، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تكاتف الجهود، من أجل دمجهم الفعال في المجتمع».

ووصفت مدير عام مركز راشد، مريم عثمان، زيارة «نجوم راشد» إلى كوالالمبور، بـ«التاريخية» في مسيرة المركز، مضيفة: «لا تشبه هذه الزيارة سواها من الزيارات الخارجية للأطفال، حيث تعد الأولى التي يبقى عرض الفرقة فيها هو المحوري في الدعوة التي جاءت بأسلوب احترافي للغاية، إذ تنتظر الفرقة هناك برنامج محدد من العروض، فضلاً عن فرصة معايشة أجواء مختلفة، والاندماج مع مجموعات مماثلة من حيث التحديات، لكنها مختلفة ثقافياً بسبب اختلاف البيئة».

المشرف على فريق «نجوم راشد»، المخرج الشاب محمد يونس، بدا متحمساً للتجربة، بعد أن عكف على تدريب أعضاء الفرقة الثمانية على العروض المنتظرة، آملاً أن تكون هذه الرحلة بادرة لرحلات متعددة تثبت أن الإبداع عموماً والدراما الحركية بصفة خاصة قادرة على هزيمة الإعاقة.

وقال خالد دياب، المدير الإقليمي لشركة «كيونت»، إن «هذه المبادرة جاءت تطبيقاً لحملة خيرية شاملة بعنوان (لمس مليار قلب) تهدف إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من المستحقين للدعم، سواء في مجال ذوي الاحتياجات، أو مجال العمل الخيري عموماً، وأسعى لتحويل حياتهم إلى الأفضل ورسم مليار ابتسامة بحلول 2018»، لافتاً إلى أن الشركة سعت إلى استثمار دعمها لكل من مركز راشد للمعاقين في دبي، ومدرسة «تارانا» لذوي الاحتياجات في كوالالمبور لنسج علاقة تعاون ثقافي.

تويتر