عبيد بن معضد.. غاب وبقيت سيرة المبدع
شيّع أهالي منطقة الوقن، القريبة من مدينة العين، بعد ظهر أمس، الشاعر عبيد بن معضد لخريباني النعيمي، الذي قضى يوم الأربعاء الماضي، في الولايات المتحدة الأميركية، عن 84 عاماً، إثر صراع طويل مع المرض.
وتوافدت أعداد كبيرة من المشيعين لوداع يعبر عن تقدير لرجل أفنى عمره في خدمة الناس، وإثراء مجالسهم شعراً نبطياً مميزاً، وفق روايات عدة من مقربين على صلة بمسيرة الفقيد.
وعلت مشيعي ابن معضد الذي لقبه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بـ«رجل التراث» مسحة من الحزن بعد الصلاة على الجثمان ظهر أمس بمسجد منطقة الوقن، وأثناء مواراة جثمانه الثرى بالمقبرة التي اكتظت بمودعي الفقيد.
وقال سالم عبيد بن معضد لخريباني النعيمي، نجل الراحل، لـ«الإمارات اليوم»، إن «رحيل والدي خلف حزناً كبيراً في أوساط الأسرة، إذ كان، رحمه الله، سيرة رائعة تفوح عطراً وألقاً، وتجسد علاقة رائعة تجلت في القيم التي سعى إلى غرسها في جميع أبنائه، وامتدت إلى أصدقائه وجميع المقربين منه». وأوضح سالم (26 عاماً) أنه آثر مرافقة والده إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي العلاج بعد وجوده في مستشفى بالعين، إثر مشكلات في الرئتين، ومكث معه نحو 10 أيام، ثم اضطر إلى العودة للدولة وترك شقيقه معضد بجانب والده، حتى يتسنى له ترتيب بعض أموره المرتبطة بدراسته في بريطانيا.
وأضاف «استقللت الطائرة المتوجهة إلى بريطانيا يوم الثلاثاء الماضي، وتلقيت خبر وفاة والدي يوم الأربعاء، فعدت إلى الدولة، لتلقي العزاء، بعد أن واجهت ظروفاً عصيبة إثر تلقي النبأ الحزين عبر الهاتف، فوالدي ليس رجل الشعر والأدب فقط، فهو صاحب نظرة واسعة للعالم، وكان قلبه يتسع للجميع، مليئاً بالحب والود والاحترام والخير لكل الناس».
وتوافد أصدقاء الفقيد إلى خيمة العزاء الكبيرة التي نصبت بالقرب من منزله في منطقة الوقن، وقد بدا عليهم الحزن الشديد، لصديق وفيّ غمرهم بحبه وشعره وتقديره، حسب صديق الراحل، أحمد بن محمد بن هدفة العامري، الذي قال إن «الفقيد كان كنزاً رائعاً من الشعر النبطي، والقيم التي تجسدت في نظرته لمكونات مجتمعه».
وأوضح أنه «فقد إنساناً يحمل له كل الود والاحترام، إذ كان شخصاً استثنائياً في سلوكه وشعره وأدبه، ومعرفته الواسعة بموروثنا المحلي وجماليات المكان، والحنين إلى الوطن والتعمق في مكوناته وقيمه وعاداته، وننعيه اليوم في لحظة حزن لا تنسى ولوعة لا تنتهي، فالموت لحظة في حياتنا يتساوى فيها الجميع، لكن إبداع فقيدنا يساوي الحياة بكل جمالها»، على حد تعبيره.