كريس أوهيرن: «تي فيو» نقلة في سوق البث الإماراتية

كشف المدير العام لـ«تي فيو»، كريس أوهيرن، أن الدراما التي تعرض في شهر رمضان، رغم ما تأخذه من حيز واسع من اهتمام المشاهدين والإعلام على السواء، إلا أنها ليست أكثر البرامج شعبية على مدى عام كامل، حيث تنتزع العروض والبرامج الترفيهية الواقعية لقب الأكثر شعبية ومشاهدة على مدار العام، في حين تعد قناة «إم بي سي» هي الأكثر شعبية وهيمنة على اختيارات المشاهدين، لما تتمتع به من تنوع في ما تقدمه، مشيراً إلى أن هذه النتائج وغيرها تم التوصل إليها من خلال مشروع قياس نسب المشاهدة في الإمارات كل دقيقة من كل يوم منذ إطلاق المشروع في 2012.

حياد واستقلالية

نفى كريس أوهيرن أن يكون لمشاركة مؤسسات إعلامية في الدولة في مشروع «تي فيو» أي تأثير في ما يقدمه من نتائج، بفضل بنية الشركة. موضحاً أن شركة الإمارات للقياس الإعلامي يملكها المساهمون الإعلاميون. بدورها، قامت شركة الإمارات للقياس الإعلامي بتعيين قنطار ميديا لإعداد وتشغيل النظام، لذلك لا يوجد اتصال مباشر بين الطرفين. وأضاف «مساهمونا، وهي وسائل إعلام أبوظبي، ووسائل إعلام الشارقة، وروتانا، واتصالات، وتو فور 54 (Two Four 54)، يتفهمون ويقبلون هذا مبدأ مهماً جداً، من جهتها أكدت عملية المراجعة والتدقيق الخارجية لنظام عمل المشروع بشكل واضح جداً أنه لا توجد قضايا تتعلق بسلامة الفريق والنتائج».

ما يفضله الجمهور

مشروع «تي فيو» يهدف إلى تسليط الضوء أكثر على تلك المنطقة الرمادية الخاصة بما يفضله المشاهدون، وتوفير معلومات موثقة تسترشد بها القنوات المختلفة وشركات الإعلام التي ترغب في تعزيز برامجها وعدد مشاهديها، وتوفير هذه المعلومات للجميع بطريقة علنية وموحدة، في حين يعد انصراف القنوات عن استخدام طرق أفضل وأكثر دقة، نوعاً من عدم الاحترافية. ويقود المشروع الإمارات إلى مواكبة المعايير العالمية باستخدام طريقة قياس الجمهوروتم استخدامه في أكثر من 60 بلداً في جميع أنحاء العالم.

شفافية

غياب الشفافية كان عائقاً رئيساً لنمو سوق الإعلام والإعلان في الإمارات. وحل هذه المسألة يعني ضخ المزيد من المال للبرامج التي تجذب المشاهدين، وبالتالي صناعة بث أكبر من الحالي بكثير، ولا تتوقف أهمية النتائج على إبراز البرامج التي تحظى بجمهور كبير فحسب، لأن «تي فيو» توفر الكثير من التفاصيل التي يمكن أن يستفيد منها المعلنون الباحثون عن أنواع معينة من الجمهور بما يدعم القنوات والبرامج العاملة.

معايير عالمية

يتبع مشروع «تي فيو» معايير عالمية تم قبولها معياراً لقياس الجمهور الإلكتروني في العالم. ويشمل اختيار العينة وإدارة فريق النتائج والإبلاغ عنها. ولا يوجد في المنطقة برنامج يوفر هذا النهج العلني والشفاف. ويوفر المشروع معلومات تتيح لمحطات معرفة تلك التي تكتسب أو تفقد الجماهير.

كما كشف أوهيرن في حواره لـ«الإمارات اليوم» المزيد من عادات المشاهدة في الإمارات، التي قد تسهم في تصحيح بعض الأفكار لدى المعلنين وصناع الدراما؛ من بينها أن البرامج الكوميدية أو الرسوم المتحركة تحظى بنسب مشاهدة جيدة في شهر رمضان، لأن الأسرة بأكملها يمكن أن تشاهد هذه النوعية من البرامج، وأن كمية العرض لا تزيد كثيراً في شهر رمضان، فتراوح نسبة الزيادة بين 20 و30% فقط، وذلك اعتماداً على المجموعة، وبشكل عام تنشط المشاهدة بصورة أكثر في المساء.

وأضاف أوهيرن أنه «تم تشغيل مشروع قياس نسبة مشاهدي التلفزيون في الإمارات لأكثر من عامين، وتم إنتاج البيانات بالكامل منذ شهر أكتوبر لعام 2012. وتضمنت البيانات بعض النتائج المثيرة للاهتمام، منها على سبيل المثال أن المشاهدة اليومية في الإمارات عالية جداً بمعدل متوسط قدره نحو سبع ساعات للإماراتيين والعرب. كما أن هناك طفرة كبيرة في المشاهدة في فترة بعد الظهر، التي من المحتمل أنها تتأثر محلياً بعطلات المدارس وبعض المكاتب التي تفتح وتغلق مبكراً»، موضحاً أن اختلاف الجنسيات التي تقيم في دولة الإمارات انعكس كذلك في النتائج التي أظهرت أنماطاً مختلفة لكل فئة من الجنسيات؛ فيميل الآسيويون إلى المشاهدة في وقت مبكر من المساء حتى الساعة التاسعة مساء تقريباً، بينما يميل العرب إلى المشاهدة في وقت متأخر ابتداء من الساعة 10 مساء. لكن رغم اختلاف الجنسيات تظل هناك قاعدة أن «الناس يشاهدون البرامج الجيدة أينما كانوا»، مشيراً إلى أن «هناك ملامح عامة يتفق عليها الجمهور بصورة عامة، بصرف النظر عن المكان، مثل تفضيلهم للعروض الترفيهية الكبيرة الواقعية والأفلام الضخمة باللغتين الانجليزية والعربية».

وعن القنوات الأكثر مشاهدة وشعبية قال إن قناة «ام بي سي» «تعد الأكثر بروزاً في نتائج القياس، ويكمن سر نجاحها في أنها نجحت في جذب المشاهدين وإبقائهم على مجموعة من القنوات. ولكن النقطة الرئيسة التي نلاحظها أن المشاهدين يتابعون المحتوى الجيد على أي قناة، وهو ما يعرف بالولاء للبرامج التي تجذب الجماهير وتحافظ عليهم، وليس الولاء للقناة على سبيل المثال؛ حققت قناة (أبوظبي دراما) في الكثير من الأحيان ارتفاعاً في معدلات المشاهدة عند تكرارها لمسلسلات شعبية مثل (وادي الذئاب)، كما أنها في أوقات أخرى تحقق هذه النتائج المرتفعة».

واعتبر المدير العام لـ«تي فيو» أن التنوع الكبير الذي يتميز به مجتمع الإمارات، وتعدد الجنسيات المقيمة فيه، يمثل إحدى الصعوبات أمام «تي فيو»، فدولة الإمارات فريدة من نوعها تماماً في عالم قياس الجمهور. ولتغطية جميع السكان يجب الاستعانة بفريق كبير من الباحثين. على سبيل المثال في أوروبا قد يمثل شخص واحد على إحدى اللوحات 5000 إلى 6000 آخرين، ولكن في الإمارات، يحتاج الأمر إلى أكثر من شخص واحد لكل 2000 فرد، إلى جانب أن عليهم اتباع نهج مختلف يتناسب مع طبيعة المجتمع.

وفي تعليقه على ما ينشر من وقت لآخر من إحصاءات وأرقام حول نسب المشاهدة في الوطن العربي؛ أشار كريس أوهيرن إلى انه لا توجد معلومات سيئة أو ضارة، ولكن تبرز المشكلات حينما يتم رسم استنتاجات خاطئة، لافتاً إلى أن «المنهجيات المختلفة مثل عمليات المسح الهاتفية أو إنجاز اليوميات لها حدود واضحة».

 

 

الأكثر مشاركة