يتضمن «ذا سبيس» فعاليات يستضيف فيها مجموعة من الموسيقيين الذين يقدمون موسيقى تخرج عن إطار الأشكال المألوفة. من المصدر

مساحة مفتــــــوحة على الإبداع في «مهرجــــان أبوظبي 2014»

مساحة مفتوحة من الإبداع والابتكار، يوفرها «مهرجان أبوظبي 2014» للموهوبين من الشباب للتعبير عن ما لديهم من أفكار ومواهب من خلال فعالية «ذا سبيس» أو «المكان»، التي تقام في الفترة من الخامس إلى 19 الجاري، والتي يستضيفها «ذا سبيس» في توفور54، وتتكون من ثلاث فعاليات مسائية توفر للشباب فرصة الإبداع والتعبير الفني، وتتنوع بين الغناء والرسم والقص وعرض الأفلام.

في مجال الموسيقى، يتضمن برنامج «ذا سبيس» عدداً من الفعاليات التي يستضيف فيها مجموعة من الموسيقيين الذين يقدمون أنواعاً مختلفة من الموسيقى، تخرج عن إطار الأشكال التقليدية والمألوفة، وتفتح مجالاً أمام الابتكار والأفكار الجديدة، كما تمنح مؤديها مساحة أكبر للتعبير عن أفكارهم بأسلوبهم الخاص، وهو ما يجعل من هذه الفعالية بمثابة منصة تفاعلية للأفكار والتجريب الفني، وفرصة تقديم البرامج والفعاليات الصغيرة، بأنماط فنية متعددة، بما يسمح للشباب أن يعبروا عن رؤيتهم الخاصة بمستقبل الفنون والتقنية في الإمارات.

«حكاية شعب»

يتضمن برنامج «البطل في داخلنا: أبوظبي» ثلاث مراحل، ترتكز المرحلة الأولى على «الابتكار»، من خلال اختيار مجموعة واسعة من الاستراتيجيات الإبداعية والمسارح وأماكن الجلوس، وغيرها للارتجال وكتابة السيناريو، التي يتم استكمالها مع نماذج درامية هزلية من الفنون الحية، بهدف تمكين الشباب من الاكتشاف والتعرف إلى البطل في محيطهم الاجتماعي، مع استعراض شخصيات خارقة خيالية من الروايات الهزلية، بالإضافة إلى شخصيات بطولية حقيقية من المجتمع المعاصر. ومن خلال الملاحظة والاستفسار تم تشجيع الطلبة على تحقيق مفاهيم جديدة لتطبيق رواياتهم. أما المرحلة الثانية التي تحمل عنوان «التوضيح»، فتم عقدها بالتعاون مع توفور54، إذ تعرف الطلبة إلى شخصيات عربية تاريخية، من خلال «الرسوم المتحركة» الخاصة بها التي أبدعها الفنان الدكتور حسني مجاهد، ضمن ورش عمل تعلم الطلبة فيها كيفية الاستفادة من مجموعة متنوعة من التقنيات التي تعتمد على المنظور والضبط، بهدف تصميم مناظر طبيعية وبيئية تعتمد على الرسوم التخطيطية والتحبير والتلوين للقيام بابتكار شخصية معززة ومتطورة وواضحة. كما تتضمن ورش عمل «التوضيح» إعادة تأكيد أهمية رسم صورة ذاتية إيجابية، قبل تطبيق مهاراتهم الجديدة لتنشيط وتحريك قصصهم الفردية. وفي المرحلة الثالثة فسيكون هناك معرض للوسائط المتعددة يستعرض الأعمال الإبداعية التي تتضمن رحلة الطلبة وابتكاراتهم وتعبيراتهم الذاتية. وسيتم ربطها مع عدد من الأنشطة التي تشمل عروضاً فنية درامية كوميدية وسينما رسوم متحركة وسرد القصص مع وقف الحركة وعروض التوضيح من الدكتور حسني مجاهد.

وتنطلق الأربعاء المقبل «المذياع المفتوح»، التي تمثل تجربة للموسيقيين الشباب، بالتعاون مع الموسيقي الإماراتي حمدان العبري، الذي سيقدم مجموعة من أغنياته ونصائحه للشباب المشاركين. وأشار العبري إلى أن تأليف أنماط مختلفة من الموسيقى يسهم في إقامة العديد من الجسور أمام الموسيقيين ليستعرضوا فنونهم الإبداعية، بما يتيح في أحد الأيام الفرصة لأبوظبي لتقدمها صوتاً فريداً يجمعها مع المدن الدولية الأخرى التي تشتهر بهويتها الموسيقية.

كما يشارك في «المذياع المفتوح» مانويل نيفيا من معهد جامعة نيويورك أبوظبي، مؤسس مشروع AUHDIO، وهو عبارة عن عروض موسيقية تقام في قلب العاصمة أبوظبي، ويتجمع من خلاله الموسيقيون المخضرمون والصاعدون لتقديم عروضهم الحية. وتمت تسميته بهذا الاسم ليمزج أبوظبي مع كلمة صوت لتصبح «صوت أبوظبي».

كذلك يشهد «ذا سبيس» مشاركة من فرقة «سما كوارتيت»، التي تتألف من أربعة شباب من خريجي الجامعة الأميركية في الشارقة، الذين تجمعوا في عام 2009. وبعد عام على تشكيل الفرقة، نجحوا في تقديم أنفسهم كفرقة ذات شعبية في المنطقة. وعن مشاركة «سما كوارتيت»، أوضح علوي الصافي، احد أعضاء الفرقة، لـ«الإمارات اليوم» أن المشاركة تهدف إلى إمتاع الجمهور بأداء موسيقي يمزج بين الفلكلور الشرقي مع الغربي، إذ تؤدي الفرقة أغنياتها بأسلوب «الأكابيلا» للمرة الأولى باللغة العربية من قبل أصوات إماراتية وعربية، معرباً عن أمله أن تحوز الفرقة إعجاب الجمهور الإماراتي بهذا الفن المملوء بالأحاسيس. نوع آخر من الفعاليات يقدمه «ذا سبيس» عبر «برنامج البطل في داخلنا: أبوظبي»، وهو عبارة عن برنامج إبداعي يهدف إلى التعليم والتعريف بالهوية تم إعداده لطلبة الإعدادي والثانوي والجامعات على ثلاث مراحل منفصلة. ويشمل معرضاً لقصص الرسوم المتحركة والشريط المصور وفن الديجيتال، ويأتي تتويجاً لشهرين من العمل والتدريب ضمن برنامج «البطل في داخلنا: أبوظبي»، ويضم المعرض الأعمال الإبداعية والرسوم التوضيحية لطلبة مدارس أبوظبي وجامعة نيويورك أبوظبي الذين يحتفون بأبطال من الأهل والأصدقاء، بتنسيق من المدير الإبداعي للبرنامج تريفور بلاكوود وبإشراف الفنان د. حسني مجاهد، والمخرجة والممثلة أمل المرزوقي.

وقال فنان الرسوم المتحركة الدكتور حسني مجاهد لـ«الإمارات اليوم»، إن «ذا هيرو» أو «البطل في داخلنا» يقوم على ثيمة اكتشاف البطل الذي بداخل كل شخص، وهو ليس شخصية خارقة مثل «سوبرمان» أو «سبيدرمان»، ولكنه شخص لديه أخلاق ومبادئ، ويتحلى بالكرم وعدم الأنانية والخوف على الوطن وأهله، كما يهتم بالعادات والتقاليد في المجتمع، هذه الأفكار هي المضمون الذي يسعى البرنامج لتعريف الطلبة المشاركين به، لافتاً إلى أن ورش العمل تضم طلبة من مراحل مختلفة وجنسيات متعددة، وتتضمن تعليم المشاركين كيفية الرسم وتنفيذ الرسوم المتحركة، وتشريح الشخصية عند رسمها والاختلافات بين شخصية الرجل وشخصية المرأة، وبعد رسم الشخصية وهي ثابتة، يتعلم المشاركون رسم الشخصيات المتحركة.

استكمالاً لما بدأه «مهرجان أبوظبي 2013»، من جهود الحفاظ على التراث المعنوي للإمارات، من خلال الفعالية التي أسهم فيها طلبة نادي القصة «الخراريف» في جامعة زايد، والحفاظ على موروث الحكاية الإماراتية عبر تسطيرهم مجموعة من روائع مخطوطات الحكايات من الإمارات بإشراف الباحث في التراث د. عبدالعزيز المسلّم، في 24 حكاية شعبية إماراتية لعبت دور البطولة فيها 24 شخصية متخيلة من التراث، وتم عرض الحكايات مكتوبةً على كورنيش أبوظبي، يأتي المهرجان هذا العام ليستكمل التعاون بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وجامعة زايد من خلال «حكاية شعب»، التي سيقوم طلبة كلية الاتصال وعلوم الإعلام فيها بتسجيل القصص بأصواتهم ليتم بثّها وإذاعتها عبر الراديو، وذلك في الفترة من 2-29 مارس الجاري، على كورنيش أبوظبي.

الأكثر مشاركة