«فاروس» و«معاذ الألوسي» تزينان «كريستيز دبي 16»

كشف دار مزادات كريستيز، أمس، عن الأعمال التي ستطرح في الدورة الـ16 من مزاداتها في الشرق الأوسط، التي تنظمها الدار بعد غد، بفندق أبراج الإمارات في دبي. وتتصدر الأعمال، التي تم الكشف عنها، مجموعتان شهيرتان، هما مجموعة «فاروس» التي تعد من أبرز الأعمال الفنية المصرية الحديثة، ومقتنيات المعماري والتشكيلي العراقي معاذ الألوسي، التي تضم مجموعة أعمال عراقية.

وإلى جانب الأعمال المصرية والعراقية، باتت هناك أسماء ثابتة في المزاد، وموجودة بشكل دوري، ومنها فاتح مدرس، وفرهاد مشيري، ومحمد إحصائي، ولؤي كيالي، ومحمود سعيد.

ساعات

تنظم دار كريستيز مزادها الثاني للساعات في دبي، ويعد هذا المزاد الوحيد لهذه الفئة، الذي ينظم في منطقة الشرق الأوسط. ويقدم المزاد 120 قطعة من الساعات الفاخرة تتضمن إصدارات أصيلة وكلاسيكية وحديثة وخاصة لرواد صناعة الساعات في العالم. وتراوح القيمة التقديرية للقطع ما بين 1000 و350 ألف دولار. وقال خبير الساعات الإقليمي لدى «كريستيز» في دبي، فريدريك وترلوت «شكّل النجاح الذي حققناه في دبي مع إعادة إطلاق المزاد في أكتوبر الماضي، دلالة واضحة على الإقبال الكبير من العملاء في المنطقة لاقتناء الساعات الاستثنائية والأصيلة، وتجاوز عدد القطع المعروضة في المزاد هذا الموسم الضعف استجابة للطلب الكبير».

تبكير الموعد

ارتأت دار كريستيز تبكير موعد انعقاد مزاد هذا العام ليتزامن مع الاحتفالية الثقافية الإبداعية الشاملة «أسبوع الفن» التي تستقطب سنوياً الكثير من المقتنين وعشاق الفن الحديث والمعاصر إلى دبي. واكتملت الاستعدادات للمعرض المفتوح أمام الجمهور، المقرر قُبيل المزاد، إذ حوَّل طاقم كريستيز قاعة الاحتفالات في فندق جميرا أبراج الإمارات إلى ردهة فنية عالمية.

المعلقة السادسة لأجل سورية

تتصدّر لوحة الفنان علي عمر أرميص، التي تصور المعلقة السادسة من معلقات الشعر العربي السبع الشهيرة، الدورة الـ16 لمزاد كريستيز للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة. وكان الفنان قد أهدى القطعة لمجلة «فيلانثروبي إيج» لدعم مساعيها الرامية إلى دعم المشروعات والأهداف الخيرية والنبيلة في المنطقة. وتبلغ القيمة التقديرية للوحة بين 120 و180 ألف دولار. وقررت المجلة المساهمة في منح قسم من عائدات المزاد إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لمساعدتها في جهودها الكبيرة والمتواصلة تجاه اللاجئين السوريين المتضررين من الأزمة الإنسانية التي تعيشها بلادهم.

هالة خياط: «المجموعتان تضمان أعمال نخبة من أشهر الرسامين والنحاتين المصريين والعراقيين، ممَّن تركوا بصمة فارقة في حركة الفن الحديث في المنطقة».

وتعد مجموعة فاروس من أبرز الأعمال الفنية ضمن مجموعات خاصة، إذ عمل على جمعها مجموعة من المقتنين الذين دأبوا منذ عام 2006 على جمع أعمال نخبة من الرسامين والنحاتين المصريين الذين كانت لهم بصمة فارقة في مسيرة الفن الحديث والمعاصر. وتشمل المجموعة أعمالاً للفنانين محمود سعيد، ومحمود مختار، وعبدالهادي الجزار، ويوسف كامل، وعفت ناجي، ومحمد ناجي، وإنجي حسن أفلاطون، وآدم حنين، وأدهم وانلي، وسيف وانلي. وعرضت هذه المجموعة في معرض عام في القاهرة عام 2009، وبعدها قرر المقتنون بيعها في مزاد عام. ويزيد عدد الأعمال فيها على 50 عملاً، تتنوع بين لوحات ومنحوتات، ومن المتوقع أن تباع بما يزيد على مليون دولار.

ومن الأعمال المطروحة في المجموعة البروفة الأولوية للوحة المعروفة «حفر قناة السويس» لعبدالهادي الجزار، التي رسمها الفنان بتكليف من المتحف البحري في الإسكندرية تكريماً لمئات الآلاف من العمال الذين شاركوا في حفر قناة السويس خلال الفترة بين 1869 و1859. وتعرض اللوحة النهائية في «متحف الفن المصري الحديث»، فيما تعود اللوحة الأولية إلى عام 1965، وتبرز اللوحة هذه المحطة التاريخية المهمة في مصر من خلال العمال وهم متعبون ومثقلون بالصخور المستخرجة أثناء أعمال حفر قناة السويس.

وتحضر في المجموعة أيضاً لوحة «هاجر» لرائد الحركة التشكيلية المصرية، محمود سعيد، التي رسم فيها الخادمة وهي جالسة بثوبها الأسود. في حين تضم المجموعة أيضاً بورتريهات لسعيد، ولوحة «بيت في طلخا». وإلى جانب التشكيل تحمل المجموعة بعض المنحوتات، ومنها أعمال محمود مختار.

أما مجموعة معاذ الألوسي، فتضم أعمال فنانين عراقيين، بدأ جمعها المعماري والتشكيلي في ستينات القرن الماضي، وتشكل إطلالة على الفن العراقي الحديث. وتعد لوحة حسن شاكر آل سعيد، وعنوانها «تأملات»، أبرز الأعمال في المجموعة، وتعود إلى عام 1984.

إلى جانب المجموعتين الكبيرتين، برزت مجموعة من الأعمال المهمة في دورة كريستيز المقبلة، ومنها أعمال محمود حماد، وفاتح مدرس، ولؤي كيالي، وشفيق عبود، وبول غوراغسيان، وكذلك أعمال لفنانين شباب ومن بينهم صفوان داحول. وللفن الإيراني أيضاً حصته المميزة في مزاد كريستيز، مثل عمل فرهاد مشيري.

من جانبها، قالت مديرة المزاد، هالة خياط «تزداد أهمية وقيمة مزاداتنا التي تتضمن مجموعة مقتنيات خاصة من الأعمال الفنية، لأن المقتنيات الخاصة تبرز جانباً من شخصية صاحبها وخبرته واهتماماته»، مشيرة إلى أن المجموعتين المشاركتين تضمان أعمال نخبة من أشهر الرسامين والنحاتين المصريين والعراقيين، ممَّن تركوا بصمة فارقة في حركة الفن الحديث في المنطقة.

ولفتت خياط إلى أن «إيجاد هذه الأعمال القيمة يأخذ الكثير من الوقت، وأحياناً سنة كاملة كي نتمكن من إقناع المقتنين ببيع أعمالهم». وذكرت أن اكثر قطعة محببة إلى قلبها في المزاد هي الديك الذي رسمه حسن شاكر آل سعيد، إذ إنه رسم ثلاث لوحات، اثنتان كانتا في منزل صدام حسين، ولا أحد يعرف أين أصبحتا، أو إن كانتا سرقتا، بينما الديك الثالث كان موجوداً في منزل الفنان نفسه، وطلب من معاذ الألوسي أن يشتريه منه، ويعد من بدايات الحداثة في العراق.

الأكثر مشاركة