سميرة أحمد تعود إلى نافذتها الأولى بـ «همس الحرير»
تنامي دور المرأة في المجتمع الإماراتي، وتعدد القضايا المرتبطة بها، كانت هي النقطة التي انطلق منها برنامج «همس الحرير»، الذي بدأ عرضه، أخيراً، على قناة أبوظبي الإمارات، والذي تعود من خلاله الفنانة والمنتجة الإماراتية سميرة أحمد إلى التقديم التلفزيوني بعد سنوات طويلة ابتعدت فيها عن هذا المجال، الذي كان أول نافذة تطل منها على الجمهور، ويشاركها تقديم البرنامج مساعد عميد كلية التربية في جامعة الإمارات، الدكتورة نجوى الحوسني، والمذيعة سماح أحمد.
وتطرح مقدمات البرنامج الثلاث قضايا مختلفة، ويستضفن شخصيات من مختلف الاختصاصات، لمناقشة القضايا المطروحة في الحلقة، كما يشارك في المناظرات طلاب من الجامعات.
وقالت سميرة أحمد إن «مشاركتها في البرنامج لا تعد تجربة أولى لها في مجال العمل التلفزيوني، إذ عملت في بداية مشوارها في التقديم التلفزيوني قبل أن تتجه إلى التمثيل وتترك الشاشة الصغيرة»، مشيرة خلال اللقاء الإعلامي الذي تخلل تصوير إحدى حلقات البرنامج، إلى أن طرح قضايا المرأة ومشكلات المجتمع تمثل جزءاً من عملها ورسالتها كفنانة أيضاً، وبالتالي هناك تكامل بين المجالين.
قضايا استلهمت فكرة «همس الحرير» من تنامي الدور الاجتماعي للمرأة الإماراتية باطراد منذ اكتشاف النفط في الدولة، فهو يتناول شتى الموضوعات التي تهم النساء عموماً والمرأة الإماراتية خصوصاً، كالأمومة والأبوة والزواج، بما فيه من جنسيات أخرى، والطلاق والبيت والخدمات والصحة وعمليات التجميل والعطلات والتوفيق بين الحياة العائلية والعمل وتعدد الزوجات والخيانات الزوجية والتكنولوجيا الحديثة، وحتى كيفية إنجاز مشروعات فردية نسائية والاستثمار ودخول عالم الأعمال.
موعد يُعرض البرنامج على قناة أبوظبي الإمارات مساء الإثنين من كل أسبوع في العاشرة مساءً. |
وأضافت الفنانة الإماراتية أنه في «ظل المتغيرات المتلاحقة وإيقاع الحياة السريع، لابد من مناقشة القضايا المطروحة على الساحة بأكثر من أسلوب لإيجاد الحلول لها». وتحفظت على الفكرة التي تعتبر أن البرامج التلفزيونية «تحرق» الفنان، موضحة: «سواء كنت موجودة على الساحة أو غير موجودة أشعر بأن جمهوري معي باستمرار، وبالتالي ليس لدي قلق من الظهور في برنامج أسبوعي على الشاشة الصغيرة، بالعكس اعتبر البرنامج فرصة للقاء الجمهور أثناء الفترات التي لا تعرض لي أعمال درامية جديدة».
وعن إمكانية التعارض بين تصوير البرنامج وعملها الفني، ذكرت أنها «لا تحب توزيع اهتمامها بين أكثر من عمل، ولذلك ستقوم بتصوير حلقات الموسم الحالي من البرنامج بالكامل قبل أن ترتبط بأي عمل آخر»، لافتة إلى أن الموسم يتضمن 15 حلقة ينتهي تصويرها بنهاية الشهر الجاري.
وعن أعمالها الدرامية الجديدة، كشفت أنها تقرأ حالياً نصين لتختار واحداً فقط منهما، الأول من المقرر أن يبدأ تصويره في مطلع أبريل المقبل، والثاني في منتصف مايو المقبل.
كما اعتبرت سميرة أحمد أن التوجه الحالي لشركة أبوظبي للإعلام ـــ وغيرها من شركات الإنتاج ـــ إنتاج وعرض أعمال درامية طوال العام، وعدم التقيد بالموسم الرمضاني، أمر جيد يصب في مصلحة الفنانين والمنتجين على حد سواء، وهي منهم، ولكنها عبّرت عن تخوفها من أن يفرز هذا الأمر حالة من التسرّع في طرح أعمال درامية متواضعة المستوى، مشددة على أهمية التدقيق في اختيار الأعمال التي يتم تقديمها.
من جانبها، تحدثت الدكتورة نجوى الحوسني، عن الاختلاف الذي يقدمه «همس الحرير» مقارنة بالبرامج الحوارية النسائية الأخرى، مشيرة إلى أن الاختلاف الرئيس ينبع من الهوية الإماراتية الخالصة التي يتميز بها البرنامج، سواء من ناحية مقدمات البرنامج، أو القضايا التي يطرحها، وكلها نابعة من صميم المجتمع المحلي، وترتبط مباشرة بالمرأة الإماراتية، كما يختلف البرنامج كذلك من حيث أسلوب الطرح الذي يتسم بالشفافية والواقعية، ويهدف إلى توصيل رسالة البرنامج من دون إساءة أو تجريح.
وأوضحت الحوسني أن «عنوان البرنامج (همس الحرير) يأتي لتصحيح اعتقاد البعض بأن الصوت العالي هو الصوت المسموع، ويوضح أن الهمس له وقع على القلوب أكبر بكثير من الصوت العالي، وهو قادر على أن يوصل الرسائل بأسلوب راقٍ يناسب المرأة الإماراتية».
أما من حيث ضيوف البرنامج فهم يتنوعون تنوعاً كبيراً بتنوع القضايا التي يطرحها، وهم من مختلف إمارات الدولة من الفجيرة إلى أبوظبي، حسب الحوسني التي اعربت عن سعادتها بالتفاعل الكبير الذي وجدته من زملائها وطالباتها في جامعة الإمارات عقب إذاعة أول حلقة من البرنامج.
واعتبرت أن مقدم برنامج «خطوة»، الدكتور خليفة السويدي، يمثل نموذجاً للأكاديمي والإعلامي المتميز، مشيرة إلى أن مشاركة الأساتذة الأكاديميين في البرامج الإعلامية أمر جيد، ولكن يجب أن يتم بعيداً عن التنظير، وأن يعمل الأكاديمي على الجمع بين العلم والواقع، من خلال تحويل علمه إلى تجارب واقعية. من ناحيتها، اعتبرت الإعلامية الإماراتية سماح أحمد، أن أهم ما يميز «همس الحرير» هو روح التعاون والانسجام الواضح بين فريق العمل ومقدماته الثلاث، موضحة أن «هذا الانسجام ينبع من أن الهدف الرئيس لمقدمات البرنامج هو طرح قضايا مهمة مرتبطة بالواقع، وهو ينعكس على جودة العمل، ويصل إلى المشاهد خلف الشاشة، كما يسهّل من العمل فليست هناك حاجة لإجراء (بروفات) مسبقة، أو تقسيم للحوارات بينهن».
وأشارت إلى أن اختلاف تخصصات مقدمات البرنامج، وتنوع خلفياتهن الثقافية يمنح البرنامج عنصر تميز إضافياً، إلى جانب تنوع القضايا المطروحة، والتوازن في طرحها، من دون تبسيط أو ظلم للجهود التي تبذلها الجهات المختلفة لحل هذه القضايا.
وذكرت سماح أحمد أن «البرنامج وجد صدى وتفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي مع بدء عرض حلقاته»، لافتة إلى أن فريق عمل البرنامج يرحب بمختلف الآراء، والنقد البنّاء الذي يهدف إلى تطوير العمل وتجويده.