معرض يختزل تطور الساعات عبر فترات زمنية متفاوتة
ساعات نادرة لزعماء عرب في دبي
تتجاور في «مول الإمارات» ساعات يد لأسماء بارزة من الرؤساء والحكام العرب الراحلين الذين لم يكونوا عاديين في حياتهم، وكذلك كانت وفاة بعضهم في ظروف غير اعتيادية، ومنها ساعة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وساعة يد للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأخرى للرئيس الراحل معمر القذافي. وأتت هذه الساعات ضمن المعرض الذي أقيم للمقتنيات الخاصة لأحمد قاسم صديقي من الساعات النادرة وغير المعروضة للبيع، التي تقدم للمرة الأولى للجمهور. وإلى جانب الساعات شمل المعرض بعض المقتنيات الشخصية للعائلة التي تعنى بتقديم أفخر الساعات السويسرية في المنطقة.
ويقدم المعرض الذي افتتح أمس تشكيلة من الساعات الفاخرة، لدُور مميزة في الساعات، منها «رولكس» و«بياجيه» و«باتيك فيليب»، و«شوبارد»، «وزودياك»، وغيرها. ولا تعتبر الدور العريقة القيمة الوحيدة التي تحملها الساعات، فبعضها يعود إلى قادة ورؤساء راحلين، وبعضها الآخر يعود إلى سنوات قديمة، وتحمل تصاميم فريدة ومميزة، ومنها ما نفذ بتصاميم واحدة. كما تحمل الساعات المصنوعة من الذهب بعض الأشكال المميزة، ومنها الساعة الثنائية قياس الوقت، أو الثلاثية قياس الوقت.
وبالعودة الى تفاصيل الساعات التي تعود لشخصيات بارزة، حمل المعرض ساعة ذهبية للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مصنوعة من سوار ذهبي، وقرص فضي، وكذلك ساعة مصممة من دار «باتيك فيليب» عام 1953 تكريماً للملك عبدالعزيز الثالث بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، وهي مصنوعة من الياقوت، والذهب الوردي. في حين عادت الساعة التي تحمل شعار الإمارات، إلى عام 1965، وتعرف بـ«سولو رولكس»، ومصنوعة من الفولاذ، وتحمل شعار الإمارات بداخل القرص، بينما برز الخنجر اليمني في ساعة مصنوعة من الفيروز الازرق والالماس، وسوارها على شكل عين النمر. أما عربياً، فحمل المعرض ساعة تحمل اسم صدام حسين، وشعار العلم العراقي، تعود إلى عام 1980 وهي مصنوعة من دار باتيك فيليب، من الذهب الابيض. ومن الدار نفسها تأتي الساعة المصممة خصيصاً للرئيس الراحل معمر القذافي، التي تحاكي حياته الشخصية ونهجه وكل ممتلكاته التي أحاطها اللون الاخضر، فكانت مصممة من قرص أخضر مع كتابة في الوسط «في الحاجة تكمن الحرية».
وإضافة الى الاطلالة على ساعات الزعماء، يحمل المعرض اختزالاً لتطور الساعات مع الدور العريقة عبر الزمن، فيبرز التحول في أشكال الساعات، وكيف كان يصنع معظمها من الذهب الاصفر، حتى الرجالية منها، بينما مع تقدم السنوات بدأت تميل إلى الذهب الابيض. ولا تقتصر المجموعة المعروضة على الساعات اليدوية، بل شمل المعرض الذي يستمر حتى 9 أبريل مجموعة من ساعات الجيب، التي كانت أقدمها الساعة الذهبية التي تعود إلى عام 1904 المصنعة بشكل نادر بشعار تمثال الحرية من فئة 20 دولاراً اميركياً. وإن الرفاهية التي تحملها الساعات لا تكمن في التقنيات وطريقة التصميم، وإنما في الأحجار التي أدخلت اليها، فمنها المرصع بالألماس والياقوت والفيروز.
ويرصد المعرض الذي يستمر أسبوعاً رحلة أحمد قاسم صديقي منذ أن بدأ شغف الساعات النادرة والفريدة يدفعه إلى اقتنائها. ويأخذ المعرض مرتاديه في رحلة تاريخية وجيزة إلى حقبة ماضية من خلال المقتنيات الشخصية للعائلة. وتعد مجموعة «أحمد صدّيقي وأولاده» من المقتنيات الخاصة فرصة للتعرف إلى انطلاقتها ومسيرتها وإنجازاتها طوال أكثر من ستة عقود. ويحمل المعرض بعض المقتنيات والتذكارات الشخصية، الى جانب الوثائق والأختام التي تعود إلى الشركة منذ تأسيسها، إضافة إلى وثائق وأغراض شخصية، ومنها العكاز، والنظارات والمكبر، والأختام المؤسسية لأحمد صديقي. وتبرز بداية المؤسسة في رحلة الساعات مع المعدات البسيطة، كالطابعة القديمة، والتلكس، وكذلك الحقيبة التي كانت تستخدم لنقل الساعات.
وقال نائب رئيس المالية والإدارة في مجموعة أحمد صديقي، أسامة إبراهيم صديقي، لـ«الإمارات اليوم»: «نحاول في كل خطوة نقوم بها البحث عن الاختلاف والتجدد، ونحب أن نمنح الناس فرصة جديدة، ورأينا أن معظم المعارض التي تقام في دبي غالباً ما يكون فيها تسويق لتاريخ سلعة معينة أو علامة، لذا هنا نعرض تاريخ الشركة، وكيف تمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه اليوم». ولفت إلى أن المعرض يضم رسالة للجيل الجديد، تكمن في أهمية الاستمرار والتحدي، لأن المثابرة هي التي يجب على المرء أن يتحلى بها ليتمكن من الوصول. ورأى أن لكل عصر صعوبات وإيجابيات
وعن الحصول على الساعات الخاصة بالزعماء، أكد أسامة أنها من مقتنيات خاصة جمعت عبر السنوات، مبيناً أن عمه عبدالمجيد كان يحب اقتناء الأشياء القديمة والطوابع، وقد حصل عليها بالمصادفة من خلال فرص أتاحت له شراءها. وأشار إلى أن المقتنيات الخاصة تعود إلى العائلة، ومنها ما يعود إلى أفراد في الشركة، وهي غير معروضة للبيع. ونوه بأنه لا يمكن عرض القطع للبيع في المزاد، فهي قطع نادرة، وليس سهلا الحصول على مثيل لها.
40 قطعة
شمل المعرض 40 ساعة من الساعات الفاخرة، وإن اللافت في الساعات، كما في جميع المعارض الخاصة بالساعات الكلاسيكية الفاخرة، أن معظمها ساعات رجالية، وكانت للساعات النسائية الحصة الأقل في المعرض. وقد عكست الساعات الموضة التي كانت رائجة، والتي جعلتها كثيرة الأقراص الملونة، حتى في الساعات الرجالية.
مسيرة
قال رئيس مجلس إدارة «أحمد صديقي وأولاده»، عبدالمجيد صدّيقي، «لاتزال الرؤية الشغوفة للوالد أحمد قاسم صدّيقي،تعيش بيننا من خلال مجموعته، ومازلنا جميعاً نسترشد بحكمته ومبادئه وأخلاقياته التي تشكل اليوم الدعامة الراسخة لأعمالنا ومكانتنا، والهدف الأول من تنظيم المعرض هو تكريم هذا الرجل، والتعريف بمسيرته وإنجازاته. ولفت الى أن المقتنيات الشخصية تعرض للمرة الأولى للعلن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news