الواقع والخيال يلتقيان في «الشرق الأوسط للقصص المصورة»
ينقلك معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة الذي افتتح أمس، في مركز دبي التجاري العالمي، إلى عالم الشخصيات الخيالية التي رافقت الأطفال بداية مع الأفلام الكرتونية التي يشاهدونها وصولاً إلى الأفلام السينمائية الثلاثية الأبعاد، والقصص والمجلات التي يقرأونها. تحيط بالمتجول في المعرض الذي يجمع عدداً كبيراً من العارضين من دبي والعالم العربي، الكثير من الملصقات والمجسمات الضخمة على هيئة الشخصيات الكرتونية، وكذلك الأشخاص الذين يرتدون أزياء هذه الشخصيات ويتجولون في أروقة المعرض، ما يجعل زيارة المعرض تجربة تشبه لقاء الواقع بالخيال.
تعتمد المعروضات بشكل أساسي على الشخصيات الاكثر جذباً للأطفال، منها «ايرون مان» و«سبايدر مان» و«بات مان» و«السنافر». وتحتل التكنولوجيا جزءاً مهماً من خلال عرض أحدث الألعاب الإلكترونية التي تجذب الصغار.
قال مانرو غاو، من شركة مجموعة هولي وود، «نشارك في المعرض منذ بدايته، ونطرح من خلاله كنزات مطبوعاً عليها رسومات الشخصيات، وكذلك مجسمات للشخصيات التي يحبها الأطفال، وهي غالباً نسخ محددة من الشخصيات من الأفلام المعروفة، منها الرجل الحديدي، والرجل الوطواط». ولفت الى أن هذه القطع الموجودة في المعرض تبدأ من 100 درهم وتصل الى 100 ألف درهم، وذلك بحسب المواد التي تصنع منها، كما أن بعض القطع ليست معروضة للبيع. وشدد على أن القطعة الأغلى لديه هي مجسم كبير لشخصية «جوكر» من فيلم «الليلة المظلمة»، ومصنوعة يدوياً من مادة السيليكون، موضحاً ان اللافت في الشخصية هو أن الممثل توفي قبل أن يصدر الفيلم في السينما. ونوه بأن المعرض يكبر من سنة لأخرى، كما أن الزوار ينقسمون بين متفرجين لديهم شغف التعرف إلى المعرض، وآخرين يبحثون عن قطع يشترونها، لأنها بمثابة قطع فنية يتضاعف سعرها مع الوقت، ولاسيما إن كانت محدودة ونادرة.
وكان للرسم حصته المميزة في المعرض الذي يختتم غداً. وقال الرسام عادل كربوشي، من شركة فهد بوصالح الكويتية «نزور المعرض للمرة الأولى، وهو مميز من حيث عدد المشاركين، إذ توجد في الدول العربية معارض مشابهة، لكنها أصغر حجماً». ولفت الى أنه يقدم الشخصيات مرسومة بالماركر والألوان، منوهاً بإمكانية بيع الرسم الأصلي أو نسخ منها. ونوه بأن الجمع بين الكرتون والرسم يتم من خلال التركيز على إظهار السمات الاساسية للشخصية، كأن نظهرها عدوانية أو مرحة أو قوية أو جريئة من دون إضافة اي كلام للرسومات. ولدى كربوشي شخصية ابتكرها بنفسه، وهي الشخصية التي يحب أن يقدمها للناس، لأنه يرى أنها تعبر عن فنه وتوجهاته وما يريد قوله من خلالها. وشدد على أن الفئات العمرية الخاصة بالمعرض يجب ألا تكون محددة، لأن هناك رسومات للكبار وأخرى للصغار، لكنها كلها مجموعة تحت سقف تقدير الفن.
وقدمت الفنانة الإماراتية أسماء يوسف الأحمد رسوماتها الكرتونية على القرع المجفف، ونوهت بأنها تحب العمل على المواد العضوية، وأنها تجمع القرع من مزارع العائلة، وترسم عليه. ولفتت الى أن الشخصيات التي اختارتها من «استديو قبلي» في اليابان، وقد اختارتها لتأثرها بالثقافة اليابانية، مبينة أن الرسم على القرع لا يستغرق الكثير من الوقت، وأنها ستطبق الفكرة على أكثر من مادة، منها اليقطين الجاف أو الباذنجان الكبير الحجم. واعتبرت أن هذا الخط هو الخط الترفيهي الذي تحبه، يوازيه خط فني تقدم فيه أسلوبها في الرسم.
ولم يقتصر على تطويع المواد للشخصيات، فقد ارتأى كل من سمية السويدي وجلال لقمان تقديم أعمالهما الفنية على كنزات. وحول الفكرة قالت السويدي «قررت طباعة أعمالي الفنية على وسائد وحقائب صغيرة من القماش أو حتى كنزات وأكواب، وذلك كي تكون متاحة للناس». ولفتت الى أن الشخصيات التي تقدمها جميلة وغريبة، وهي غالباً نسائية، مشيرة الى أنها المرة الأولى التي تطبع فيها أعمالها، وذلك بهدف التواصل مع الناس ولاسيما الذين لا يملكون قدرة شراء الأعمال الفنية. وأكدت أن الأعمال كلها تعبر عنها، فالوجوه هي الحالات التي تمر بها، فالفن بالنسبة لها تفريغ لكل انفعالاتها.
ولفت الفنان الإماراتي جلال لقمان، إلى أن أعماله التي طبعت على كنزات للمعرض تنقسم إلى مجموعتين، الأولى من لوحات مشهورة ومعروفة عالمياً، والثانية من أعمال من معرض حديث وأعمال موجودة في المعرض. واعتبر لقمان ان المعرض يؤمن فرصة التواجد بين الناس، ويخدم جميع الفئات، بدءاً من الأطفال الى الكبار، وكل شخص يستفيد من المعرض بما يتلاءم مع خبرته، فالمبتدئون يتعرفون الى ردود أفعال الناس على أعمالهم، مؤكداً أن كل شخص يستفيد من الآخر، وكل مشارك يستفيد من وجوده. وأضاف، «المعرض يجذب الخبرات العالمية مع الشركات المحلية أو الصغيرة، وتالياً هذا الاحتكاك لابد أن يولد فائدة». وختم بالقول، إن لوحاته حادة وقاسية، لكن العمل الفني إن لم يحمل معنى فلا يعتبر فنياً، لذا لا بد من قيمة فنية وجمالية.
كتب وقصص
لا يقتصر المعرض على الجانب الترفيهي، إذ يتم المزج بين الترفيه والتثقيف من خلال الكتب والقصص التي ترتبط بالشخصيات. وأكد انديكس ويبفاسوتي، من مكتبة كينوكينيا، أن الكتب الموجودة في المعرض تحمل عدداً كبيراً من الشخصيات التي يفضل الأطفال القراءة عنها، موضحاً ان الكتب تحمل الأطفال على الاستمتاع بالقراءة، فهي تحرك المخيلة بشكل واضح.
شخصيات وطفولة
يعد الرجل الوطواط واحدة من الشخصيات الخارقة من دي سي كوميكس، التي ظهرت للمرة الأولى عام 1939، في واحدة من المجلات الخاصة بالشخصيات، ومنذ ذلك الحين أصبح هو وسوبرمان وسبايدر مان من الأبطال الخياليين الذين يرافقون الأطفال منذ صغرهم حتى يكبروا، ولاسيما أنهم يظهرون في الكثير من الأفلام السينمائية.
الرجل الحديدي
أكد معظم العارضين أن الشخصية المفضلة عند الأطفال هي الرجل الحديدي، وقد ظهرت هذه الشخصية في منشورات «مارفل كومكس»، وابتكرها الكاتب ستان لي. وبعد الرواج الذي حققته الشخصية صدرت مجموعة من الأفلام وكذلك المسلسلات حولها، لذا وجد في المعرض الكثير من المجسمات الضخمة لها والمصنوعة من الـ«فايبر غلاس». وحققت سلسلة أفلام الرجل الحديدي في السنوات الماضية إقبالاً كبيراً وإيرادات ضخمة.