مجموعة رامي العلي لربيع وصيف 2014
أوفيليا.. تعود في معــرض أزياء
كما يتطور ويتحول شكل الحكاية كلما انتقلت من شخص إلى آخر، يبحث العمل الفني دائماً عن شكل وجسد جديد ليعيش فيه مدة أطول، وكما عاشت أوفيليا الجميلة الرقيقة في رواية هاملت التراجيدية لوليام شكسبير في الكتب والأشعار، وجدت في لوحة البريطاني جون إيفيرت ميلاس العالمية التي جسدت انتحارها بعد صراع الجنون والحب، لتجد أوفيليا بعد قرون طويلة، شكلا جديدا للبقاء، تجسد بمجموعة المصمم السوري رامي العلي لربيع وصيف 2014 الأخيرة.
في العاصمة الفرنسية باريس، قدم العلي أخيراً مجموعته الخامسة على التوالي، في حدث خاص عرض فيه تصاميمه الأخيرة لربيع وصيف 2014 التي حملت لمساته الرومانسية الخاصة جدا، التي استوحيت من لوحة ميلاس، لانتحار أوفيليا، وكما تجسد أوفيليا كل صفات الرقة، والجمال، والرومانسية، وذلك الجنون الآسر الذي تسبب به حب عليل نبذه هاملت من جهة، ومنعته قيود الأسرة من جهة أخرى، تلمس العلي كل تلك الصفات في مجموعته الربيعية، ما حول لوحة ميلاس التي تعود للقرن الـ19، لأوفيليا الغارقة والمحاطة بزهور ملونة تحيط بفستانها وشعرها الطافيين، سببا كافيا لأن تتسم تصاميم العلي بتلك الرومانسية الحزينة الشاحبة.
«أسرتني تلك اللوحة» «أسرتني تلك اللوحة»، قال العلي في حديث لـ«الإمارات اليوم»: «ولم يكن أمامي سوى أن تتحول ضربات ريشة ميلاس، لأوفيليا الغارقة بوهم الحب والجنون، من خلال ترجمتي الخاصة للوحة، إلى مجموعة من الفساتين التي تشبه اللوحة تارة، وأوفيليا تارة أخرى»، مشيراً إلى أنه على الرغم من تراجيدية الشخصية وحكايتها، ونظرة ميلاس لها، إلا أن المجموعة خاصة بربيع وصيف 2014 قد وجدت مكانها الخاص المناسب للموسم، بلمسات من الزهور التي زينت المجموعة. |
«أسرتني تلك اللوحة»، قال العلي في حديث لـ«الإمارات اليوم»: «لم يكن أمامي سوى أن تتحول ضربات ريشة ميلاس، لأوفيليا الغارقة بوهم الحب والجنون، من خلال ترجمتي الخاصة للوحة، إلى مجموعة من الفساتين التي تشبه اللوحة تارة، وأوفيليا تارة أخرى»، مشيراً إلى أنه على الرغم من تراجيدية الشخصية وحكايتها، ونظرة ميلاس إليها، إلا أن المجموعة خاصة بربيع وصيف 2014، وقد وجدت مكانها الخاص المناسب للموسم، بلمسات من الزهور التي زينت المجموعة، إلا تلك اللمسة الربيعية المزهرة، اتشحت بتراجيدية اللوحة، والكثير من الرومانسية والألوان الشاحبة.
مالت تصاميم العلي في هذه المجموعة إلى الفساتين الطويلة، سواء تلك المتموجة المنفوشة في تنانيرها، أو المنسدلة المستقيمة، مبتعداً عن الضيقة، ومعتمداً على التغيير في قصات الجذع والكتف، بين تلك الملفوفة على الصدر، أو العارية بقوالب ثابتة، إضافة إلى القصات المعتمدة على الكتف الواحد، أو تلك المنزاحة عن الكتفين والمثبتة على الزند والمعروفة بالـ«أوف شولدر»، وهي القصة التي تنتشر أخيراً بين فساتين كبار المصممين وعلى السجادة الحمراء، أو تلك المعتمدة على الجذع الضيق والحمالتين المنسدلتين تماماً عن الزند والمنسابتين على جوانب اليد، كما لو كانت قد سقطت بطريقة عفوية.
إضافة إلى القصات العارية للصدر والكتف، قدم المصمم فساتين ذات قصة مستديرة محيطة بالرقبة وكاشفة لليد، وتلك ذات قصة الـ«سبعة» الحادة عند الرقبة والكاشفة لليد أيضا والمخفية للكتف تماما، مبتعدا في هذه المجموعة عن الأكمام الطويلة، ومفضلا تقديم فساتين تكشف عن نعومة اليدين أسفل الفساتين الهفهافة.
اعتمد المصمم على الألوان الناعمة الباستيلية، ذات الدرجات الهادئة المستوحاة من درجات ألوان اللوحة، التي تفاوتت بين الأصفر، والوردي، والأبيض الكريمي، والأبيض العاجي، والوردي الفاتح المغبر، السماوي الفاتح، والسماوي المغبر أيضا، إضافة إلى ذلك الليلكي الفاتح جداً والضارب إلى الزرقة السماوية المقاربة إلى البياض، والليلكي الباستيلي أيضا، كما اعتمد على اللون البيج الداكن المقارب إلى البني، الذي مالت إليه اللمسة الغالبة على اللوحة، كما قدم لمسته الخاصة من الأسود الشفاف الذي تبطن باللون الليلكي، وآخر حالك تسلقت عليه زهور بارزة فضية، تموجت تحت الضوء لتعطي لمسات من اللون الليلكي المزرق، وهو الفستان الذي يمكن وصفه بالفستان الأجمل لكامل المجموعة.
كحال المجموعة، اعتمد المصمم على خامات ناعمة ومنسابة، تعزز من اللمسة الرومانسية الحالمة التي أراد إيصالها، فاستخدم قماش التور الشفاف الناعم القادر على تعزيز انتفاخ التنانير من خلال كثافة الطبقات، وقماش الشيفون الحرير المنسدل كشلال كثيف وصولا إلى الأرض، وقماش الحرير الغني، بينما اعتمد على قماش مزين بالكامل بحبات الريش البنية الفاتحة التي حملت تدرجات مختلفة من ذات اللون، ما أعطى إيحاء بأنها ضربات ريشة الفنان على القماش، إضافة إلى مزجه بين التور الشفاف المزين بتطريزات متسلقة، إلى جانب الحرير، والقليل من الحواشي المزينة بالترتر بطبقات متموجة، والكثير من الزهور المتسلقة الواصلة بين التنانير والجذع، أو الدانتيل الفرنسي المخرم الرقيق بقصة قصيرة من الأمام وطويلة من الخلف، وهي الطبقة التي غطت طبقات سادة شيفونية متوازية أكثر طولا، تزينت بلمسات يدوية من لبتلات صغيرة وكثيفة انتشرت على الحواشي، كما لو كانت قطرات من دموع أوفيليا الحزينة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news