هولاند: أبوظبي اختارت أن تكون مَعلَماً للذاكرة العالمية
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن أبوظبي اختارت ان تكون مَعلماً من معالم الذاكرة العالمية، فطالما كانت محطة وملتقى للحضارات الأوروبية والآسيوية والإفريقية عبر التاريخ، ومنذ «طريق الحرير»، ومازالت ملتقى العالم حالياً مع اقتراب افتتاح «اللوفر أبوظبي» أو «لوفر الرمال»، كما يطلق عليه. مشيراً إلى ان أبوظبي لم تكتفِ بأن تكون مدينة اقتصاد ونفط وغاز، بل أرادت ان تستقبل العالم بأسره بذاكرته وحضاراته.
وأشاد الرئيس الفرنسي بالدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات في دعم الفن والثقافة، مؤكدا أن متحف لوفر أبوظبي، الذي بات يعرف لدى العالم اليوم باسم متحف الرمال، يضم نحو 400 قطعة فنية نادرة، 150 منها تعرض أمام أنظار الفرنسيين وزوار معرض «نشأة متحف» في متحف لوفر باريس، ما يعني بداية مَعلمة تاريخية تحمل للعالم مستقبلاً كبيراً لحفظ ذاكرته.
مسرح الشيخ خليفة يفتتح الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مساء اليوم، مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في قصر نابليون بباريس في احتفال كبير. |
وقال الرئيس الفرنسي إن بلاده تعتبر متحف لوفر أبوظبي أكبر مشروع ثقافي خلال العصر الحديث ورمزاً لقوة الشراكة الفاعلة والقوية التي تجمع فرنسا ودولة الإمارات.
وكان الرئيس الفرنسي والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، افتتحا، صباح أمس، معرض «نشأة متحف: اللوفر أبوظبي» في قاعة نابليون في متحف اللوفر بباريس، بحضور عدد كبير من رجال الدولة وكبار الشخصيات من البلدين، على ان يفتح المعرض للجمهور في الثاني من مايو ويستمر حتى 28 يوليو المقبل.
وأوضح هولاند ان المعرض يعطي فكرة للجمهور عن «لوفر الرمال»، الذي سيضم مجموعة من الأعمال الفنية لعمالقة الفن العالمي، سواء من المقتنيات الخاصة بالمتحف أو من القطع التي ستعيرها له متاحف باريس، وهي أعمال تعبر عن إرادة الاقتناء بتركيز كامل على كل قطعة فنية، وتمثل إرثاً رائعاً لحرفيين من العصور الغابرة، بما يجعلها تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمان.
وتوجه الرئيس الفرنسي بالشكر إلى حكومة أبوظبي لاختيارها اللوفر باريس وفرنسا من أجل التعاون معهما في انشاء مشروعها الثقافي الكبير الذي يعد جزءاً من استراتيجية تنموية شاملة، بما يعبر عن احترام الثقافات والهويات وكل ما هو عالمي وشامل، ويصب في مصلحة علاقات الصداقة التاريخية المتينة والتعاون الوثيق والشراكة العميقة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بفرنسا في جميع المجالات الحيوية.
وشدد هولاند على ان اللوفر باريس كان ومازال قادراً على تجسيد المشروع العظيم (اللوفر أبوظبي)، دون ان يفرض نظرته عليه، فالإمارات هي صاحبة النظرة الأولى والأخيرة في هذا الأمر. لافتاً إلى تجنيد قوى المؤسسات الثقافية الفرنسية الكبرى كافة لمساندة مشروع «اللوفر أبوظبي»، بما في ذلك تقديم الضمانات العلمية كافة لشراء مجموعته الخاصة، وتوفير دعم متحفي لا يثمّن، كما ستقوم هذه المؤسسات بإقراضه قطع فنية لعرضها هناك خلال السنوات الأولى.
وأبدى فرانسوا هولاند إعجابه بمبنى اللوفر أبوظبي، الذي صممه المهندس العالمي جان نوفيل، «هذا المبنى الذي يتضمن مباني وقبة بما يجعله يشبه مدينة وليس مجرد متحف، فقد أرادت أبوظبي بناء متحف فحصلت على مدينة كاملة، وقد شيد المبنى الذي يتكامل مع محيطه، على الماء ولكنه لا يطفو، ليصبح بمثابة سفينة لكنها راسخة ولا خطر من ان تفات أو تبحر، فستبقى دائما في أبوظبي».
وأضاف: «سيتم افتتاح (اللوفر أبوظبي) في الثاني من ديسمبر 2015، وهو ما يتوافق مع اليوم الوطني لدولة الإمارات، وسنكون جميعاً حاضرين معكم في هذا الاحتفال. بعد أقل من عامين سيفتتح المتحف أبوابه، والقطع الموجودة هنا في هذا المعرض ستتخذ مكانها هناك، بالإضافة إلى قطع أخرى غيرها، ستكون لحظة حاسمة لأبوظبي والإمارات وفرنسا ومتحف اللوفر باريس، ففي كل مرة يدشن فيها متحف عظيم هي لحظة تاريخية، وخطوة في حياة وثقافة البشرية».
وقال الشيخ سلطان بن طحنون، ان إعارة مقتنيات متحف «اللوفر أبوظبي» الدائمة لعرضها في قاعة نابليون في متحف اللوفر بباريس، لحظة فارقة في تاريخ المتحف الوليد، ومرحلة مهمة في مسيرة تطوره. وأضاف: «بعد ان احرز معرض (نشأة متحف)، الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في أبوظبي العام الماضي نجاحاً كبيراً، نغتنم هذه الفرصة لمشاركة مجموعة اخرى من هذه الكنوز مع الجمهور العالمي. وبينما كان ولايزال العمل جارياً على التوسع في مقتنيات المتحف، ارتأينا مشاركة تلك الأعمال مع الجمهور المتعدد الثقافات في الإمارات، واليوم نحن سعداء بعرضها امام الزوار في واحد من اعرق المتاحف على مستوى العالم».
وأوضح ان روح التبادل والمشاركة الحضارية في المعرض تعبر عن مضمون روايات اللوفر أبوظبي السردية، فالمتحف يحكي قصة عالمية حول نقاط تلاقي الثقافات الانسانية على امتداد تاريخ الحضارة الطويل، بدرجة اكبر من عوامل الاختلاف او التباين التي تفرقها، ولذلك يحرص «اللوفر أبوظبي» على تحقيق هذا الهدف حتى قبل ان يفتتح أبوابه لاستقبال الجمهور. مشيراً إلى ان المعرض يأتي ليكون شاهداً على نوعية مقتنيات «اللوفر أبوظبي» المتنامية، وتجسيداً ايضاً للشراكة الراسخة التي تربط ما بين حكومة دولة الإمارات وجمهورية فرنسا، اللتين ساهم تعاونهما ورؤيتهما المشتركة في تحقيق هذا الإنجاز وتحويله الى حقيقة ملموسة. «كما يشكل المعرض مصدر فخر واعتزاز لأبناء دولتنا، وستبقى هذه اللحظة المهمة ماثلة في أذهانهم وأذهان الجمهور الفرنسي والعالمي خلال مسيرة بناء اللوفر أبوظبي تعزيزاً للروح العالمية، وروح المشاركة مع الآخر، وترسيخاً لوشائج التبادل الحضاري والثقافي بين فرنسا ودولة الإمارات». واختتم الشيخ سلطان كلمته قائلاً: «أتوجه بجزيل الشكر للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على رعايته لهذه التاريخية، وأغتنم الفرصة لأتقدم بأسمى التقدير والعرفان لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على جهودهما ومتابعتمها لضمان حفظ التراث الثقافي وتعميق مكانته في بناء مستقبل مشرق أجيال الغد. وأخيرا وليس آخراً أتوجه بالشكر للقائمين على متحف اللوفر ووكالة متاحف فرنسا وقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الذين عملوا معنا على تحقيق هذا الإنجاز الكبير».
وخلال الجولة اطلع الحضور على معروضات «نشأة متحف: اللوفر أبوظبي»، التي تبلغ 160 قطعة من المقتنيات الدائمة للمتحف الوليد، كما قدم المهندس المعماري جون نوفيل، شرحاً مفصلاً لتصميم المتحف على النموذج المصغر الذي تصدر مدخل المعرض.
لحظة فارقة
قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، «نحتفي اليوم بمرحلة مهمة في مسيرة تطور (اللوفر أبوظبي)، وتعد اعارة مقتنيات المتحف الدائمة لعرضها في قاعة نابليون في متحف اللوفر بباريس لحظة فارقة في تاريخ اللوفر أبوظبي».
وأضاف انه بعد ان حقق معرض «نشأة متحف»، الذي نظمتة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في أبوظبي العام الماضي نجاحاً كبيراً فإننا نغتنم هذه الفرصة لمشاركة مجموعة اخرى من هذه الكنوز مع الجمهور العالمي، وبينما كان ولايزال العمل جارياً على توسيع مقتنيات المتحف ارتأينا مشاركة تلك الأعمال مع الجمهور المتعدد الثقافات في الإمارت.. واليوم نحن سعداء بعرضها امام الزوار في واحد من اعرق المتاحف على مستوي العالم.
وأوضح ان روح التبادل والمشاركة الحضارية تعبر عن مضمون روايات اللوفر أبوظبي السردية، ويحكي المتحف قصة عالمية حول نقاط تلاقي الثقافات الانسانية على امتداد تاريخ الحضارة الطويل بدرجة اكبر من عوامل الاختلاف او التباين التي تفرقها، ولذلك يحرص اللوفر أبوظبي على تحقيق هذا الهدف حتى قبل ان يفتتح ابوابة لاستقبال الجمهور.
وأكد أن المعرض يأتي ليكون شاهداً على نوعية مقتنيات اللوفر أبوظبي المتنامية وتجسيداً ايضاً للشراكة الراسخة التي تربط ما بين حكومة دولة الامارات وجمهورية فرنسا اللتين أسهم تعاونهما ورؤيتهما المشتركة في تحقيق هذا الإنجاز وتحويلة الى حقيقة ملموسة.
وقال ان المعرض يشكل مصدر فخر واعتزاز لأبناء دولتنا، وستبقى هذة اللحظة المهمة ماثلة في اذهانهم واذهان الجمهور الفرنسي والعالمي، خلال مسيرة بناء اللوفر أبوظبي تعزيزاً للروح العالمية وروح المشاركة مع الآخر، وترسيخاً لوشائج التبادل الحضاري والثقافي بين فرنسا ودولة الإمارات. واشار إلى ان اللوفر أبوظبي هو مشروع ثقافي عملاق وجزء من استراتيجية تنموية شاملة.
أرفع المتاحف
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن متحف لوفر أبوظبي يعتبر اليوم واحداً من أرفع متاحف العالم في مجال حفظ الذاكرة الفنية والإنسانية للبشرية، لضمه أعمالاً وقطعاً نادرة أبدعتها أنامل كبار المبدعين في تاريخ الفن والإبداع، بينهم جيوفاني بليني وعثمان حمدي باي وغيرهما.
وحيّا هولاند دولة الإمارات على ما توليه من عناية فائقة لحفظ ذاكرة العالم، من خلال جمع مقتنيات نادرة وموغلة في القدم في متحف لوفر أبوظبي. وقال إن أبوظبي باتت اليوم تحتضن وتستقبل على أراضيها كل دول العالم، من خلال قطع فنية نادرة من كل العالم، مشيداً بموقع أبوظبي كمدينة باتت اليوم ملتقى ثقافات العالم وحوار الحضارات والثقافات.
وقال ان المشروع هو قصة تاريخ وبحث عن نقاط التقاء، وليس اختلاف ولاشك انه سيحمل هذا المعنى. وشدد على تجنيد قوى المؤسسات الثقافية الفرنسية الكبرى كافة لمساندة مشروع «اللوفر أبوظبي»، بما في ذلك تقديم الضمانات العلمية لشراء مجموعة «اللوفر أبوظبي»، وإقراضه قطعاً فنية لعرضها هناك خلال السنوات الأولى.
وأضاف «خلال زيارتي للسعديات، أخيراً، رأيت تجسيداً لكل هذه المعاني، فثمة مبنى جديد يتم تجسيده من تصميم المهندس العالمي جان نوفيل، الذي أتوجه له بالتهنئة على نوعية العمل الهندسي المبتكر الذي قدمه في هذا المبنى، الذي يتضمن مباني وقبة، ما يجعله يشبه المدينة وليس مجرد متحف.. أرادت أبوظبي بناء متحف فحصلت على مدينة كاملة، وقد شيد المبنى ليتكامل مع محيطه على الماء، ولكنه لا يطفو ليصبح بمثابة سفينة لكنها راسخة ولا خطر من ان تفات أو تبحر فستبقى دائماً في أبوظبي».