مديرة «المنى»: الكتاب الجيد هو الأهم بصرف النظر عن أسلوبه. من المصدر

منى زريقات: منطقة الخليج تشهد طفرة ثقافية

على تاريخ يمتد إلى 30 عاماً، تستند «دار المنى» للنشر، التي تتخذ من السويد مقراً لها، وهي تقوم بأول مشروعاتها في منطقة الشرق الوسط، حيث تعتزم افتتاح فرع لها في الأردن ليغطي منطقة الخليج والشرق الأوسط، بحسب ما أوضحت مؤسسة الدار الناشرة منى زريقات، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»: «اتخاذ هذا القرار يستند إلى ما تمتلكه الدار من القراء الملتزمين الذين لديهم ولاء لمطبوعاتها، حيث وجدنا أن علينا ان نكون أقرب لهؤلاء القراء، خصوصاً أن الوقت مناسب في الفترة الحالية في ظل ما تشهده منطقة الخليج من طفرة ثقافية».

«عساكر قوس قزح»

أشارت الناشرة الأردنية منى زريقات، إلى أنها قامت بترجمة رواية «عساكر قوس قزح» للكاتب أندريا هيراتا، التي تعد اول رواية إندونيسية تترجم إلى العربية، نتيجة للتراجع الواضح في التعليم في البلدان العربية، على أمل ان تساعد الرواية والأعمال المماثلة لها على إعادة الاعتبار لمهنة التعليم والقائمين عليها، وتسهم في التحفيز لتطوير التعليم في العالم العربي. وأكدت أن الرواية ترجمت إلى أكثر من 28 لغة.

من جانبها، أوضحت الناقدة الأردنية، الدكتورة لينا عوض، أن «المركز الذي سيتم افتتاحه في الأردن سيعمل على استقطاب كتاب عرب ونشر كتاباتهم، وذلك ضمن نظام (دار المنى)، الذي يتميز بانتقائها لكتابها»، مشيرة إلى أن المعيار الأساسي هو الكتاب الجيد بصرف النظر عن اسم الكاتب أو بلده، وهو المعيار نفسه الذي يعتمد عليه في الكتب المترجمة أيضاً. «فالكتاب الجيد هو الأهم بصرف النظر عن أسلوب كتابته، وإذا ما كان كلاسيكياً أو حداثياً أو حتى تجريبياً تماماً».

واعتبرت عوض أن عدم احترام حقوق الناشر والمؤلف اكبر التحديات التي تواجه الناشر في المنطقة العربية، مشيرة إلى أنها اكتشفت قرصنة عدد من الكتب الصادرة عن «دار المنى» من قبل ناشرين معروفين وبطبعات مختلفة بعضها يتشابه إلى حد كبير مع الطبعة الأصلية الصادرة عن الدار، والبعض الآخر نسخ رديئة من حيث نوع الورق المستخدم والغلاف والجودة، والغريب ان الكتب المقرصنة تباع بأسعار تفوق سعر الكتاب الأصلي، وهو ما يشير إلى ان الهدف من القرصنة المكسب المالي والسطو على حقوق الآخرين، وليس توفير نسخ مقلدة من الكتاب بسعر زهيد للقارئ العربي كما يدعي البعض، لافتة إلى أن أكثر الكتب التي تعرضت للقرصنة كتاب «عالم صوفي» و«فتاة البرتقال»، وتمت القرصنة من دور نشر في الشرق وكذلك في دول المغرب العربي.

وعن التوجه نحو الشرق الأقصى، حيث قدمت الدار في معرض أبوظبي للكتاب في دورته الحالية أول رواية مترجمة عن الأدب الإندونيسي وهي «عساكر قوس قزح»، اعتبرت عوض أن العالم العربي تأخر في التوجه إلى دول شرق آسيا، رغم انها الأقرب إلى الدول العربية والخليج من حيث الحيز الجغرافي، وهو ما يرجع إلى تأثير حقبة الاستعمار الغربي للمنطقة ما جعل الترجمة تتجه بشكل كبير تجاه الغرب، كما أن الرواية وهي الجنس الأكثر انتشاراً، تطورت في أوروبا وكان من الطبيعي أن يتجه العرب للترجمة من هناك لمتابعة التطور، ويمكن ان ينطبق الأمر نفسه على الشعر أيضاً تحديداً في حقبة الحداثة التي أثرت في كل الكتاب العرب تقريباً، مشيرة إلى أن التوجه نحو الشرق وثقافته بات ضرورة في ظل نمو وتطور النتاج الأدبي لدول شرق آسيا، كما في رواية «عساكر قوس قزح»، التي حققت مبيعات عالية في انحاء العالم، وهناك طلب متزايد عليها في العالم العربي. وأشارت عوض «لدينا شريحة واسعة من القراء النوعيين في منطقة الخليج، وتحديداً في السعودية والإمارات وعمان».

الأكثر مشاركة