«أبوظبي الدولي للكتاب» يمهد لكتاب طهو جديد

تايلور والحسيني يتشاركان حكايا التجربة الفلسطينية

صورة

أعطى «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» إشارة البدء لتأليف كتاب جديد في فن الطهي، عندما جمع، للمرة الأولى، بين الشيف الفلسطيني الأصل طارق تايلور، وزميلته سوزان الحسيني، إذ تبادل الطاهيان تجارب طفولتهما في بلدان الاغتراب. ولم يمضِ الاثنان وقتاً طويلاً في تجاذب أطراف الحديث، حتى بدأت تلوح في الأفق بوادر مشروع مشترك بينهما.

ويحمل تايلور الجنسيتين السويدية والبريطانية، وهو واحد من أبرز مؤلفي كتب الطهي، ونجم سلسلة «فن الطهي الاسكندنافي» على قناة «بي بي سي لايف ستايل»، وكان تايلور قد أمضى أول عامين من طفولته في القدس، لأب فلسطيني وأم من أصل سويدي إنجليزي، إلى أن قرر والداه الهجرة إلى السويد، مسقط رأس والدته، في عام 1973، نتيجة للأوضاع المتدهورة التي شهدتها فلسطين آنذاك.

أما سوزان الحسيني، فهي مؤلفة وشيف فلسطينية شهيرة، تحمل الجنسية الكندية، وتقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مقدمة برنامج «صحبة طيبة» على قناة «فتافيت». وقد نشأت الحسيني مع والدين من نابلس في الضفة الغربية، واختبرت التجربة ذاتها حين اتخذ والدها قراره الجريء بمغادرة أرض الوطن والهجرة إلى كندا.

وقالت الحسيني «يشكل عاما 1967 و1973 محطات مصيرية في ذاكرتنا كفلسطينيين، وقد كان لها تأثيرها المباشر في حياة كلينا؛ إذ أُجبرت عائلاتنا على مغادرة الوطن للبقاء على قيد الحياة». وتحدّثت الحسيني عن نشأتها في كندا، حيث اعتادت أمها تحضير المأكولات التقليدية باستخدام مكونات لم يكن من السهل إيجادها في البلاد آنذاك، بل كانت تعتمد في تأمينها غالباً على أقربائها القادمين من فلسطين. وأضافت: «أحضر أقاربي الزعتر والملوخية من فلسطين، بسبب عدم وجود متاجر تبيع الطعام العربي أو مكوناته في ذلك الحين». وكانت والدة الحسيني تعد الأكلات التقليدية، مثل الفلافل والشاورما للغداء المدرسي. وكانت الفتاة تتعرض لسخرية أقرانها، بسبب وجباتها التي وصفوها بالغريبة، لكنها لم تكن تتمتع بالوعي الكافي لفهمهم، أو تشعر بالانزعاج من ذلك. وكانت أمها تطلب منها دعوة أصدقائها في المدرسة للخروج واللعب سوية، وتجهز لهم ولائم كبيرة من مختلف أنواع الطعام العربي. ولم يكد يمر وقت طويل، حتى بدأ الأطفال يطلبون تناول هذه الوجبات.

وقال تايلور: «هناك شعور مختلف بالفخر إزاء المأكولات في الثقافة العربية، وهذا يشكل رادعاً يمنعني من العبث بالوصفات التقليدية، لكن عندما أخفق في ذلك، يسامحني الجزء الفلسطيني من عائلتي، نتيجة عروقي المختلطة. لقد بذلت قصارى جهدي لحفظ النصائح التي تسـديها لي زوجة أبي، وهي بالمناسبة طاهية ماهرة للغاية. وعندما أسألها عن طريقة تحضيـرها لطبق شهي ما، تتحفظ في الإجابة لتقول لي أن السر يكمن في المنكهات».

اشتهر تايلور بأطباقه الاسكندنافية، وقد لمع نجمه من خلال برنامج الطهي التلفزيوني «فن الطبخ الاسكندنافي» على قناة «بي بي سي لايف ستايل» البريطانية. كما أورد عدداً من وصفات المطبخ العربي في أول كتبه الخمسة حول فن الطهي باللغة السويدية.

تويتر