صاحبة رواية «حجر.. ورقة.. مقص»

لميس يوسف: في الكتابة تجارب لا يوفرها لنا الواقع

صورة

على الرغم من أن روايتها الأولى احتاجت للصدور إلى نحو ست سنوات، إلا أن الكاتبة لميس يوسف تعتبر رواية «حجر.. ورقة.. مقص»، التي نشرت أخيراً، والتي عرضت في معرض أبوظبي للكتاب أخيراً، طفلها الأول الذي تأخرت ولادته.

بدأت لميس يوسف الكتابة فعلياً في عام 2008، لكنها لم تكن تكتب بشكل متواصل، لذلك احتاجت إلى ست سنوات حتى انتهت من رواية «حجر.. ورقة.. مقص»، التي تدور حول ثلاث سيدات في مقتبل العمر من مدينة دبي، أصبحن موضوع كتاب للفيلسوف الهندي المعروف عالمياً أشوك كومار، بعد أن التقى بهن بالمصادفة في دبي، وأقنعهن بتطبيق فكرة فلسفية معينة، تتعلق بتغيير نمط حياتهن، إذ يقعن بعدها في سلسلة من الصدامات الشائكة مع محيطهن والمجتمع.

بين الكاتبة والإنسانة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/137774.jpg

تصف لميس يوسف نفسها بالكاتبة المنظمة، والدقيقة جداً، وغير المتسامحة مع نفسها، أما بعيداً عن الكتابة فحياتها هادئة نوعاً ما، فعائلتها هي محور اهتمامها الأول، إضافة إلى ذلك فهي تحب القراءة والموسيقى ومشاهدة الأفلام السينمائية، وكل ما له علاقة بالفن.


عشق طفولي

حول عشقها القراءة والكتابة، أوضحت لميس أنها «بدأت مشوار الكتابة بحكم دراستها الإعلام، وعملها في المجال نفسه في إحدى المؤسسات شبه الحكومية في وقت سابق، إذ إنها عملت في قسم الإعلام والترويج والفعاليات، وكانت إحدى مهامها الإدارية تعتمد على كتابة الأخبار الصحافية الخاصة بالشركة، ومن هنا وجدت الدعم والتشجيع، ولم تواجه أي صعوبة، لاسيما أن (دار كتاب) احتضنت موهبتها، وقدمت لها الدعم».

ولفتت إلى أن «أسرتي لعبت دوراً كبيراً في احتواء موهبه الكتابة لديّ، فعندما كنت طفلة أذكر جيداً أن والدتي كانت تحرص على أن يكون لدي ما أقرأه، وألا أذهب للفراش إلا بعد أن أقرأ قصة أو كتاباً ما، وفي معظم الأحيان كانت هي من تحكي لي القصص، وهذا ما نمّى لدي حب القراءة بشكل كبير، وعزّز لديّ موهبة الكتابة، أما والدي فكان يستمع إلى القصص الطفولية التي أؤلفها وأقصها عليه باهتمام وبصدر رحب، بل كان يستمتع بما يسمعه ويناقشني في القصص، ما كوّن لديّ مخيلة خصبة للكتابة».

وبحسب الكاتبة، فإن فكرة الرواية جاءت من نسق المجتمع الإماراتي، والتطور الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن الجميع في الآونة الأخيرة باتوا يتناقلون الحكم الفلسفية عن طريق الرسائل النصية القصيرة ووسائل التواصل الاجتماعي، مستدركة بقولها «طالما كنت أشكك في إمكانية تطبيقها أو نجاحها في حياة الجميع، ودخلت في جدالات يومية مع مسؤولين في العمل حول الفكرة الفلسفية نفسها التي تناولتها في روايتي، إذ أصروا على صحتها، فيما كنت أعارضها، ومن هذا المنطلق فكرت في كتابة رواية ثلاث سيدات من طبقات اجتماعية مختلفة في مدينة دبي، وماذا حدث لهن بعد تبني تلك الفكرة الفلسفية».

وحول الأسباب التي دفعتها للتأليف، قالت يوسف لـ«الإمارات اليوم»: «أنا أكتب لأنني أحب أن أبحث وأتخيل وأعيش تجارب جديدة، قد لا تسنح لي الفرصة أن أعيشها في الحياة الواقعية، فأجد في الخيال ضالتي للتعبير عن ما لم أعشه، وفي الوقت نفسه أريد أن يعيش القراء معي تلك التجربة، وأشارك نتائجها مع الجميع، إذ إن كتابة الرواية بالنسبة لي هي أن أفكر بصوت عالٍ على الورق، أملاً في أن أجعل من يقرأها يفكر معي ويقرأها، وربما يطبقها أو يعيشها».

من يقرأ ملخص رواية «حجر.. ورقة.. مقص» يتوقع أن الرواية نسائية بامتياز، لكنْ لدى لميس رأي آخر، إذ أكدت أنه «على الرغم من أن الشخصيات الثلاث الرئيسة في الرواية تصب في حياة ثلاث سيدات من مختلف شرائح المجتمع، إلا أن الرواية التي هي انطلاقتي الأولى في مجال الكتاب، لا أرى أنها تعني المرأة بشكل خاص، بل كل شرائح المجتمع، كونها تناقش تفاصيل قد تمر بأي شخص في المجتمع».

ولفتت إلى أن «تجربة إصدار رواية تعد إحدى أجمل التجارب التي يخوضها الكاتب في حياته، لاسيما عندما يستغرق الكاتب سنوات في إصدار روايته الأولى، التي يضع فيها خلاصة سنوات من التعب والجهد والسهر، فالتجربة الأولى هي المقياس الحقيقي لمعنى الكتابة».

وأضافت أن «الرواية الأولى انتظرت إصدارها طويلاً، وذلك لظروفي الخاصة، فأنا أم لطفلين، وحياتي مزدحمة، لكن بتنظيم وقتي، وإعادة رسم حياتي، وبمساندة والدتي، تمكنت من تحقيق ذلك الحلم الذي طالما راودني، إذ بدأت كتابة الرواية بعد إنجابي طفلي الأول، وقد كان من الصعب تنظيم الوقت والتركيز في الوقت نفسه، ومع إنجابي مولودي الثاني كنت مستمرة في كتابة الرواية، ما زاد من ضيق الوقت والانشغال، لذلك أعتبر أن هذه الرواية هي أحد أبنائي، لأنها من عمر أطفالي».

وتتابع الكاتبة «اعتبر نفسي مبتدئة، وأعمل حالياً على تنمية قدرة الكتابة لديّ عن طريق القراءة المستفيضة، والتعمق في تجارب الكتاب الكبار، إذ إنني لا أنقطع عن القراءة، رغم أن يومي غالباً ما يكون مزدحماً، إلا أن القراءة باتت واجباً أساسياً في برنامجي اليومي، خصوصاً أن عالم الكتابة متجدد ومتطور بشكل مذهل، وأرغب من خلال القراءة في الاستفادة من التجارب الكتابية المؤثرة في العالم، لاسيما أنني أفكر جدياً في كتابة روايتي الثانية».

تويتر