تلقت 630 طلب تصوير خلال 4 أشهر.. وأصدرت دليــــل المنتج
جمال الشريف: «دبي للاستوديوهات» أصبحت الخيــــار الأول للمنتجين
«لا مناص أمامنا إلا بناء استوديوهات جديدة من أجل مواجهة الطلب المتنامي من المنتجين على التصوير في دبي»، تصريح أكد من خلاله مدير مدينة دبي للاستوديوهات، أن دبي أصبحت الخيار الأول للمنتجين في المنطقة، من أجل تصوير الأفلام والمسلسلات والمنتجات التلفزيونية المختلفة.
وقال الشريف، الذي رافق مرحلة افتتاح المدينة التي أعلنت عن نفسها تدريجياً خلال السنوات الماضية، «تغيرت استراتيجية الإدارة بالكامل، من الترويج، ومحاولة إيجاد موطئ قدم للإمارة في هذا المجال، إلى التجويد، والتركيز على اجتذاب كبريات شركات الإنتاج دون غيرها، بعد أن قفزت إلى مقدمة خيارات المنتجين خلال فترة زمنية وجيزة».
جمال الشريف: • عوامل الجذب المتعددة في الإمارة، وحرفية التعامل مع المشروعات المختلفة، أسهمت في زيادة الطلب على التصوير في «دبي». • «الجريء والجميلة» الأميركي، لم يكن بحاجة إلى الاستعانة بمعدات مشحونة عبر الأطلسي، بسبب توافر شركات عديدة توفر خدمة استئجار معدات التصوير في دبي. • الأماكن البكر أسهمت في جذب مشروعات خليجية وعربية عديدة للتصوير في دبي. منافسة تلفزيونية قال مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، إن هناك حالة منافسة إيجابية بين تلفزيونات متعددة، لتكثيف الإنتاج في دبي، المستفيد الرئيس فيها هو المشاهد، الذي يصله في النهاية منتج فني يستفيد من الخدمات الراقية التي توفرها المدينة، فضلاً عن جهات الإنتاج المختلفة. وأشار الشريف إلى أن مؤسسة دبي للإعلام بصفة خاصة، تكثف خلال هذه الفترة من مشروعات إنتاج متعددة تستثمر مميزات التصوير في دبي، وهو ما تركز عليه ايضاً مجموعة «إم بي سي» الإعلامية، التي تصور رابع مسلسلاتها في دبي، فضلاً عن البرامج المتعددة. وأكد الشريف أن تنامي طلبات التصوير وضع المدينة أمام خيار واحد فقط لمواجهته، وهو الشروع في بناء استوديوهات جديدة، من أجل المواءمة بين عنصري العرض والطلب، ومن أجل عدم الاضطرار إلى الاعتذار عن قبول بعض تلك المشروعات. حضور عالمي كشف الشريف أن كبريات شركات الإنتاج العالمية تستعين بشركات مقرها في دبي، من أجل تلبية طلبات فنية أثناء تصويرها في دبي، مشيراً في هذا الصدد إلى تصوير جانب كبير من الجزء الـ18 من المسلسل الأميركي «الجريء والجميلة»، بالاستعانة بكوادر فنية من الإمارات. وأشار الشريف إلى أن هذا الاتجاه هو السائد أيضاً في مشروعات الإنتاج الهندية، لافتاً إلى أن الجزء الثاني من الفيلم الهندي «مرحباً بعودتك»، الذي يتابع تصوير مشاهده في دبي قد سلك النهج نفسه». ودعا الشريف شركات الإنتاج العربية والعالمية إلى عدم الالتزام بشحن معدات التصوير من أجل مساندة مشروعاتها في دبي، مؤكداً أن هناك أكثر من 60 شركة قادرة على توفير تلك المهام، وهو ما سيوفر لها كلفة كبيرة تذهب في رسوم الشحن دون ان يستفيد منها المشروع التلفزيوني أو السينمائي بشكل مباشر. |
وأكد الشريف أن «خيار التصوير في دبي لم يعد اقتراحاً من شركات إنتاج إقليمية بل عالمية أيضاً، وأصبح الكثير من المنتجين يفدون حتى من بلدان عرفت باستقطابها شركات الإنتاج، مثل ماليزيا والمغرب ومصر والهند وأميركا ودول أوروبية مختلفة».
وكشف الشريف خلال حواره، لـ«الإمارات اليوم»، أن المدينة تلقت خلال الأشهر الأربعة الماضية نحو 630 طلب تصوير، من بينها 12 مسلسلاً وتسعة أفلام، والعديد من البرامج وغيرها من المشروعات الإبداعية والدعائية، لافتاً إلى أن تلك الطلبات تفد من شركات أميركية وأوروبية وهندية، وخليجية وعربية، بما فيها المصرية.
وتابع أن «اقتران اسم المدينة باسم دبي أكسبها في الأساس صقلاً وصدقية كبرى لدى المنتجين، لكننا خلال تلك السنوات سعينا للبناء على تلك الثقة، دون الاتكاء عليها وحدها، وواجهنا حملات مضادة كثيرة، أكثرها خطورة روج لمغالطة الكلفة العالية للتصوير في دبي».
وتابع «وفقاً للدراسات الموثقة، فإن التصوير في دبي ينتج وفراً مقداره 40% عن نظيره في معظم الدول الأوروبية، ونحو 10% على الأقل مقارنة بكلفة تصويره في الهند، بسبب غياب البيروقراطية التي غالباً ما تعيق إنجاز التصوير في زمن أقصر، ما يعني اختزالاً لمدة التصوير، من ثم وفراً في أجور المعدات والفنيين، وأماكن التصوير، وغيرها من الأمور التي تسهم في زيادة كلفة الإنتاج».
ولم يخفِ الشريف أن هناك معوقات حقيقية حالت دون تبوؤ الإمارة الموقع الذي هي عليه الآن في هذا المجال في البداية، في مقدمتها عدم توافر معدات تصوير أو فنيين تتطلبهم بعض المشروعات الإنتاجية، قبل أن يؤكد أن هذه السلبية تحولت إلى إيجابية فيما بعد، وأصبح هناك عشرات الشركات، وكم كبير من الأجهزة والآلات على المستويات كافة الجاهزة للتأجير من قبل شركات متخصصة.
وأشار الشريف إلى أنه اضطر، أخيراً، إلى السماح لمستأجري المخازن والورش في مدينة دبي للاستوديوهات باستغلالها في أغراض التصوير على اختلاف أنواعه، بسبب الزيادة المتصاعدة في طلبات التصوير، والزخم الهائل في أعماله.
وكشف الشريف عن إصدار دليل خاص بالإنتاج، يسهل على المنتج خياراته الإنتاجية في دبي، ويحتوي على قوائم متعددة للشركات وجهات الدعم اللوجستي ، والخطوات كافة التي تيسر عملية الإنتاج السينمائي أو التلفزيوني في دبي، بما في ذلك كيفية التواصل مع العناصر التي تتطلبها العملية الإنتاجية، ونبذات عن العادات والقيم الاجتماعية السائدة في دبي، وغيرها من الأمور شديدة الفائدة للمنتج، مشيراً إلى أن هذا الدليل يقع في 200 صفحة، وستتوافر إلى جانب نسخته المطبوعة، نسخة اخرى رقمية منه على الإنترنت.
وأضاف «تمت طباعة 12 ألف نسخة من الدليل، الذي سيتم توزيعه بالتنسيق مع دائرة السياحة والتسويق التجاري والدائرة الاقتصادية في دبي، ومن المتوقع ان يكون له بُعد مهم في توجيه خيارات المنتجين بشكل أكبر إلى التصوير في دبي، التي أصبح لديها نحو 60 شركة متخصصة في تزويد المعدات الخاصة بالتصوير».
وتوقع الشريف ان تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من تكثيف طلبات التصوير في مدينة دبي للاستوديوهات، مضيفاً «بعيداً عن العوامل السياسية، وأجواء عدم الاستقرار التي تمر بها بعض المناطق، فإن جاذبية دبي لا تقف فقط عند حدود ظروف الآخرين، فإضافة إلى أهمية عنصر الاستقرار، فإن تطبيق منظومة احترافية في التعامل مع طلبات التصوير، بدءاً من معايير الأمن والسلامة، مروراً بتوافر عناصر المنظومة الفنية كافة التي يتطلبها أي مشروع إنتاج، مروراً بالخدمات اللوجستية الهائلة، كل هذه العناصر، تزيد من صعوبة منافسة دبي، كمدينة واعدة للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، إقليمياً وعالمياً».
نسخة عربية
وعد جمال الشريف بتوفير نسخة عربية من دليل الإنتاج، الذي صدر هذا الأسبوع لأول مرة باللغة الإنجليزية فقط، مؤكداً أن هناك فريقاً سيعكف على تطوير نسخته الثانية العام المقبل، من أجل أن يفي بجميع المتغيرات في هذا الجانب.
وقال الشريف إن وجود ممثلين عن مدينة دبي للاستوديوهات في المهرجانات والمناسبات العالمية، قد وفر منصة مهمة للتفاوض مع العديد من شركات الإنتاج المرموقة، كاشفاً أن هناك اتجاهاً لشركة «إيه بي سي»، التي تعد من كبريات شركات البث الأميركية، لأن تتخذ من دبي مقراً مهماً لإنتاجها خلال المرحلة المقبلة.
وأكد الشريف الحاجة الملحة لاستحداث قوانين وتشريعات جديدة خاصة بالإنتاج والبث من خلال «دبي للاستوديوهات لمواكبة التطور التقني الهائل، الذي غير اتجاهات ومنظومة البث والإنتاج العالمية، وقلب الأفكار التقليدية والقديمة رأساً على عقب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news