«حبة رمل» يعيد أبوظبي إلى حياة الستينات
أبوظبي في فترة الستينات، بطرقها الترابية، وبيوت العريش البسيطة، ومعالم المدنية وقتها، وعلى رأسها مبنى «مطار البطين»، تحولت من مجرد صور وذكريات يراها البعض بعيدة إلى واقع ماثل على الأرض، في موضع تصوير المسلسل التراثي الإماراتي «حبة رمل»، الذي يجري تصويره حالياً في جزيرة الحديريات في أبوظبي، بعد أن تم بناء ما يشبه قرية تراثية متكاملة على شاطئ البحر لتصوير العمل، الذي من المقرر أن يعرض على قناة أبوظبي الإمارات خلال شهر رمضان، وهو من تأليف جمال سالم وإخراج باسم شعبو، وإنتاج حصري لأبوظبي للإعلام وأبوظبي الإمارات بشكل خاص، وتدور أحداث المسلسل في قالب من الكوميديا الاجتماعية يستحضر تفاصيل الحياة في أبوظبي مطلع ستينات القرن الماضي.
إنتاج متميز يتناول «حبة رمل» قصة رجل مسن (يلعب دوره الفنان بلال عبدالله)، يُتوفى ابنه البكر، فيطلب من ابنه الأصغر (الفنان عبدالله زيد) الاقتران بزوجتي الفقيد، اللتين تلعب دوريهما الفنانتان رزيقة الطارش وهدى الغانم. يشارك في تمثيل «حبة رمل» أيضاً كل من سعيد سالم وموسى البقيش ونيفين ماضي ومروة راتب وأشواق وخالد البناي وجمعة علي ومروان عبدالله وحبيب غلوم ومنصور الفيلي وخلف الأحبابي. وتركز «أبوظبي الإمارات» على تقديم أعمال تعكس هموم وقضايا المجتمعات الخليجية. قادرون على المنافسة قال مدير قناة أبوظبي الإمارات، عيسى الميل، إن القناة تولي اهتماماً كبيراً لدعم الأعمال الدرامية المحلية في ظل حالة التراجع الواضح في إنتاج الأعمال الدرامية المحلية في الفترة الحالية، موضحاً أن دعم الإنتاج المحلي يمثل دوراً أساسياً للتلفزيون ولا يمكن التخلي عنه. وشدد الميل على قدرة الدراما المحلية وتميزها بعد أن أثبتت في الفترة الأخيرة قدرتها على منافسة الدراما الخليجية، وقدرتها على المنافسة على المستوى العربي أيضاً، في ظل ما تقدمه من أعمال متميزة، معتبراً أن التوسع في توزيع الأعمال المحلية يحتاج إلى وقت، ولكنه ممكن بعد أن ثبت أن عامل اللهجة لا يمثل عائقاً أمام انتشار الدراما الإماراتية. المسلسل من المقرر أن يعرض على قناة أبوظبي الإمارات خلال شهر رمضان، وهو من تأليف جمال سالم وإخراج باسم شعبو، وإنتاج حصري لأبوظبي للإعلام وأبوظبي الإمارات بشكل خاص. |
«الإمارات اليوم» التقت أسرة العمل خلال زيارتها لموقع التصوير، ومن بينها الفنان بلال عبدالله، الذي أوضح انه لم يفكر كثيراً للموافقة على المشاركة في العمل بمجرد أن عرضه عليه مؤلفه، جمال سالم، لأسباب مختلفة، من أهمها ثقته بأعمال جمال سالم وتميزها، واختلاف الدور الذي يقدمه في العمل، إلى جانب حرصه على المشاركة في عمل بهذا الحجم يتناول تراث الإمارات.
الفنان سعيد سالم أوضح أنه يقدم في العمل شخصية «ناصر»، وهو أحد رجالات الفريج، ومن خلال وجوده في الفريج يواجه مع الآخرين المشكلات والمواقف التي تمر بهم، معرباً عن سعادته بالمشاركة في العمل الذي يجمع عدداً كبيراً من نجوم الفن الإماراتي.
وأوضح سالم أنه ليس في حاجة إلى التدريب على اللهجة أو الألفاظ التي كانت تستخدم في الفترة الماضية، لأنه عاصر فترة الستينات وعاش فيها.
وأوضحت الفنانة الإماراتية، رزيقة الطارش، أن «حبة رمل» يضم مجموعة متميزة من الفنانين، مشيرة إلى أنها تقوم في المسلسل بدور زوجة لا تنجب، يقوم زوجها بالزواج من امرأة أخرى، وعلى خلاف السائد بين الضرائر، تتعامل مع ضرتها بود ومحبة،ولكن مع الوقت تقع بينهما المشكلات بسبب غيرة الزوجة الجديدة.
أما الفنان منصور الفيلي، الذي يقوم بدور التاجر الذي يطمح إلى تزويج ابنه لابنة (ناصر) أو سعيد سالم، فأوضح أن من أهم أسباب مشاركته في «حبة رمل» من دون تردد هو مؤلفه الكاتب جمال سالم، مشيراً إلى أنه على استعداد للعمل في أي عمل يكتبه سالم الذي ارتبط به منذ بداياته في مجال الكتابة الدرامية، فشارك في أول مسلسل قدمه.
قال الفنان عبدالله زيد، الذي يلعب دوراً محورياً في العمل، إنه لا يعتبر نفسه بطل العمل، فكل من يشارك في المسلسل من نجوم هم أبطال العمل، معرباً عن سعادته بمسانده هؤلاء الفنانين الكبار له، وكذلك سعادته بالتعاون مع جمال سالم الذي يناقش قضايا اجتماعية إماراتية في ما يقدمه من أعمال درامية وفنية.
وأشار إلى أن المَشَاهد التي جمعته بالفنان بلال عبدالله كانت من أطرف المشاهد التي قدمها خلال العمل، حيث تلقي ما يزيد على 150 ضربة منه وكلها كانت حقيقية وليست تمثيلاً.
وذكر أن شخصية «يعروف» التي يقدمها تتميز بالبساطة والعفوية ورغم ذلك تتكالب عليها المشكلات والمآزق من كل صوب، لافتاً إلى أن «حبة رمل» يتناول الحياة في أبوظبي في الستينات بما يعتبر توثيقاً لفترة مهمة في تاريخ الدولة، إلا أنه لا يخلو من مشاركة خليجية من خلال الفنان القطري إبراهيم محمد إبراهيم، الذي يظهر بشخصية القطري الذي يتقدم شاب إماراتي للزواج من ابنته.
ومن الوجوه الشابة التي يضمها المسلسل؛ أبرار الحمد ومحمد الكعبي اللذان يقدمان في العمل دوراً جديداً على الدراما العربية من قبل، وهو دور التوأم الملتصق، وما ينتج عن هذا الالتصاق من مشكلات، بحسب ما أوضحا لـ«الإمارات اليوم»، خصوصاً عندما يقرر أحدهما الزواج.
وأشار الكعبي إلى أن ما يتميز به «حبة رمل» أن معظم الشخصيات المشاركة فيه لها طابعها الخاص، بصرف النظر عن مساحة الدور.
قال أبرار الحمد إنه إلى جانب «حبة رمل»، ينتظر عرض مسلسل «قبل الأوان» على قناة «سما دبي» خلال شهر رمضان المقبل، ويشارك في بطولته رؤى الصبان وسعود الكعبي وفاطمة عبدالرحيم ومن إخراج عارف الطويل.
ويقدم الفنان خلف الأحبابي شخصية «فرج» الذي يحضر من العين إلى أبوظبي بحثاً عن ابنته التي اختفت، وكلما رأى فتاة اعتقد أنها هي،لافتاً إلى أن تصوير المسلسل في منطقة خارجية ووسط تقلبات الطقس، يمثل صعوبة على فريق العمل في بعض الأحيان، لكنها لا تؤثر فيسير العمل.
أما الوجه الجديد نورة فعبرت عن أملها في أن يمثل «حبة رمل» نقطة انطلاق لها، موضحة أن الكاتب جمال سالم هو الذي اكتشفها ومنحها هذه الفرصة.