دراسة ميدانية شملت 791 شخصاً توصي بتشديد الجانب التشريعي للحد من الظاهرة
لا رابط بين الفقر وانتشار «السحر والشعوذة» في المجتمع
تنشر المعتقدات الشعبية ثقافة السحر في بعض المجتمعات العربية للتغلب على بعض قضايا الحياة اليومية ومشكلاتها والتنبؤ بالغيب في موضوعات كالصحة أو النجاح في الحياة العملية وربما الزواج واسترضاء الآخرين، ويمكن تفسير انتشار ثقافة السحر في المجتمعات بالدور الوظيفي الذي تؤديه في الثقافة السائدة، فلا يوجد رابط بين اللجوء للسحر وبين المستويين المعيشي أو الاقتصادي أو الوضع الأمني، ومن هذا المنطلق، بادرت إدارة مراكز التنمية الأسرية إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، بطرح موضوع السحر والشعوذة في دراسة اجتماعية ذات أهمية، ويتطور على مسرح الحياة الاجتماعية من خلال الملاحظات المجتمعية، وقدمت الدراسة اجابات عدة ضمن استبانة كأداة لدراسة عينة غير عشوائية في إمارة الشارقة، إذ إن الناس يلجأون إلى السحر لتغيير حالة معينة يعانيها الشخص أو حالة شخص ذي علاقة معه أو يهمه أمره، وهناك من يعتبر السحر والشعوذة أحد مصادر المعرفة، خصوصاً الذين يبحثون عن السحر لحل مشكلاتهم المرتبطة بعلاقاتهم الاجتماعية والأخلاقية مع الأفراد الآخرين.
توصيات ذكرت رئيس قسم البحوث والدراسات في الإدارة أميمة العاني، أن «هناك نتائج مهمة أظهرتها الدراسة وعلى ضوئها تم وضع مجموعة من التوصيات، منها التوعية من خلال إعداد وتنفيذ برامج تهدف إلى زيادة الوعي الديني حول قضايا السحر والشعوذة، وزيادة الوعي الديني بأهمية الرقية الشرعية وشروطها، والاهتمام بالجانب التشريعي، إذ يجب مراجعتها لاسيما القوانين ذات العلاقة بموضوع من يتاجرون بالسحر والشعوذة وبيان نقاط القوة والضعف في هذه القوانين». جهل تظهر نتائج التحليل الإحصائي أن أفراد المجتمع يترددون على السحرة والمشعوذين لحل بعض المشكلات الحياتية التي يواجهونها كالمرض وحل الخلافات الزوجية وقضايا المحبة والكراهية والحسد والفشل والرغبة في معرفة المستقبل، وعزت الدراسة أسباب ذلك إلى جهل هؤلاء الناس بالأساليب العلمية لحل المشكلات والاعتقاد الخاطئ بأن حل هذه المشكلات يقع خارج نطاق المعرفة العلمية، واللافت للانتباه أن الفائدة التي يحصل عليها بعض المترددين على السحرة قليلة جداً، وأن الذين يمارسون السحر والشعوذة أغلبيتهم من غير المواطنين. |
وبحسب الدراسة التي شملت عينة غير عشوائية مؤلفة من 791 مبحوثاً لتحقيق أهداف الدراسة، فإن 67% ينتمون إلى مدينة الشارقة و32.9% ينتمون إلى مناطق تابعة للإمارة، وفيما 52.8% من عينة البحث جامعيون بينما 18.5% يحملون شهادة ثانوية و2.6% أميّون، كما أن معظم عينة البحث يعملون بينما 15.5% منهم لا يعملون، فيما 94% من عينة البحث ملتزمون بأداء فرائض الصلاة.
وتشير الدراسة إلى أن عينة البحث الذين أقروا بمعرفتهم بالسحر، لجأوا للسحر لحل بعض مشكلاتهم الحياتية ولعل أهمها الحسد والمرض وفك السحر والعلاج من الجان والاستدلال على الأشياء المفقودة وحل الخلافات الزوجية وتطويع الزوج حتى يستجيب لرغبات الزوجة، إضافة إلى معرفة الفاعل المتسبب في المشكلة والحب والكراهية وجلب الضرر للآخرين وعدم الزواج وقراءة الغيب والإنجاب والفشل في الدراسة.
وبحسب مدير عام مراكز التنمية الأسرية موضي الشامسي، فإن «هذه الدراسة المهمة شارك في إعدادها قسم البحوث والدراسات بالإدارة وبإشراف متخصصين من جامعة الشارقة، وهي دراسة قامت بمساعدة المؤسسات ذات العلاقة بالأسرة، إذ إنها ظاهرة منتشرة في المجتمع وليس فقط في إمارة الشارقة، والهدف من نشرها حتى لا تكون هذه السلوكيات أساساً في حياة الشخص ونتائج يعتمد عليها في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاته، فلولا الدراسات لما وجدت القضايا التي يمكن الاعتماد عليها وفق المنهج العلمي».
انتشار الظاهرة
وشارك في عرض نتائج البحث كل من الأستاذ في كلية الشريعة والقانون بجامعة الشارقة، والمشرف على الجانب الشرعي للبحث الدكتور إسماعيل كاظم العيساوي، ورئيس قسم البحوث والدراسات في الإدارة أميمة العاني، إذ كشفت نتائج التحليل الإحصائي أن حجم ظاهرة انتشار السحر والشعوذة في إمارة الشارقة يراوح بين (2.3% - 15.8%)، سواء كان ذلك بالنسبة للمبحوثين ممن يترددون بأنفسهم على السحرة والمشعوذين أو ممن يعرفونهم من أفراد أسرهم أو أصدقائهم.
ويتوقع الباحثون أن حجم الظاهرة أكبر من ذلك لأن المبحوثين قد يميلون إلى عدم الاستجابة الدقيقة لحساسية الموضوع، إذ تكمن خطورة التعامل مع السحرة والمشعوذين في احتمالية أن يصبح جزءاً من الثقافة الشعبية في وقت تشهد فيه الإمارة تطورات اجتماعية واقتصادية وثقافية متسارعة.
وتظهر نتائج التحليل الإحصائي أن أفراد المجتمع يترددون على السحرة والمشعوذين لحل بعض المشكلات الحياتية التي يواجهونها كالمرض وحل الخلافات الزوجية وقضايا المحبة والكراهية والحسد والفشل والرغبة في معرفة المستقبل، وعزت الدراسة أسباب ذلك إلى جهل هؤلاء الناس بالأساليب العلمية لحل المشكلات والاعتقاد الخاطئ بأن حل هذه المشكلات يقع خارج نطاق المعرفة العلمية، واللافت للانتباه أن الفائدة التي يحصل عليها بعض المترددين على السحرة قليلة جداً، وأن الذين يمارسون السحر والشعوذة أغلبيتهم من غير المواطنين.
وكشفت البيانات أن الأسرة والأصدقاء والجيران يشكلون المصدر الرئيس لمعرفة السحرة والوصول إليهم، كما أن 26.3% من السحرة الذين قدموا السحر لحل المشكلات هم من المواطنين، فيما الأغلبية غير مواطنين بنسبة تجاوزت 73.7%، فيما أن 82% من المبحوثين أكدوا أنه لم تكن هناك فائدة تذكر بعد استعمال السحر، فيما 17.6% استفادوا في حل المشكلات.
وذكرت رئيس قسم البحوث والدراسات في الإدارة أميمة العاني، أن «أغلبية المبحوثين لديهم اتجاهات سلبية نحو السحر والشعوذة كوسيلة لمعالجة الأمراض المستعصية التي يواجها الانسان، كما أن نسبة قليلة تبرر ممارسة السحر كوسيلة للعلاج من الجان أو الاستدلال عن شيء مفقود أو فك السحر والتفريق بين الزوجين، أو للحب أو لحل المشكلات الحياتية بشكل عام».
وحول أشكال السحر، بينت الدراسة أن أقل من ربع المبحوثين طلبوا قراءة الفنجان لمعرفة الطالع، وأكثر من الخمس طلبوا قراءة الكف لمعرفة الطالع والمستقبل، فيما راوحت أشكال الشعوذة بين استخدام البخور لطرد الجن وتعليق الخرز الأزرق في المنزل أو لعب الورق ومشاهدة الجن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news