نوري الراوي.. وداعاً

شيعت الساحة الثقافية العراقية، أمس، جثمان الفنان التشكيلي الرائد، نوري الراوي، فقيد الحركة التشكيلية العربية، في مقر جمعية الفنانين التشكيلية في بغداد.

وتوفي الراوي، أول من أمس، عن عمر يناهز الـ89 عاما بمستشفى اليرموك في بغداد، بعد معاناة مع المرض، بعدما تم نقله من مستشفى الراهبات، إثر تدهور حالته الصحية.

ولد الراوي في قضاء راوة بالأنبار عام 1925، وهو من الأعضاء المؤسسين لجمعية التشكيليين العراقيين عام 1956، وعمل معدًّا ومقدمًا لبرامج الفنون التشكيلية في تلفزيون العراق في الفترة من 1957 حتى 1987.

وكان الفنان الراحل من مؤسسي المتحف الوطني للفن الحديث، وتولى إدارته بين الأعوام 1962 و1974، وهو زميل في جماعة الرواد الفنية برئاسة فائق حسن للأعوام من 1964 حتى 1979، وشغل منصب رئيس جمعية التشكيليين العراقيين في العامين 1982 و1983.

وأقام الراوي عشرات المعارض الشخصية داخل العراق وخارجه، من بينها معرض استضافته مؤسسة العويس في دبي عام 2011. ولديه مؤلفات عدة حول الفن التشكيلي، وعمل في الصحافة حيث تولى سكرتارية تحرير مجلتي «العراق الجديد» و«الرواق»، وأسس لأول مرة في تاريخ الصحافة العراقية صفحة خاصة بالفنون، وأشرف على تحريرها في صحف «الزمان» و«الأخبار» و«صوت الأحرار».

وكان الفنان نوري الراوي قال في حوار مطول لـ«الإمارات اليوم»، إن «الفنان قائد روحي، يغذي الجمال في أرواح البشر»، مضيفاً «كنت ولاأزال أؤكد أهمية تطور رؤية الفنان وأدواته وأسلوبه الفني، وألا يبقى تقليدياً وجامداً». وأوضح أن الحركة التشكيلية العالمية تمور بتحولات كبيرة في الفن التشكيلي، بفضل التطور التكنولوجي الذي يسّر مواد وأساليب وافكاراً جديدة للفنان ليبدع بصور مغايرة للسائد.

وعن معايشته للظروف القاسية في بغداد أثناء الحصار والغزو والاحتلال، قال الراوي إن «الفنان يبتكر في أحلك الظروف، ففي حصار العراق وغزوه ثم احتلاله، كان القلم الرصاص ممنوعاً من الدخول، لكن الفنانين بحثوا عن وسائل وأدوات ومواد جديدة ضمن الظروف القاسية».

وعن مبادراته في الفن العراقي، أفاد «من أبرز المبادرات أنني وضعت الفن الفطري ضمن الفنون، للمرة الاولى في تاريخ الفن العراقي، بعدما لم يكن أحد يعرف عن الفنانين الفطريين أو التلقائيين، ولا أحد يعترف بإبداعهم في الوسط الثقافي». وأضاف أن «الفنان يزداد حرية مع اطلاعه على مناخات جديدة، إذ إن أفق الفن غير محدود، ولا يتوقف عند الحدود الاكاديمية المتعارف عليها».

تويتر