جاهدة وهبة: حرصنا على أن نقدم في البرنامج ما يشي بجمال المكان ويتماهى مع الحلم الثقافي، حتى الفرقة الموسيقية تعبر عن تمازج الثقافات فهي تضم عازفين من جنسيات مختلفة. تصوير: إريك أرازاس

«شهد» جاهدة وهبة في «لوفر أبوظبي»

كشفت الفنانة جاهدة وهبة، عن اختيارها أبوظبي ومتحف «اللوفر أبوظبي»، لإطلاق ألبومها الجديد «شهد»، الذي يتضمن عدداً كبيراً من الأغنيات التي تجمعها ثيمة واحدة، هي «هدهدات للكبار من خلال قصائد حب من العالم». مشيرة إلى أن الغناء في منارة السعديات، وهو المكان الذي يُعدّ ليكون من أحد أهم الأماكن في العالم، بما يستقطبه من تراث وثقافة وتاريخ، ويلقي الضوء على أزمنة مختلفة، له نكهة أهم من المسارح كافة بالنسبة لنشوة الفنان، وتحفيزه ليقدم أجمل وأفضل من عنده ليتماهى مع روحانية المكان.

ربيع

قالت جاهدة وهبة، إن «الربيع العربي» كحلم منشود ترك أثره فيها وفي الجميع، وما حدث في بداية هذه الثورات أعطى بصيص أمل للجميع، بأننا ذاهبون نحو تغيير حقيقي، لكن تبدد هذا الحلم. مضيفة: «نحن بحاجة في مجتمعاتنا لأن نؤسس لثقافة مستدامة تحمي بدورها المجتمع من الجهل، وما ينتج عنه من تعصب وعنصرية وعنف، وتمنحنا القدرة على المفاضلة بين الجيد والرديء، ومعرفة ما نريد». وعن ألبومها الجديد أوضحت انه يضم قصائد للعديد من الشعراء، مثل أنسي الحاج ونيوردا ودرويش وفروغ فرخزاد، وأغنية «النوم يداعبه» من أرشيف أم كلثوم، وهو يعتبر مراجيح للكبار تتمثل في قصائد إنسانية تبث في النفس الهدوء والسكينة والإحساس بالحب، وكلها تدور في زمن ليلي.

مضمون راقٍ

أشارت مديرة مشروع متحف اللوفر، حصة الظاهري، إلى أن تنظيم أمسية جاهدة وهبة، ضمن السلسلة الثالثة لحوارات الفنون، يهدف إلى تقديم مضمون فني يعطي نظرة أخرى للفن، خصوصاً ان البرنامج الذي ستقدمه مستوحى من المفهوم الذي يقوم عليه «اللوفر أبوظبي»، وهو الحوار بين الثقافات والحضارات. لافتة إلى ان برنامج الحوارات العام المقبل، سيتضمن المزيد من تعريف الجمهور بـ«اللوفر أبوظبي»، واستقطاب شرائح مختلفة من المجتمع، عبر ورش العمل للأطفال والعائلات.

وأشارت الظاهري إلى حرص «اللوفر أبوظبي» على التواصل مع الجامعات والطلبة، باعتبارهم جمهور المستقبل، وكذلك الكوادر التي ستعمل في المكان، ولذا يتم تنظيم الحوارات في الجامعات في مختلف إمارات الدولة مثل جامعة الشارقة والجامعة الأميركية في دبي وجامعة العين، موضحة ان عرض «نشأة متحف: اللوفر أبوظبي» في متحف اللوفر في باريس، يأتي ضمن التوجه لمخاطبة الجمهور العالمي وتعريفه بالمتحف الجديد، والإجابة عن كثير من التساؤلات حول ماهيته ومقتنياته.

وتحيي جاهدة وهبة، مساء غد، أمسية بعنوان «في بال التاريخ.. شعر ونغم»، في منارة السعديات، التي تختتم السلسلة الثالثة من «اللوفر أبوظبي: حوارات الفنون»، التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويسبق الحفل حوار بعنوان «المتاحف العالمية: من عصر التنوير إلى أبوظبي»، يناقش خلاله كل من الروائي واسيني الأعرج، والمدير العلمي لوكالة متاحف فرنسا، جان فرنسوا شارنير، والمدير العام لمتحف اللوفر هارفي بارباري، تاريخ المفهوم الإنساني للعالمية. كما يكشف الحوار النقاب عن أبوالهول الإغريقي، من مجموعة مقتنيات اللوفر أبوظبي، وسيتم التطرق إلى السياق التاريخي للعمل الفني، وطريقة العرض التي تعكس تلاقي الحضارات، وتمثل دليلاً دامغاً على التبادل الثقافي الإنساني، الذي يتخطى المعالم الجغرافية والحدود.

وقالت وهبة في الجلسة الإعلامية التي عقدت صباح أمس، في منارة السعديات بأبوظبي، إنها حرصت على تقديم برنامج في الأمسية يشبه روحانية المكان، والقطع والمقتنيات التي يتضمنها معرض «اللوفر أبوظبي»، وأن تغرف من مكتبة الأدب والتراث والشعر العالمي من حضارات وعصور وأزمنة مختلفة، فيتضمن البرنامج قصائد لشعراء كبار من مختلف أنحاء العالم مثل طاغور وإنخدوانة، التي تعد أول شاعرة في بلاد بين النهرين، وسوفوا أول شاعرة عند الإغريق، ومن أشعار الأندلس ولادة بنت المستكفي، إلى جانب أغنياتها التي قدمتها من قبل لغونتر غراس الألماني، وبابلو نيرودا التشيلي، ولوركا الإسباني، ونص للشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد، ومقطع من قصيدة محمود درويش «يطير الحمام»، كما ستطعم البرنامج بأغنيات تراثية لأيقونات الغناء العربي والعالمي، مثل محمد عبدالوهاب ووديع الصافي وأسمهان، والفرنسية أديث بياف. موضحة أنها ستقدم أيضاً بعض النصوص بلغاتها الأصلية مثل مقاطع باليونانية والإسبانية والإيطالية والسريانية والأمازيغية، إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، في ما يمثل دمجاً بين الغناء المستوحى من الشعر العالمي وتراث العالم ومن الموروث الغنائي للمنطقة.

وأضافت: «حرصنا على أن نقدم في البرنامج ما يشي بجمال المكان، ويتماهى مع الحلم الثقافي الذي وعدنا به فيه، حتى الفرقة الموسيقية تعبر عن تمازج الثقافات، فهي تضم عازفين من جنسيات مختلفة مثل بلجيكا وهولندا، بعضهم من جذور عربية من العراق ومصر وغيرهما، كما يتضمن البرنامج فاصلاً موسيقياً مع عازف إيقاع من أصول كندية يقدم فيها إيقاعات من العالم من افريقيا وتركيا والعالم العربي».

وعبرت الفنانة اللبنانية التي اشتهرت بـ«موسقة» الشعر، عن سعادتها بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في هذه الأمسية، وفي أمسية سابقة ضمن فعاليات «آرت سكيب: حوار الثقافات»، لافتة إلى حرصها على تقديم الأصالة والموسيقى «العالمة» المختلفة عن السائد عبر الإذاعات والفضائيات، تلك الموسيقى التي ترى أنها تنير العالم، وتحفر جزءاً من الضوء في سواد المشهد الفني الذي يزداد قتامة مع تزايد المنتج من موسيقى هجينة من كل ثقافات العالم، وهي موسيقى مشوهة، لأنها استنساخ من الغرب دون استلهام روح الموسيقى. مشيرة إلى أنها قامت بتحضيرات مكثفة لتقديم برنامج للأمسية، واطلعت على مقتنيات متحف اللوفر، حتى تتمكن من تقديم برنامج يشبه المكان، ويستلهم مختلف الحضارات والثقافات، حتى انه يتضمن نصوصاً من قبل الميلاد إلى جانب الشعر المعاصر، بالإضافة إلى حضور مختلف القوالب الموسيقية فيه. وعن ألبومها الجديد «شهد»، أوضحت انه يضم قصائد للعديد من الشعراء مثل أنسي الحاج ونيوردا ودرويش وفروغ فرخزاد، وأغنية «النوم يداعبه» من أرشيف أم كلثوم، وهو يعتبر مراجيح للكبار تتمثل في قصائد إنسانية تبث في النفس الهدوء والسكينة والإحساس بالحب، وكلها تدور في زمن ليلي بامتياز ومناخات من الوصل، وهو ما فرض عليها نوعاً من الموسيقى والأداء المختلفين، ولتبدو في كثير من المقاطع كأنها تهمس بصوتها أو تدعو لحب الناس والعالم والوجود، كما تتماشى الموسيقى والتوزيع مع هذه الأجواء، مع اتجاه لتوظيف الآلات الموسيقية، حتى إن بعض الأغنيات تذهب نحو التجريب في الموسيقى.

الأكثر مشاركة