آراء وتوقعات تختلف مع قرارت لجنة التحكيم
جوائز «الخليــــجي».. تجري الرياح بما لا يشتهـــــي مسرحيون
قد تأتي نتائج المسابقات، التي تشهد تنافسا عاليا بين الفرق المشاركة، على عكس ما يتمنى الجميع، إلا أن القول الفاصل الذي لا يحمل مجالاً للشك يكون للجنة تحكيم تلك المسابقات، ولأن الأعمال الجيدة تفرض نفسها على منصات التتويج، اكتسحت مسرحية «نهارات علول»، لفرقة المسرح الحديث معظم جوائز مسابقة مهرجان المسرح الخليجي، والذي اختتمت عروضه أخيراً في الشارقة.
إلا أن توقعات الفرق المسرحية المشاركة من دول الخليج في مسابقة المهرجان، لم تتوافق مع اختيارات لجنة التحكيم، فمنهم من توقع الحصول أو على الأقل الترشح لجائزة أفضل عرض متكامل، وآخرون توقعوا أن ينافسوا على جائزة أفضل ممثل دور أول، أو ربما دور ثانٍ أو حتى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما تمنت إحدى الفرق أن يذكر الأسماء بأي شكل من الأشكال، وضمن أي فئة فقط للتنويه لا الفوز.
الجمهور هو المكسب المؤلف والممثل الشاب أحمد العوضي من الكويت، كان مقتنعاً بالنتائج إلا أنه توقع أن يرشح عمل للمخرج خالد أمين، ضمن فئة أفضل عمل متكامل. وقال العوضي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الدول الست المشاركة لها باع طويل في المسرح، ونحن جئنا للمشاركة ونحن على يقين أن العروض كافة جيدة، وتستحق المنافسة والفوز، وعلى رأسها العرض الإماراتي الفائز (نهارات علول)، والعرض البحريني (عندما صمت عبدالله الحكواتي)، كذلك جائزة أفضل تمثيل دور أول، والتي كانت من نصيب جاسم الخراز، كنت أنافس عليها وجاسم يستحق الفوز، أما الفنانة أحلام حسن فقد فازت بجدارة عن دور (ميديا) في مسرحية (من منهم هو)». واختتم العوضي قوله بأن الجمهور قال كلمته في عرض «من منهم هو»، إذ اكتظت القاعة وامتلأت المقاعد لكثافة الجمهور الذي حضر من كل مكان لمشاهدة العرض. خالية اليدين خرج العرض السعودي «زوان» لفرقة نورس، خالي الوفاض من دون أي جائزة أو حتى ترشح لإحداها، الأمر الذي أثار تساؤل الوفد السعودي المشارك في المهرجان، ومنهم المسرحي الدكتور سامي الجمعان، الذي تمنى من لجنة التحكيم لو أنها التفتت إلى الطفلة المشاركة في المسرحية، والتي أدت دوراً مميزاً، وكان من الأولى أن تحصل عنه على جائزة خاصة. وقال الجمعان إن «كان العرض الذي قدم عليه ملاحظات بصورة عامة، إلا أن استعانة المخرج بالطفلة أعتبره حدثاً لابد من التوقف عنده، إذ إن المخرج جريء في هذا الطرح غير الاعتيادي، وهذه التجربة الثانية له في إقحام فتاة في العمل». وتابع «طالما أن هناك لجنة كلفت باختيار العرض المناسب للمشاركة في المهرجان، فالأمر يعود لاختيارها وأنا أحترم ذلك الاختيار، إذ تم انتقاء هذا العرض من بين ثلاثة عروض تقريباً، وفق معايير وضعتها اللجنة نفسها». وقدم الجمعان توصية مهمة، هي أن يكون هناك تنافس قوي بين العروض، لتواكب التنافس الموجود بين العروض المشاركة في المهرجانات، حتى لا تخرج السعودية من المسابقة دون ترشح، كما أوصى بأهمية الاشتغال على العروض وتجويدها، لتستحق المشاركة والتنافس. |
ورغم أن عرض «خلخال» القطري، الذي قدمه المخرج فيصل حسن رشيد لاقى إعجاب واستحسان الكثير من النقاد والجمهور الذي شاهد العمل، إلا أن المسرحية خرجت بجائزة السينوغرافيا (أفضل مناظر مسرحية)، وترشحت الفنانة غادة الزدجالي ضمن فئة أفضل ممثلة دور أول.
وقال رشيد، لـ«الإمارات اليوم»، «في المسابقات كافة، غالباً ما تكون النتائج مفاجئة، وعن نفسي فإنني لست راضياً عن النتائج غير أنها وجهة نظر لجنة التحكيم ويجب احترامها، وإن كنا نختلف أو نتفق معها، وهناك الكثير من الحالات غير الموافقة على تلك النتائج، لكن الأمر ليس بيدنا، لاسيما أنني كنت متوقعاً فوز غادة الزدجالي، التي رشحت مع الفنانة أحلام حسن من الكويت».
وتوقع الكثير أن تكون نتائج لجنة التحكيم تأثرت بما حصل من إيقاف عرض المسرحية على موقع «يوتيوب»، أو عرضها لكن دون صوت أو موسيقى، والتي يعتقد أن الموسيقى لديها حقوق ملكية فكرية، تم استخدامها دون الإشارة إلى مصدرها، الأمر الذي لم يستطع رشيد تأكيده أو نفيه، إلا أنه اكتفى بتوضيح موضوع «يوتيوب»، قائلاً «لاحظت أن المسرحية تعرض على (يوتيوب)، دون صوت مع وجود تقطيع في الصوت، ولم أتوقع أن تكون الموسيقى هي السبب، أو كما قيل إنها موسيقى لفنان عربي معروف، إلا أنني أؤكد أن الموسيقى المستخدمة في العرض هي عبارة عن كولاج موسيقي لأكثر من مصدر، منها فيلم (تروي)، وألحان موسيقية لموسيقار إيراني».
وبجدارة واستحقاق كانت فرقة «الدن» العمانية حصلت على مجموعة من الجوائز، ورشحت للكثير، منها شهادة تقديرية من لجنة تحكيم المهرجان، وجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ، كانت من نصيب الفنان خالد الضوياني، وجائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ نالتها الفنانة وفاء الراشدية.
وبحسب الراشدية، التي أكدت لـ«الإمارات اليوم» أنها لم تتوقع أن تفوز، أو حتى ترشح ضمن فئة أفضل ممثل دور ثانٍ، الأمر الذي جعلها تتردد قبل صعودها منصة التتويج وتسلم الدرع من صاحب السمو حاكم الشارقة.
وأوضحت أن «هناك منافسة شديدة بين الفنانين المشاركين في المسابقة، وأقولها دون خجل، لم أتوقع الفوز نهائياً وأمانة فأنا لا أستحق الجائزة، وأرى أن زميلتي الفنانة غالية السيابية، التي أدت دور (شامة) في العمل نفسه كانت تستحق وعن جدارة الفوز».
وتابعت إن «الفوز اليوم وما حققته فرقة (الدن)، هو تشريف لنا لتمثيل سلطنة عمان، لاسيما أن هناك أكثر من جائزة كانت من نصيب الفرقة وأكثر من ترشح، لذلك جاءت النتائج مرضية بالنسبة لنا».
وأكد المخرج البحريني الشاب حسين عبد علي الذي حصل على جائزة أفضل عرض ثانٍ مسرحي متكامل عن مسرحية «عندما صمت عبدالله الحكواتي»، أن «نتائج المهرجان جاءت بحسب أمزجة لجنة التحكيم، التي تتكون من سبعة فنانين لهم باع طويل في الجمال المسرحي، لذلك ليس أمامنا سوى الرضوخ للأمر الواقع وتقبل تلك النتائج».
وتابع «أعتقد أن المشاركة في مهرجان بهذا الحجم في الشارقة هو في النهاية جائزة للجميع، لاسيما أن العروض المسرحية المقدمة لهذا العام كانت مختلفة متنوعة، وهذا التنوع أحدث صعوبة في المفاضلة بين تلك العروض».
لافتاً إلى أنه توقع أن يحصل الممثل محمد الصفار أو يرشح ضمن فئة أفضل ممثل دور أول، إلا أن الالتباس الذي حصل لدى لجنة التحكيم وربما الكثير ممن شاهدوا العمل، الذين اعتقدوا أن الحكواتي عبدالله السعداوي، هو الذي يلعب دور الممثل الأول وهذا غير صحيح. وكذلك استغرب ترشحه ضمن فئة «أفضل نص مؤلف»، لأن النص الذي قدمة عبد علي يصنف على أنه توليف أو إعداد كون الحكاية مقتبسة من رواية «حكواتي الليل» لرفيق شامي، ورواية «أهل البياض» لمبارك ربيع، وقصة الدرويش الثالث من ألف ليلة وليلة.
اكتساح للجوائز
بخصوص العرض الإماراتي «نهارات علول»، فقد اكتسح جوائزالمهرجان بجدارة، إذ فاز العرض بجائزة المهرجان، وحصل الفنان المتكامل مرعي الحليان على جائزة أفضل تأليف، فيما نال الفنان جاسم الخراز جائزة أفضل ممثل دور أول، وحصل المبدع حسن رجب على جائزة أفضل اخراج مسرحي. ولفت العرض اهتمام الجمهور والنقاد الذين أشادوا به واعتبروه من الأعمال البارزة في هذه التظاهرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news