تواصل تحديها للأوضاع السياسية والاقتصادية
الدراما السورية في رمضان.. حائرة بين الحاضر والماضي
تواصل الدراما السورية هذا العام تحديها للأوضاع القاسية التي تشهدها سورية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، فتواصل المسلسلات السورية حضورها البارز في دراما رمضان 2014 من خلال عدد غير قليل من الأعمال. وتواصل أيضاً انقسامها بين تناول الواقع الحالي والأحداث السورية وانعكاساتها على المجتمع من جهة، وبين العودة إلى الماضي وأجوائه ومحاولة الربط بينه وبين الواقع والإسقاط عليه.
من الأعمال المهمة والجريئة التي تعرض في رمضان المقبل مسلسل «حلاوة الروح» الذي يعرض على قناة أبوظبي الأولى، وهو يندرج ضمن ما يعرف بـ«الإنتاج العربي المشترك»، حيث يجمع فنانين من دول عربية مختلفة، فهو من تأليف الكاتب السوري رافي وهبي، وإخراج المخرج التونسي شوقي الماجري، وبطولة خالد صالح من مصر، وغسان مسعود، وقصيّ خولي، ومكسيم خليل، ونسرين طافش، ودانا مارديني وجلال شمّوط من سورية، ورولا حمادة من لبنان، وفرح بسيسو من فلسطين.
دمشق أواخر الثلاثينات مسلسل «الغربال» يتناول أجواء دمشق في أواخر ثلاثينات القرن الماضي والصراعات الدامية على السلطة الاجتماعية في تلك المرحلة، وسعي البعض إلى تفتيت النسيج الاجتماعي الدمشقي. «الغربال» من تأليف سيف حامد وإخراج ناجي طعمي، وبطولة نخبة من الممثلين، منهم عباس النوري وبسام كوسا ومنى واصف وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري وعبدالرحمن آل رشي. «باب الحارة» تواصل السلسلة الشهيرة «باب الحارة» حضورها هذا العام من خلال الجزء السادس الذي يعرض على قناة «إم بي سي»، والذي جرى تصويره في مدينة دمشق بإدارة المخرج عزام فوق العادة، ومن تأليف الكاتبين عثمان جحا وسليمان عبدالعزيز، ويشهد العمل عودة (أبوعصام) إلى «باب الحارة»، وزواجه فتاة فرنسية قامت بعلاجه خلال مرضه، وهو ما يوقع مشكلات بينه وبين زوجته (أم عصام). ويشهد هذا الجزء غياب عدد كبير من نجومه بسبب الانسحاب أو الوفاة. «بواب الريح» مسلسل «بواب الريح» الذي يندرج في إطار توثيق أحداث تاريخية سورية، وهو من تأليف الكاتب خلدون قتلان، ويخرجه المثنى صبح. ويضم نخبة من الفنانين السوريين منهم دريد لحام، وغسان مسعود، ومصطفى الخاني، وسليم صبري. ويتناول المسلسل أحداث فتنة عام 1860 التي بدأت في جبل لبنان وانتقلت إلى دمشق، مع التركيز على الجانب الاقتصادي وبعيداً عن الفانتازيا الشعبية والفلكلورية. |
ولا تقتصر أهمية المسلسل على أسماء فريق العمل المشارك فيه، ولكن أيضاً من أحداثه التي تسعى إلى مقاربة الواقع في سورية والأزمة السورية، وما يجري على أرض الواقع، وهو عمل صعب وشائك يفضل كثير من صناع الدراما الابتعاد عنه، ورغم أن رافي وهبي الذي خاض العام الماضي تجربة مشابهة في مسلسل «سنعود بعد قليل»، يرى أهمية الابتعاد عن الحدث لمعالجته لاحقاً، ولكنه يجد أن «ما نشهده لا يحتمل أن نؤجله»، لافتاً إلى أن تناول الواقع سيتم من خلال قصة حب وفي قالب اجتماعي.
ويحكي «حلاوة الروح» عن علاقة حب تجمع بين شاب وفتاة ينطلقان في مغامرة خطرة لتصوير فيلم وثائقيّ في سورية أثناء الأزمة. وتتداخل القصة مع كثير من الأحداث والمحطات، لتسلط الضوء على الحدث العربي عموماً والسوريّ خصوصاً، مع التركيز على زاوية تعاطي الإعلام معه، حيث يتم اختطاف الفتاة من قبل إحدى الجماعات النشطة في سورية، لتبدأ رحلة الصحافيين رولا حمادة المصابة باللوكيميا، وخالد صالح والد الفتاة، الذي يسعى للبحث عن ابنته المخطوفة، وذلك بعد قصة حب قديمة جمعتهما قبل 30 عاماً.
ومن الأعمال التي تتناول الأوضاع الحالية في سورية «بقعة ضوء» الذي يعرض هذا العام الجزء العاشر منه، ويتكون من لوحات منفصلة تتناول الأحداث السياسية في سورية وتأثيرها في المواطن السوري في حياته اليومية في قالب كوميدي اجتماعي. ويقوم ببطولة «بقعة ضوء» هذا العام باسم ياخور، وأيمن رضا، وعبدالمنعم عمايري، وأمل عرفة، وشكران مرتجى، وحسام تحسين بيك، وفايز قزق، ومحمد حداقي وآخرون. وقام بتأليف الحلقات مجموعة من الكتاب على رأسهم الكاتب السوري حازم سليمان، ومن إخراج عامر فهد، وقد تم اختيار دمشق لتصوير الحلقات، رغم عدم استقرار الأوضاع الأمنية، وبالفعل تعرض فريق العمل إلى وقوع انفجارات بالقرب من مواقع التصوير.
ويتخذ مسلسل «القربان» من عام 2010 زمناً له تدور فيه أحداثه، ويتطرق لقضايا اجتماعية، واقتصادية عاشها السوريون خلال تلك المرحلة، وأدت إلى ما آلت إليه الأمور أخيراً منذ نحو ثلاث سنوات. وهو من إخراج علاء الدين كوكش، وتأليف رامي كوسا، ومن بطولة أمل عرفة، رشيد عساف، سامر إسماعيل، فايز قزق. وأوضح كوكش أن «ما يميز هذا العمل أنه يحكي عن طبيعة المجتمع السوري والمستجدات الطارئة عليه منذ بداية عام 2010 وانتهاء بما قبل الأزمة، بكل التناقضات الصارخة التي يضمها مجتمعنا، بمعنى أن هذا العمل لا يطرح القيم الثابتة في المجتمع السوري، بل المتغيرات التي كانت سبباً في ما يعيشه الآن». هناك أيضاً مسلسل «ما وراء الوجوه» للمخرج مروان بركات، وتأليف فتح الله عمر، ومعالجة درامية نجيب نصير، وهو دراما اجتماعية معاصرة تجري أحداثها في 2010، أي قبل الأزمة. وترصد أحداث صراعٍ دموي بين أسرتين تبدوان ظاهرياً متحابتين ومتفاهمتين، لكن ماذا لو سقطت الأقنعة عن الوجوه لتكشف عن كثير من ملامح ومظاهر الفساد الاجتماعي، من بطولة بسام كوسا، وأيمن زيدان، وعبدالمنعم عمايري، وسلمى المصري، ونادين خوري، وسامر إسماعيل.
في مقابل هذه الأعمال التي تحاول مناقشة الواقع المعاصر وأحداثه، هناك أعمال اختارت الرجوع بالزمن إلى فترات سابقة، مثل مسلسل «الغربال» الذي يتناول أجواء دمشق في أواخر ثلاثينات القرن الماضي والصراعات الدامية على السلطة الاجتماعية في تلك المرحلة، وسعي البعض إلى تفتيت النسيج الاجتماعي الدمشقي. «الغربال» من تأليف سيف حامد وإخراج ناجي طعمي وبطولة نخبة من الممثلين، منهم عباس النوري وبسام كوسا ومنى واصف وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري وعبدالرحمن آل رشي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news