اتجاه لاستبعاده من العرض ضمن دورة «دبي» الرمضانية
«كعب عالـــي» في انتظار قرار الرقيب
قال مدير تلفزيون دبي علي الرميثي، إن قرار عرض المسلسل الخليجي المثير للجدل «كعب عالي» خلال الدورة البرامجية الخاصة بشهر رمضان المقبل، لم يحسم بعد، وإن «استبعاد المسلسل من العرض» في حال إقرار هذا الاتجاه، سيترتب عليه تعديل على تلك الدورة التي تم الكشف عنها في ختام الأسبوع قبل الماضي.
وأضاف الرميثي في تصريحات هاتفية من لندن لـ«الإمارات اليوم»: «الجدل المثار حول المسلسل ينطوي على الكثير من المبالغة، وتلفزيون دبي كان على تواصل دائم مع جهة الإنتاج، لكن البت النهائي في قرار تثبيته ضمن كوكبة المسلسلات المختارة للعرض الرمضاني، سيتوقف على التقرير النهائي للجنة الرقابية».
الرميثي: «آخر العلاج» الحجب قال مدير تلفزيون دبي علي الرميثي، إن سياسة الحجب، وإعمال مقص الرقيب دون ضابط، ليست ضمن سياسة تلفزيون دبي، الذي يعلي من قيمة الإبداع، وحق المشاهد في الوصول إلى المحتوى على تنوعه، الدرامي، والخبري، والمعلوماتي، وغير ذلك. وأضاف: «هناك آليات عدة يعتمدها التلفزيون في ما يتعلق بضمان بث أعمال تتفق مع قيم وثوابت المجتمع، وحتى في البرامج والمسلسلات والأعمال التي يتم التعاقد عليها مع شركات الإنتاج». وتعهد الرميثي باستبعاد «كعب عالي» في حال أقرت اللجنة الرقابية بعدم ملاءمته للعرض على شاشة القناة، نافياً أن تكون الكلفة الإنتاجية الباهظة التي تحملها التلفزيون مسوغاً لتمريره، لاسيما أن العمل تم إقراره بالفعل ضمن الدورة البرامجية الخاصة بشهر رمضان. المطيري: ضد الإبداع قال منتج مسلسل «كعب عالي» الكويتي محمد المطيري، إن «الأحكام المسبقة التي يصدرها البعض لمصادرة عمل درامي قبل عرضه، هي في حقيقتها فوضى تصادر الإبداع، والكثير منها يصدر بدوافع غير فنية، وغير أخلاقية أيضاً». وطالب المطيري المسارعين إلى تحفيز الجهات الرقابية بإعمال قرارات المنع والحجب، والزج بأعمال احتاج المشاركون في إنجازها وقتاً طويلا، كي يوصلوا رسالتهم إلى المتلقين، بأن يمنحوا أنفسهم أولاً فرصة الوقوف على محتوى ما يتحدثون عنه، وألا يتخذوا موقفاً مسبقاً ضد الإبداع، لدعوى أن العمل «جريء» أو «صادم»، لأن «أي عمل يحمل إبداعاً حقيقياً لا يتصور أن يكون مهادناً، أو مدجناً». وأكد منتج مسلسل «بنات الثانوية» أيضاً الذي تصادف أن قوبل بجدل مشابه قبل عرضه: «لا يمكن للمشاركين في صناعة الدراما أن يكونوا جزءاً من دائرة اختار من فيها نمط دفن الرؤوس في الرمال، لأن الدرما ببساطة فن بحاجة إلى مزيج من الجرأة والشفافية والإبداع». |
وأكد الرميثي أن تلفزيون دبي الذي يخاطب جمهوراً عربياً متنوعاً هو تلفزيون «للأسرة العربية بامتياز»، ومع انتصاره لـ«حرية الإبداع» يضع الثوابت المجتمعية في صدارة أولوياته.
وأقر مدير تلفزيون دبي بوجود «جرعة من الجرأة» في العمل، رافضاً وصفها بـ«الزائدة»، مضيفاً: «الجرأة ليست سبّة أو نقيصة في مكون أي عمل مبدع، وليس في سياق الدراما فقط، بشرط ألا تكون تلك الجرأة صادمة، أو غير منسجمة مع الثوابت المجتمعية، وهذا ما ستحسمه اللجنة الرقابية».
وحول مدى إمكانية أن تكون هناك حلول كلاسيكية مرتبطة بـ«مقص الرقيب»، استبعد الرميثي أن يتم التعامل مع المسلسل بهذا المنحى «الكلاسيكي»، مضيفاً: «بكل تأكيد فإننا في تلفزيون دبي لا نحبذ اللجوء لسياسات الرقيب التقليدية، وغالباً ما يتم الاستغناء عن ذلك بالاشراف المباشرعلى العمل أثناء تنفيذه، وفي حالة (كعب عالي) تحديداً، فإن (الجرأة) مكون درامي رئيس في العمل، ولا تتعلق بمشاهد منفصلة يمكن استبعادها مع بقاء السياق الأساسي دون تشوهات».
وقال منتج «كعب عالي» الكويتي محمد المطيري، الذي سبق أن تعاون مع تلفزيون دبي في مسلسل «بنات الثانوية»، إنه يستغرب أن تصدر أصوات مطالبة بمنع عرض المسلسل، دون أن يكون أصحاب تلك الأصوات على بينة من محتواه، معتمدين فقط على انطباعات أو تسريبات، بعضها قد لا يكون دقيقاً.
وتابع: «التطرق إلى قضايا شائكة، ثم السعي لأن تكون المشاهد مطابقة لحالات حقيقية سواء من حيث الأداء أو الملابس وغيرها من ملامح الشخصيات، يبقى نجاحاً لكل أسرة العمل، وهو أمر لا يمكن الحكم عليه مسبقاً قبل عرضه، فضلاً عن أن قرارات المنع والحجب أضحت ميراثاً غير مقبول، ونحن نتطلع لأعمال مبدعة تعالج قضايا مجتمعاتنا، بعيداً عن سياسات دفن الرؤوس في الرمال».
وتابع: «كنت أتوقع خلال تلك الفترة أن يكون هناك احتفاء إعلامي بالوجبات الدرامية المتنوعة للقنوات الفضائية، واستعداد جماهيري ونقدي لاستقبالها، في أهم موسم درامي عرابي خلال العام، لكن للأسف، يسعى البعض الآن لتشويه عمل قبل عرضه، بحجج واهية، وهي أن العمل صادم للمجتمع ويرتكن إلى جرأة مبالغ فيها، ويكرر الكثيرون المقولات نفسها، رغم أن العمل لم يعرض».
يذكر أنه حسب تنويه صادر عن تلفزيون دبي فإن «مسلسل (كعب عالي) يسعى عبر نص الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد إلى تقديم حالات درامية مشوقة، وقصص نساء داخل العمل، وما يمكن أن تفعله المرأة في الحياة العصرية من رغبات وتوجهات وأسلوب حياة يختلف كلياً عن حياتها السابقة، مسلطاً الضوء على تلك الإشكاليات داخل الشخصية الخليجية بكل منعطفاتها الجميلة والسيئة معاً».
ويشير التنويه الخاص بمسلسل «كعب عالي» إلى أن «شخصيات العمل الأساسية: عفاف وأمل وأسيل وعزيزة ومريم ورغد وعذاري وديما وغيرها، ستجسد مشاهد متباينة من فرح وحب ومعاناة وقلق، فيما يغوص العمل في تناقضات النفس البشرية من خلال مجموعة القصص والحكايات والشخصيات التي تبدو غامضة ومليئة بالغرابة والتناقض، رغم وضوحها بعد أن أصبح للحب والكره والغيرة والخيانة والصمت والفرح أشكال جديدة مختلفة». ويشارك في المسلسل الذي يخرجه خالد الرفاعي، كل من محمد جابر، عبدالعزيز الحداد، حمد إشكناني، مرام، عبدالله التركماني، يوسف البلوشي، شهد، ريم بورحمة، ليلى عبدالله، مسك، منى حسين، نور الغندور، يوسف البلوشي، ميثم بدر، أحمد المقلد، ياسة، وعدد من الوجوه الشابة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news