«الإكسلانس» يعيد الدرامـــا المصرية إلى التصوير في دبي
«تم التصوير في استوديوهات دبي».. عبارة لاتزال تتصدر عدداً كبيراً من الأعمال التلفزيونية المصرية في قطاع الدراما، ومعظمها يعود إلى مرحلة الثمانينات، التي شهدت إنتاج مجموعة من أهم المسلسلات المصرية، وهي مرحلة مرشحة للعودة من جديد، رغم أن ثمة تنافساً على جذب الإنتاج الدرامي العربي بين مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، ومدينة دبي للاستوديوهات، في الإمارات.
من هنا يكتسي تصوير المسلسل المصري الجديد «الإكسلانس» في دبي، والمقرر عرضه على فضائيات عربية عدة، منها تلفزيون دبي، أهمية كبيرة في هذا السياق، إذ تم تصوير أكثر من 85% من مشاهده في دبي، في حين أن معظم الأعمال المصرية التي تم تصويرها في دبي سابقاً، كانت تقتصر على مشاهد بعينها، باستثناء حالات معدودة، معظمها أفلام سينمائية، مثل «عندليب الدقي»، وغيره.
| وجوه
قال الفنان المصري أحمد عز إنه يعد دبي أحد أفضل الأماكن التي يوجد بها حينما يكون خارج بلده مصر، سواء كان الأمر يتعلق بتصوير، أو خلاف ذلك. وأضاف بطل مسلسل «الإكسلانس»، «كثرة ترددي على دبي جعلتني أمتلك هنا سجلاً كبيراً من الأصدقاء، لدرجة أنني كلما ذهبت إلى مكان أرى وجوهاً أصبحت أعرفها جيداً، ومن وجهة نظري، فإن الإمارة لديها مستقبل واعد في مجال الإنتاج والتصوير التلفزيوني والسينمائي». وسائل الإعلام التي سعت لتغطية تصوير المسلسل في دبي قوبلت بطلب عدم التطرق في لقاءاتها مع أحمد عز إلى تساؤلات عن القضية المثارة بينه وبين مواطنته الممثلة زينة، حول صحة نسب طفلين، لاسيما أن القضية لاتزال منظورة لدى القضاء المصري. وفنياً.. برّر عز عودته إلى الدراما التلفزيونية بعد نحو ست سنوات من تصويره «أدهم» بما سماه «إغواء النص»، مؤكداً أنه يستبعد أن يكرر التجربة قريباً، معتبراً أداءه الفني «سينمائياً» في المقام الأول. جمال الشريف: سرية مطلوبة
برّر مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، لـ«الإمارات اليوم»، عدم بوحه بتصوير مسلسل «الإكسلانس» في دبي على مدار 15 يوماً، بطلب أسرة العمل نفسها، مضيفاً «نؤمن بالشفافية، وحق وسائل الإعلام في الوصول إلى المعلومة، لكن أسرة العمل كانت حريصة على هذه السرية، التي كان علينا أن نحترمها». وتابع «دائماً ما نعتبر وسائل الإعلام شريكاً أساسياً، لكن في المقابل هناك أيضاً اعتبارات تتعلق برغبات جهات الإنتاج، وقد تكون لها علاقة بعدم الرغبة في تسريب مضمون العمل». وأكد الشريف، في السياق ذاته، أنه يتوقع أن يكون هناك العديد من طلبات التصوير في دبي لأعمال تلفزيونية وسينمائية مصرية في المرحلة المقبلة، معتبراً «الإكسلانس» بمثابة فاتحة لتوالي استضافة دبي لتصوير مزيد من الأعمال المصرية. نور: متشوقة لرؤية العمل
قالت النجمة اللبنانية نور: «نحن متشوقون بالفعل لرؤية العمل في صورته النهائية في رمضان، وهذه فرصة لأشكر الجميع على حفاوة الاستقبال في دبي»، في الوقت الذي أعرب فيه الفنان أحمد رزق عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في المسلسل الجديد الذي يمتد عبر 30 حلقة. ووصفت مادلين طبر مشاركتها، قائلة: «سررت بالعمل مع أسماء هي الأبرز حالياً على الساحة الفنية، وأعتقد أنها كانت إجازة أكثر من كونها عمل فني». الرميثي: إضافة مهمة
وصف مدير تلفزيون دبي، علي الرميثي، مسلسل «الإكسلانس» بالإضافة المهمة لكوكبة الدورة البرامجية للقناة في شهر رمضان المبارك، مضيفاً «لا نحرص على تنويع المعروض الدرامي بين المصري والخليجي فقط، بل من حيث مضمون هذه الأعمال أيضاً، وهو ما يجعل تلك المنافسات تتكامل على شاشة القناة لمصلحة المشاهد». ورأى أن إيلاء عناية خاصة لدورة شهر رمضان يبقى طبيعياً، في ظل المنافسة الإيجابية بين مختلف القنوات، مؤكداً أنها تبقى أيضاً في مصلحة المشاهد. وأقر الرميثي حقيقة بأن الكثير من اتجاهات الجمهور في المشاهدة يبقى متكئاً على معيار النجوم الذين تستقطبهم الأعمال الدرامية، مبرراً ذلك بـ«كثرة المعروض الدرامي، وتنوعه، وتزامن وقت عرضه، ما يجعل المشاهد أمام ضرورة الانحياز إلى أعمال بعينها من بين العديد من الخيارات». |
المسلسل الذي يضم نجوماً من مصر ولبنان، منهم أحمد عز وأحمد رزق ومنة فضالي ونور ومادلين طبر، من إنتاج وإخراج وائل عبدالله، وسيناريو وحوار أيمن سلامة، يضم ممثلاً إماراتياً وحيداً هو مصطفى الياسري، اعتبره مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، بمثابة دلالة مهمة على تأكيد مكانة دبي، موقعاً رئيساً للإنتاج السينمائي والتلفزيوني عربياً، بعد أن أكدت المدينة هذه المكانة عالمياً، من خلال استضافتها عدداً من أفلام هوليوود وبوليوود، وغيرهما، مثل الجزء الرابع من سلسلة أفلام «المهمة المستحيلة» لتوم كروز، والفيلم الهندي الشهير سنة جديدة سعيدة، لفرح خان.
وأضاف الشريف، لـ«الإمارات اليوم»، على هامش لقاء إعلامي جمعه مع نجوم مسلسل «الإكسلانس» بمنتجع أتلانتس النخلة في دبي «هناك العديد من المسلسلات والأفلام السورية والكويتية، يتم تصويرها على مدار العام في دبي، ونتوقع مع كل هذا الدعم الذي حظي به المسلسل المصري، أن تكون دبي جاذبة للمزيد من الأعمال المصرية، وهناك بالفعل تواصل بين لجنة دبي للتصوير التلفزيوني والسينمائي وجهات إنتاج مصرية، لمزيد من التعاون في هذا الصدد».
منتج ومخرج العمل، وائل عبدالله، الذي يخوض تجربة التصوير في دبي للمرة الأولى، من جانبه، أشاد بالجهود التي قدمتها لجنة دبي للتصوير التلفزيوني والسينمائي، مؤكداً أن اختيار دبي لاستضافة العمل جاء استثماراً للعديد من المواقع البكر، التي تزخر بها الإمارة، ولأنها الأنسب في سياق المحتوى الدرامي للعمل.
وأضاف بدأنا التصوير منذ بضعة أشهر في مصر والمملكة المتحدة، واليوم نحن في دبي التي تعد واحدة من أفضل المدن العربية التي تتمتع بكل الميزات التي تؤهلها لتكون الوجهة الأبرز والأضخم للإنتاجات السينمائية والتلفزيونية العربية والعالمية على حد سواء.
وحول تمويل العمل، قال عبدالله إن المسلسل واحد من أضخم أعمال دراما رمضان هذا العام، مشيراً إلى أن كلفة الإنتاجية تتجاوز 26 مليون درهم.
من جهته، قال مدير تلفزيون دبي، علي خليفة الرميثي، إن قناة دبي الفضائية من خلال مؤسسة دبي للإعلام، تعمل في منظومة واحدة مع سائر المؤسسات المهتمة بقطاع الإنتاج في دبي، وعلى رأسها مدينة دبي للاستوديوهات، ولجنة دبي للتصوير التلفزيوني والسينمائي، لافتاً إلى أن التلفزيون يسعى إلى استثمار البنى التحتية الثرية التي توفرها هاتان المؤسستان، وهو التعاون الذي أثمر إنتاج العديد من البرامج التلفزيونية أيضاً.
واعتبر الرميثي أن تصوير 85% من مسلسل «الإكسلانس» في دبي، تأكيد أن صناعة الدراما في مؤسسة دبي للإعلام تتقدم صوب التميز والانفراد، من خلال إنتاج المشروعات الدرامية الضخمة، في الوقت الذي ستكون دورة شهر رمضان 2014، الخاصة علامة فارقة للمشاهد العربي، من خلال تقديم مشروعات حصرية لأهم الإنتاجات الخليجية والعربية، والبرامج المنتقاة في قالب متكامل يبرز مكانة شاشة دبي كاختيار أول للمشاهد العربي، وتأكيداً لدورها الريادي بأهمية المشاركة مع الجمهور في اختيار ما هو جديد في عالم صناعة التلفزيون.
وفي ما يتعلق بمسلسل «الإكسلانس»، واختيار تلفزيون دبي ليكون ضمن باقته الدرامية في رمضان، أشار الرميثي إلى أن لجنة اختيار الأعمال الدرامية حرصت على انتخاب مجموعة من أبرز المسلسلات العربية والخليجية على شاشتها، والتي تتميز بالمحتوى الفكري والاجتماعي الهادف، معتبراً أنها «بالفعل تقع ضمن أفضل الأعمال المنتجة في هذا العام، والتي عمل على تقديمها نجوم الدراما من كتاب سيناريو ومخرجين ونجوم».
واعتبر وجود النجم المصري أحمد عز، والنجمة اللبنانية نور، إلى جانب نخبة من نجوم الفن في مصر والعالم العربي، إضافة لشاشة تلفزيون دبي في شهر رمضان، علاوة على أن المسلسل يدعمه وجود نص درامي قوي قام بصياغته الكاتب المتميز أيمن سلامة، صاحب العديد من الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية المتميزة، في حين قدم المنتج والمخرج وائل عبدالله الدعم الإنتاجي الكبير والرؤية التي سيلاحظ الجمهور تميزها وتفردها على شاشة تلفزيون دبي.
وأضاف الرميثي «تسعى مؤسسة دبي للإعلام عاماً بعد عام إلى تكريس علاقتها المميزة مع نجوم الدراما في العالم العربي، بعد أن أثبتت أنها قادرة دائماً على دعم كل التجارب الجادة والجديدة، والتي أسهمت في جعل الإمارات بصفة عامة، ودبي بصفة خاصة، مركز إنتاج درامي عربي وخليجي رائد، لما تمتلكه الإمارات من مقومات طبيعية وسياحية وتنوع جغرافي وبنية أساسية داعمة للمنظومة الإنتاجية».
بطل العمل أحمد عز كان أكثر نجوم المسلسل تحرراً من هاجس الكشف عن تفاصيل حول العمل، إذ أشار إلى أن المسلسل يدور حول الملياردير سيف الدسوقي أو «الإكسلانس»، الذي يجد نفسه مطارداً بعد أن أصبح عدوه رياض وزيراً في تعديل وزاري جديد، ليستغل رياض سلطاته في القضاء على إمبراطورية «الإكسلانس» بتلفيق العديد من التهم له، إذ يجد نفسه متورطاً فى جريمة قتل لا علاقة له بها، ما يضطره للسفر خارج البلاد تاركاً زوجته الحامل وأمواله وشركاته، في الوقت الذي يدور فيه صراع غير معلن بين مديرتي مكتبيه في القاهرة (التي تجسد دورها منة فضالي)، وفي دبي (تجسد دورها الفنانة نور)، لأنهما تقعان في غرام الدسوقي.
من ناحيته، قال رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، جمال الشريف «تسعدنا استضافة فريق عمل مسلسل (الإكسلانس)، ونفخر بأن تحتضن دبي هذا الإنتاج التلفزيوني الضخم، خصوصاً أن العمل يجمع عدداً من أهم النجوم في العالم العربي، وأعتقد أن فريق العمل اختار مدينة دبي نظراً لما تتمتع به من مواقع استثنائية وبنى تحتية قوية تجذب العديد من الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية ذات الميزانيات الضخمة حول العالم». الإشادة باحترافية الدعم اللوجستي الذي قدمته لجنة دبي للتصوير التلفزيوني والسينمائي كان محور تصريحات أسرة العمل، اللبنانية نور، ومنة فضالي، وأحمد رزق، ومادلين طبر، وعبدالرحيم حسن، وكذلك كاتب النص والسيناريو أيمن سلامة، بالإضافة إلى مديرة شركة «وتر فيلم» في دبي التي تولت الإشراف على التجهيزات الفنية للتصوير، بسنت شمس، التي تحولت من العمل الإعلامي كمذيعة في قنوات فضائية عدة تبث من دبي، إلى هذا المجال.