فيفي عبده وهيفاء وهبي وصافيناز في الصدارة

نجوم يتمنّى مـــشاهدون غيابهم عن شـــاشات «رمضان»

صورة

دورات برامجية تناسب كل مرحلة على مدار العام، فبرامج المسابقات لها موسم، وازدهار الأخرى الحوارية عبر تقنيات «التوك شو» له موقعه على الخريطة السنوية التي تتبدل بمجيء رمضان لتنتصر للدراما وبرامج الكاميرا الخفية واستضافات النجوم، قبل أن تأتي إجازة العيد بجلسات الثياب الجديدة والكعك والتهاني ومظاهر البهجة التي ترصدها الكاميرا، وتفرضها توجهات قنوات تصبح صانعة للحدث في كثير من الأحيان، أكثر من مجرد رصده.

«الإمارات اليوم» في استطلاعها ذهبت في الاتجاه الآخر، وهو الجمهور، الذي يجد نفسه أحياناً مضطراً إلى الاختيار بين برامج لم يشارك في تأييد إطلالتها عليه، و برامجية جديدة، تحمل إلى جانب الدراما وجوهاً، ربما كان يأمل أن تغيب عنه في هذا الموسم.

«شكلك مش غريب»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/06/162189.jpg

تعرّض برنامج «شكلك مش غريب»، الذي اختتم أخيراً على قناة «إم بي سي ــ مصرية» لهجوم شديد من عدد من المستطلعة آراؤهم، ليس بسبب إقحامه الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، في عالم التقديم التلفزيوني، رغم تصنيفها مطربة تعتمد على الإغراء في أغانيها المصورة، وأفلامها السينمائية مثل «دكان شحاتة» و«حلاوة روح»، بل لاعتماده بالأساس على معيار تقليد «مشاهير» لمشاهير آخرين.

وطالب مشاهدون القنوات الفضائية بالاقتصاد في برامج المسابقات، التي تعتمد معيار الإثارة، وتثبيت وجوه فنانين في لجان التحكيم، لاجتذاب مشاهدين ورسائلهم النصية القصيرة وعائداتها، فضلاً عن عائدات الإعلانات.

وربطت العديد من الآراء بين المحتوى البرامجي وروحانية الشهر الفضيل، وتمنت غياب وجوه عُرف عنها سعيها إلى الإثارة أو ما وصفوه بـ«الابتذال»، كما كان هناك زهد ملحوظ في البرامج الحوارية التي تبحث في الشأن السياسي، وبلدان «الربيع العربي».

«نحمد الله أن برنامج (شكلك مش غريب)، الذي بثته قناة (إم بي سي)، قد انتهى قبل حلول رمضان، فالبرنامج فيه قدر عال من الابتذال، وهيفاء وهبي، بالأساس لا تصلح لتقديم برنامج، فضلاً عن استخفافه بالمشاهدين»، تعليق أكد خلاله المشاهد السوداني عصام الدين زبير، أنه يختار «هيفاء وهبي» لتكون الشخصية الأولى بالنسبة له، غير المرغوب فيها في رمضان.

وذهب آخرون لتأييد الرأي ذاته، ومنهم الإماراتي إبراهيم المزروعي، الذي أضاف: «بغض النظر عن صلاحية مطربة مثل هيفاء وهبي، فإن السطحية الشديدة التي يحملها، بركونه إلى فكرة تقليد (مشاهير) لـ(مشاهير آخرين)، تؤكد أن إعلامنا في حالة عقم.

من المتصدرات قائمة الوجوه غير المرغوب مطالعتها في رمضان لدى المستطلعة آراؤهم أيضاً، الراقصة التي تحولت إلى ممثلة، ثم مقدمة برنامج بعد ذلك، فيفي عبده، من خلال برنامج «أحلى مسا»، التي يشاركها تقديمه على قناة «إم بي سي»، المطرب هشام عباس، وفيه تحتفظ عبده ببعض ملامح أدوارها في آخر مسلسلاتها الدرامية «كيد النسا»، وتسعى دائماً إلى أن تبدو شعبية، لكنها تقع في الابتذال اللفظي. وقال ممدوح الدسوقي (مصر): «إحدى ميزات تغيير الدورات البرامجية أننا لن نشاهد برنامج (أحلى مسا)، وتحديداً فيفي عبده، التي وجدناها في غمضة عين مذيعة، لتؤكد أن الإعلام العربي في مأزق كبير، وأن مصطلح مذيعة، أو إعلامية يمكن أن يطلق على أي شخص يتحدث أمام ميكرفون».

اختيار فيفي عبده ضمن ذات القائمة تكرر أيضاً لدى مصطفى سليمان (سورية)، منصور البناي (الإمارات)، سهير شاوي (المغرب)، صفاء حيدر (العراق)، لافتين إلى أنهم يتطلعون إلى موسم درامي يراعي روحانية الشهر الفضيل، في حين أن تلك البرامج ونظيراتها، تبقى مغردة خارج إطار المسؤولية الاجتماعية. قنوات الرقص الشعبي التي تنتشر بشكل ملحوظ على قنوات «النايل سات»، وتتخذ أسماء مثل «دلع» و«التت» وغيرهما، هي واحدة من القنوات الفضائية التي طالب مشاهدون ليس فقط باستبعادها خلال شهر رمضان، بل بحجبها تماماً، وإقامة دعاوى قضائية ضد مشغليها، حيث قال ناجي الغمراوي (مصر): «هذه القنوات تسهم في تغييب قطاعات لا بأس بها، خصوصاً من فئات المراهقين والشباب، وتبقى أقرب لصيغة القنوات الإباحية، وأندهش ماذا ستقدم تلك القنوات في رمضان».

صافيناز الراقصة، التي تحولت إلى ممثلة سينمائية في ما بعد، وتردد أنها ستخوض تجربة في تقديم البرامج ايضاً ضمن القائمة ذاتها، حيث أصبحت صافيناز وأسلوب رقصها بمثابة الظاهرة التي غزت الأفراح الشعبية في مصر، فيما جاء في القائمة أيضاً أوكا وأورتيجا، اللذين شكلا ثنائياً شعبياً لا تخلو أعمالهما من الابتذال مثل أغنية «هاتي بوسة يا بت».

مقدمو البرامج الحوارية التي تميل إلى الشأن السياسي أيضاً من الوجوه غير المرغوب في مطالعتها، وفقاً للمستطلعة آراؤهم، حيث تقول تهاني داود (الأردن): «على مدار عام كامل لا يطالع فيها المشاهد العربي سوى أخبار السياسة والثورات وأنباء الاقتتال، وربما كان الشهر الفضيل مناسبة لكسب إجازة من تلك الأنباء، خصوصاً لدى مقدمي البرامج الحوارية، الذين أصبحوا شبه متخصصين في تلك الأخبار، وربما منح الإعلاميين الذين لا يستطيعون التخلص من تلك القضايا أنفسهم فرصة إجازة، متيحين لغيرهم مناقشة موضوعات تناسب الشهر الفضيل».

فكرة تقليل الجرعة السياسية أيضاً تؤيدها شمسة مطر (الإمارات) ونبيل مغني (السودان)، الذي يضيف: «أعتقد أن القنوات الفضائية مطالبة بإعادة النظر في دوراتها الرمضانية، وأهم محاور التغيير يجب أن تكون ممثلة في تقليص أو حتى إلغاء البرامج الحوارية السياسية، فقد ملّ المشاهد السياسة ، وسيبحث حتماً عن المختلف، الذي يجب ألا يكون فقط منحصراً في الدراما وبرامج المسابقات أو حتى البرامج الدينية».

 

 

تويتر