حنان غيث: أكـــــــــــتب تجربتي مع «الجلطة» فـــي رواية جريئة
«أعلم أنني قد أتعرض لانتقادات عدة، ولكن هذا الأمر لن يثنيني عن تقديم الرسالة التي أرغب في نقلها للقارئ»، بهذه الكلمات أعلنت المخرجة الإماراتية حنان غيث عن إصرارها على تنفيذ مشروع روايتها الأولى التي تعكف على كتابتها حالياً، وتتناول فيها جانباً من قصة حياتها في الفترة من 2006 وحتى 2012، مع التركيز على رحلتها مع الجلطة الدماغية التي أصيبت بها، واحتاجت إلى ما يزيد على عامين ونصف العام للعلاج، ومازالت حتى الآن لم تتعاف بشكل كامل من آثارها.
وقالت غيث في حوارها مع «الإمارات اليوم»: إن «روايتي لن تكون مجرد رواية عادية، فهي المرة الأولى التي تقوم فيها فتاة إماراتية بكتابة قصة حياتها بالجرأة التي ستتسم بها الرواية، وأستعرض فيها وقائع فترة عامين ونصف العام قضيتها على كرسي متحرك بعد إصابتي بجلطة دماغية لم أتعاف منها بشكل كامل حتى الآن، رغم إصراري على مواصلة أعمالي، والمشاركة في الفعاليات المختلفة، ولذا اضطر في بعض الأحيان إلى الاعتذار عن عدم الظهور على الساحة والمشاركة في فعاليات تتم دعوتي إليها حتى احتفظ بقدر من طاقتي لمواصلة عملي، ولكن البعض يعتقد أن عدم ظهوري نوع من التكبر أو الابتعاد عن الساحة»، مؤكدة أن ما ستتناوله الرواية من وقائع لا يأتي انتقاماً من أحد، أو لكشف مواقف البعض خلال فترة مرضها، لكنها تشعر أن لديها تجربة تستحق أن تشاركها مع القراء.
الرسوم المتحركة مجال للمستقبل
ترى حنان غيث أن مجال الرسوم المتحركة بات من المجالات المطلوبة نظراً لقلة المعروض من الإنتاج الإماراتي والعربي منه، وفي الوقت نفسه زيادة الإقبال عليه نتيجة لشعور المشاهد بالملل من متابعة الأعمال الدرامية ذات الموضوعات المتشابهة في المضمون، وما يتمتع به الكارتون من جاذبية وإبهار، داعية الشباب الإماراتي إلى العمل على تقديم أفكار وأعمال تعبر عن تراث الإمارات وثقافة المجتمع، معتبرة أن نجاح الكرتون يعتمد كثيراً على النص الجيد وأهدافه وإيقاع البرنامج وجاذبية الصور والشخصيات والعمل المقدم من خلال التقنيات المستخدمة. مشروع غير ربحي
قالت حنان غيث إن «(شلة دانة) عمل غير ربحي أو تجاري، وأسعى من خلاله إلى تقديم كل ما هو مفيد وما يزرع حب الوطن والانتماء والمعرفة لجيل اليوم وهو وسيلة تواصل رائعة مع الأطفال وذويهم والمدرسة، ولشلة دانة شعبية كبيرة بين الأطفال من خلال الكليبات الكرتونية التي يتم تقديمها، وتم بالفعل إطلاق 16 كليباً كرتونياً وحلقة تجريبية من شلة دانة، إلى جانب كليبي راية النور وعروستنا محلاها». |
وذكرت غيث أنها بدأت كتابة الرواية خلال وجودها في ألمانيا للعلاج، وشجعتها على مواصلة الكتابة الكاتبة الكويتية بدرية المبارك، وهي كاتبة لها اهتمامات بذوي الاحتياجات الخاصة، التقتها خلال معرض الشارقة للكتاب العام الماضي. كما لفتت انتباهها إلى أنها ستواجه انتقادات كثيرة، لكن عليها أن تخوض التجربة، طالما ستقدم خبرة وموعظة من خلالها للآخرين.
من ناحية أخرى، تستعد صاحبة «شلة دانة» لطرح فيديو كليب تراثي بمناسبة شهر رمضان بعنوان «عروستنا محلاها»، من كلمات وإخراج حنان غيث، وألحان الفنان عبدالله الشحي، وتوزيع أسامة سعيد، ومن إنتاج مشترك بالتعاون مع أستوديوهات إي فيشن وإي جونيور، وهو أول كليب يخاطب الفتيات فقط ويتوجه لعمر 7- 8 سنوات، وتقوم فيه فتيات «شلة دانة» باختيار أزياء دمية وتلبيسها وهن يتغنين بأسماء كل قطعة من قطع الأزياء التراثية التي يخترنها، ويرددن المصطلحات التراثية المرتبطة بالملابس في دقيقة واحدة وبأسلوب جذاب. ويشارك في الكليب الفنان سالم العيان الذي يقوم بدور جد دانة. كما قامت «شلة دانة» في الفترة الماضية بتقديم كليب بعنوان «راية النور» لتواكب نهاية العام الدراسي والاحتفالات بالتخرج من إخراج حنان غيث وألحان عبدالله الشحي وبمشاركة الفنان مايد الصوري في التأليف والأفكار.
كذلك تستعد حنان غيث و«شلة دانة» لتقديم فيديو كليب تعليمي لطلبة رياض الأطفال في بداية الموسم الدراسي المقبل في شهر سبتمبر، وكليب آخر للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وبعدها تحصل غيث التي تعمل مقدمة برامج ومديرة للمشروعات والإنتاج في قناة «إي جونيور»، على فترة راحة تتفرغ فيها للانتهاء من كتابة روايتها التي تسعى لتقديمها في فيلم سينمائي يتولى إخراجه مخرج له باع وخبرة في العمل السينمائي.
وتوجد غيث على الشاشة في شهر رمضان من خلال الموسم الثالث من حلقات مسلسل الرسوم المتحركة الإماراتية «خوصة بوصة»، الذي يعرض على قناة «أبوظبي الإمارات»، من إخراج نجلاء الشحي، وتقدم فيه شخصية «أمينة النمكية» وهي شخصية جادة، ويلجأ الأطفال إليها في المدرسة للحصول على النصائح، وهي شخصية مختلفة كثيراً عن «دانة» التي تتسم بالطفولة والشقاوة البريئة، مشيرة إلى أنها في «خوصة بوصة» ممثلة تعمل تحت إدارة مخرجة العمل نجلاء الشحي، ولا تتدخل في الإخراج، موضحة أن «لكل مخرج رؤيته وشخصيته، ونجلاء لها رؤيتها الخاصة التي أثق بها وأثق بعملها، كما يتيح لي (خوصة بوصة) العمل إلى جانب فنانين معروفين، وتضع نجلاء ثقتها بنا، رغم أننا لا نملك الخبرة نفسها في التمثيل، إلى جانب ما تتميز به الحلقات من نص قوي».
وأضافت «أجد روحي في (شلة دانة) التي أعيش معها منذ 2003، وفي الفترة الأخيرة انضم إليها الفنان سالم العيان ليقوم بدور جد دانة، وهو ممثل قدير قدم الكثير من الأعمال المميزة مثل (ريح الشمال)، و(عجيب غريب)، وأستفيد منه ومن خبرته كثيراً. وهناك أيضاً الفنانة أروى أحمد التي تقوم بشخصية (ريم) التي باتت تعد شخصية رئيسة في الشلة، من جانب آخر، ستشهد (شلة دانة) في العام المقبل تغييراً في التقنيات المستخدمة في تنفيذ الأعمال بطريقة (الثري دي)، لتصبح الرسوم أكثر عمقاً، مع تنفيذ تغييرات في ملامح دانة مثل الشعر والزي، وهي تغييرات تأتي نتيجة تواصلي مع طلبة المدارس وسماع مقترحاتهم حول العمل». وأضافت أن «شلة دانة» كعمل فني يتميز بمواصفات عالمية، بحسب ما ذكرت شركة فرنسية عرضته عليها، ومن المقرر أن يتحول إلى تقنية «اتش دي» ليتطور بما يتماشى مع تطور القنوات والتقنيات التي تستخدمها.