تراجع نسبة مشاهدة البرامج والمسلسلات والأفلام بعد بدء «كأس العالم»

«المونديال» يحرز هدفاً في مرمى دراما رمضان

صورة

يبدو أن المنافسة بين كأس العالم ودراما رمضان على استقطاب الجمهور والمعلنين لن تكون بالسهولة التي توقّعها كثيرون من صنّاع الدراما في العالم العربي، إذ كشف تقرير عن أنماط ونسب مشاهدة التلفزيون في دولة الإمارات عن ارتفاع معدلات المشاهدة في توقيت بث مباريات كأس العالم لكرة القدم بنسبة تراوح بين سبع و13%، وذلك خلال الأسبوع الأول من انطلاق البطولة.

وأشار التقرير الذي صدر عن مشروع قياس نسبة مشاهدي التلفزيون في دولة الإمارات (تي فيو)، وحصلت عليه «الإمارات اليوم»، إلى تراجع في نسبة مشاهدة قنوات الأخبار والأفلام والبرامج الترفيهية وحتى برامج الأطفال بنسب متفاوتة، فكانت البرامج الترفيهية هي الخاسر الأكبر في الصراع على الجمهور بنسبة تراجع 9.6%، تلتها الأفلام بمعدل 7.4%، وكانت المسلسلات الدرامية هي الضحية الثالثة لكأس العالم بنسبة تراجع في معدلات المشاهدة وصلت إلى 6%، كما تراجعت نسبة مشاهدة برامج الأطفال بنسبة 5%، بينما تراجعت مشاهدة الأخبار بنسبة 4.7%، وكانت البرامج الحوارية الأقل تراجعاً بنسبة 1.5%.

«العريس».. مؤجل

رفض الفنان المصري هاني رمزي عرض مسلسله الجديد «العريس رقم 13» في موسم رمضان بسبب تزامن مباريات كأس العالم مع شهر رمضان، وهو ما سيربك الجمهور، ويخفض نسبة المشاهدة للأعمال الدرامية.


جماهيرية «الساحرة المستديرة»

الساحرة المستديرة لديها من الجماهيرية ما يجعل منها تهديداً حقيقياً للدراما في الموسم الرمضاني الذي يحشد له صنّاع الدراما في العالم العربي أقوى إنتاجاتهم الفنية لعرضها خلاله؛ خصوصاً في ظل مؤشرات أخرى عالمية أعلنها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تشير إلى أن نسب مشاهدة البطولة هذا العام حطمت الأرقام القياسية للمشاهدة في الأعوام السابقة.


تأجيل

من المسلسلات التي تم تأجيلها كذلك مسلسل «مولد وصاحبه غايب» بطولة هيفاء وهبي وباسم سمرة، وكان من المقرر عرضه في رمضان الماضي ولكن المنتج محمد فوزي لم يحدد بعد موعد عرضه، ومسلسل «قطط المدينة» من بطولة عزت العلايلي وصابرين ومروة. ومن الأعمال السورية التي تم تأجيلها هذا العام أيضاً بسبب الصعوبات التسويقية مسلسل «العبور»، ومسلسل «حمام شامي»، وهما من إنتاج 2013.

من جهة أخرى حققت المواد الدينية ارتفاعاً لافتاً في نسبة المشاهدة بلغ 30%، تلتها البرامج الثقافية بنسبة 9.20%.

هذه الأرقام قد تمثل عامل حسم لكثير من الجدل الدائر حول الصراع بين كأس العالم ودراما رمضان هذا العام، ليبدو أن الساحرة المستديرة لديها من الجماهيرية ما يجعل منها تهديداً حقيقياً للدراما في الموسم الرمضاني الذي يحشد له صنّاع الدراما في العالم العربي أقوى إنتاجاتهم الفنية لعرضها خلاله؛ خصوصاً في ظل مؤشرات أخرى عالمية أعلنها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تشير إلى أن نسب مشاهدة البطولة هذا العام حطمت الأرقام القياسية للمشاهدة في الأعوام السابقة.

في المقابل؛ يعلق صناع الدراما والقنوات الفضائية التي تعاقدت على شراء مسلسلات هذا العام آمالهم على تحقيق نسبة مشاهدة عالية، أو في الإطار المعتاد، على عوامل عدة؛ أهمها أن الإعلانات يتم التعاقد عليها بشكل مسبق، ومن المؤكد أنها حصلت على حصة معلومة من هذه الإعلانات بشكل مسبق، لاسيما أن الإعلانات التي تعرض أثناء كأس العالم هي لمنتجات وشركات عالمية، ويظل هناك جانب كبير من المنتجات ذات الطابع الإقليمي أو المحلي تهتم بالعرض خلال الأعمال الدرامية في رمضان.

وتمثل المرأة عاملاً مهماً يراهن عليه صنّاع الدراما هذا العام، باعتبار أن النسبة الأكبر من متابعي وعشاق المسلسلات في العالم العربي من النساء، وهذه الشريحة لن تتأثر كثيراً بعرض مباريات كأس العالم. في حين يتمثل العامل الثالث في أن عدد المباريات التي ستعرض خلال شهر رمضان ضمن كأس العالم يقل كلما انتقلت المنافسات من مرحلة لأخرى، وصولاً إلى المباراة النهائية، فبعد أن كانت تتضمن ثلاث مباريات يومياً في الدور الأول، ستتناقص إلى مباراتين في اليوم، وتتخلل الجدول أيام توقف لا تجرى فيها مباريات، في المقابل اعتادت القنوات الفضائية على إعادة عرض ما تقدمه من مسلسلات في فترات أخرى من اليوم، وبالتالي يمكن للمشاهد أن يتابع العمل الذي لم يتمكن من مشاهدته لتزامنه مع واحدة من المباريات في أوقات إعادته. في حين تظل أعمال نجوم الدراما والأعمال الإنتاجية الضخمة تحتفظ بمكانة خاصة لدى الجمهور وأيضاً على الشاشات باعتبارها فرس الرهان الذي يمتلك الحظوظ الأكبر للفوز، بصرف النظر عن الصعوبات.

من جهة أخرى؛ يبدو أن البرامج الترفيهية التي كانت تجد في شهر رمضان رواجاً واضحاً ستكون هي الضحية الحقيقية للصراع الساخن بين كأس العالم والدراما في رمضان 2014، ولذا تظهر الخريطة الرمضانية المعلنة لغالبية القنوات العربية تراجعاً واضحاً في عدد البرامج الترفيهية فيها، مقارنة بأعوام سابقة كانت هذه البرامج تتمتع بجاذبية كبيرة دفعت كثيرين من نجوم الفن والرياضة للاتجاه لتقديم برامج رمضانية.

التخوف من سيطرة كأس العالم على جمهور الدراما كان دافعاً لإحجام عدد من صناع الدراما عن عرض أعمالهم، مثل الفنان والمنتج الكويتي عبدالعزيز المسلم الذي أعلن منذ أيام عن تأجيل عرض مسلسل «اللي ما له أول» الذي كان من المقرر على شاشة تلفزيون دبي، وتلفزيون الكويت، ليعرض بعد شهر رمضان، خوفاً من عدم حصول العمل على نسب مشاهدة كبيرة بسبب انشغال الجمهور، خصوصاً الشباب، وهم الفئة التي يخاطبها المسلسل، ويتحدث عن طموحاتهم وكيفية اقتحامهم مجال المشروعات الصغيرة.

وأوضح المسلم أن الإنتاج الضخم الذي تم توفيره للمسلسل يستحق أن يحصل على فرص عرض تتيح له الوصول إلى شريحة عريضة من المشاهدين؛ ولذا من الأفضل عرضه بعيداً عن موسم رمضان هذا العام. أيضاً رفض الفنان هاني رمزي عرض مسلسله الجديد «العريس رقم 13» في موسم رمضان بسبب تزامن مباريات كأس العالم مع شهر رمضان، وهو ما سيربك الجمهور، ويخفض نسبة المشاهدة للأعمال الدرامية. واضطر البعض إلى تأجيل عرض أعمالهم بسبب عدم توافر فرص إنتاجية مناسبة مثل مسلسل «مصطفى محمود»، أو لعدم قدرة صناع الأعمال على تسويقها للمحطات الفضائية مثل مسلسل «أسرار» ومسلسل «الوسواس».

تويتر