فضائيات تسعى إلى التنويع بين الخليجية والمصرية والشامية
دراما متعددة اللهجات في رمضان
دراما بكل لهجات العرب.. شعار ترفعه معظم القنوات الفضائية في رمضان، بعد أن كشفت «عملياً» عن اختياراتها بأولى الحلقات خلال الأيام القليلة الماضية، وعلى الرغم من أن اللهجة المصرية ظلت في الصدارة بالنسبة لكمّ المسلسلات، إلا أن المسلسلات الخليجية شكلت حضوراً بارزاً، في الوقت الذي تراجع فيه الحضور «الكمّي» للأعمال السورية.
ولم يأت تراجع الأعمال السورية بناء على معطيات فنية، أو حتى إنتاجية فقط، بسبب الأحداث في سورية، بل كان هناك توجه لبعض القنوات، في تجاهل تلك الأعمال، بشكل واضح، إلا أنها ظلت حاضرة رغم ذلك في قنوات أخرى.
المشاهد أولاً برّرت إدارات قنوات فضائية حرصها على عرض مسلسلات متعددة اللهجات على شاشتها برغبتها في إرضاء الأطياف المتنوعة من جمهورها، تحت شعار «المشاهد أولاً»، وهو الاتجاه الذي لم يقتصر فقط على القنوات المعروفة بهذا التنوع من الجمهور، بل دخلت تحت سياقه أيضاً قنوات كانت تصنف في نطاقها على أنها «محلية». وفي إطار الرغبة في تنويع المادة الدرامية، لجأت قناة «روتانا خليجية»، التي عرفت بأنها واحدة من أكثر القنوات عرضاً للأعمال الخليجية، إلى استقطاب مسلسلات مصرية على شاشتها، إذ تعرض القناة هذا العام، مسلسل «تماسيح النيل»، الذي يجمع هند صبري مع عدد من نجوم الدراما المصرية. علي الرميثي: المحتوى يحسم الجدل قال مدير تلفزيون دبي، علي خليفة الرميثي، إن محتوى الأعمال الدرامية المقدمة هو ما يجب أن يحسم الجدل، في انحياز أي قناة فضائية لعرض مسلسل بعينه من عدمه، مؤكداً أن المشاهد في النهاية قد ينحاز إلى لهجة ما، لكن الاختيارات الفنية للقناة يجب أن تظل ملتزمة بمعايير الجودة. وأضاف الرميثي لـ«الإمارات اليوم» أن «هذا لا يعني أن رغبات الجمهور هنا غير محسوبة، بل على العكس، هي مقدرة، ولها الأولوية، وتلعب دوراً رئيساً في اختيارات القناة، لكنها ليست الوحيدة، لأن الدراما التلفزيونية يجب ألا تسير وفق آليات استهلاكية، والتي تبرز في نطاق الدراما السينمائية بشكل واضح». ورأى الرميثي التنوع في لهجات الدراما المقدمة على شاشات القنوات الفضائية صحياً، وفي مصلحة تقديم وجبة درامية متنوعة تسهم في إثراء اختيارات المشاهد. |
التباين في لهجات المسلسلات لم يكن في إطار اللهجة الأساسية للمسلسل فقط، إذ تبدو من المعطيات الدرامية الأولية، أن ثمة أعمالاً ستجمع بين لهجات متعددة في وقت واحد، وهو نهج لم يكن سائداً أو منتشراً في الكثير من الإنتاجات الدرامية التي نشدت الانحياز إلى صفاء اللهجة، أو سيادة لهجة واحدة هي في الغالب لبلد الإنتاج.
التنويع في الوجبة الدرامية على أساس نوع الدراما نفسها، سواء كانت اجتماعية، رومانسية، تاريخية، وغير ذلك، لم يكن المعيار الأساسي، بقدر ما سعت القنوات الخليجية تحديداً، إلى التنوع على أساس لهجة المسلسل، وهو أمر يتضح محلياً من خلال الأعمال التي انتخبتها قنوات دبي وأبوظبي الأولى، وأبوظبي الإمارات، وكذلك قناة الشارقة، بل إن قناة «سما دبي» التي حافظت منذ انطلاقتها على عرض مسلسلات إما محلية أو خليجية، سعت إلى الاقتراب من تلك الصيغة، من خلال مسلسل خليجي يحتوي خطاً أساسياً للهجة المصرية، وهو مسلسل «خالي وصل»، الذي يضم إلى جانب الفنان الكويتي طارق العلي، الفنان المصري حسن حسني.
ومع استبعاد خيار الدراما السورية لدى بعض القنوات، طغت ظاهرة التنويع بشكل خاص لدى القنوات التي تعتبر أن بثّها موجه لجمهور عربي متنوع، أكثر من مراعاتها مشاهدها المحلي، بل إن قناة «روتانا خليجية»، التي ينتظر منها أن يكون محتواها «خليجياً» تماماً طبقاً لعنوانها، لم تغفل عرض أعمال درامية مصرية، وأنتخبت لدورتها البرامجية مسلسل «تماسيح النيل»، الذي يجمع عدداً من نجوم الدراما المصرية، منهم جميل راتب، وعماد رشاد، وجيهان قمرى، ومنة فضالي، ورجاء الجداوى، وغيرهم.
وعلى الرغم من خلو دورتها البرامجية الرمضانية للعام الثالث على التوالي من أي مسلسل سوري، فإن قناة دبي الفضائية حرصت على هذا التنوع، لكن في إطار مختلف ما بين اللهجة الخليجية البيضاء، والكويتية التي تسيطر على معظم الأعمال الخليجية، إلى جانب اللهجة الإماراتية، في الوقت الذي يلاحظ فيه حضور مميز للأعمال المصرية على شاشتها، إذ تنفرد القناة بعرض المسلسل الإماراتي «طماشة» في جزئه الخامس، وهو عمل إماراتي بالكامل، باستثناء مخرجه المحسوب على الدراما البحرينية مصطفى رشيد، ومعظم نجومه محليون.
وفي إطار اللهجة الكويتية يعرض تلفزيون دبي مسلسل «العافور»، للفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، فيما يأتي مسلسل «كعب عالي» في إطار اللهجة الخليجية البيضاء، أما اللهجة المصرية، فنصيب «دبي الفضائية» منها عملان، هما مسلسل «الاكسلانس»، الذي يجمع أحمد عز ونور ومادلين طبر ومنة فضالي وأحمد رزق، وغيرهم، ومسلسل «سجن النسا» للمخرجة كاملة أبوذكرى، ويجمع نيللي كريم والتونسية درة، وروبي ونهى العمرسي.
هذا التنوع تحافظ عليه أيضاً مجموعة القنوات التي تبثها شركة أبوظبي للإعلام، إذ تعرض أبوظبي الأولى مسلسلاً لبنانياً هو «اتهام»، الذي يأتي بمثابة بديل لحضور اللهجة السورية المتقلصة، التي تحضر أيضاً في عمل آخر على شاشة القناة نفسها، وهو مسلسل «حلاوة الروح»، الذي تدور أحداثه بين بيروت ودمشق، في الوقت الذي تعرض فيه القناتان مسلسلين إماراتيين، أحدهما تراثي، هو «حبة رمل»، والآخر كرتوني، وهو الجزء الثالث من «خوصة بوصة» لمبدعته، الكاتبة والمخرجة نجلاء الشحي.
التنوع على شاشة «أبوظبي الأولى» يكتمل بعدد من الأعمال المصرية، منها «السيدة الأولى» لغادة عبدالرازق، إلى جانب عدد من المسلسلات الكويتية، منها «للحب كلمة»، وهو تنوع حاضر أيضاً في قناة أبوظبي الإمارات التي تعرض المسلسل المحلي «بحر الليل»، وتسيطر على أحداثه اللهجة الإماراتية، إذ يجسد دور البطولة فيه الفنان جابر نغموش، إلى جانب الفنانة هيفاء حسين، فيما تعود اللهجة السورية للإطلالة عبر مسلسل «الغربال»، وتحافظ المصرية على وجودها من خلال عدد من الأعمال، منها «قصر عابدين» .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news