حارب: «فريــــــج» و«شعبية الكرتون» يجب أن يتوقــــفا
خرج المسلسل الكرتوني المحلي «فريج» من دورة «سما دبي» البرامجية هذا العام بهدوء ومن دون ضجة، وكأن الجمهور اعتاد عدم انتظام عرضه، مقارنه مع نظيره «شعبية الكرتون» الذي حافظ على إطلالته للسنة التاسعة على التوالي منذ بداية انطلاقته، على الرغم من أن شروطاً تعاقدية بين مؤسسة دبي للإعلام وشركة «لم تر بكتشر» المملوكة لمحمد سعيد حارب، كانت تقضي بعرضه هذا الموسم.
خلية نحل نفى محمد سعيد حارب أن تكون شركته «لم تر بكتشرز» من دون نشاط حقيقي بتوقف «فريج»، مضيفاً «من يزُرْ مقر الشركة في مدينة دبي للإعلام سيجدها خلية نحل، لأننا بصدد مشروع جديد يؤسس لجيل مختلف في إنتاج الكرتون عبر مسلسل تراثي موجه للأطفال، نستطيع أن نؤكد أنه نتاج لن يقل حرفية عما ينتج في ديزني». وتابع «سيتم الانتهاء من الجزء الأول من هذا المشروع في سبتمبر، وبناء عليه سأكون مستعداً للبدء في الجزء الجديد من مسلسل (فريج) في أكتوبر المقبل، حيث عادة ما تأخذ مرحلة الإعداد وطرح الأفكار نحو خمسة أشهر قبل بدء التنفيذ». ورأى حارب أن الموسم الخامس من «فريج» الذي تم عرضه العام الماضي كان الأفضل على الإطلاق، بعد أن تم الاشتغال بشكل أكثر حرفية على الصورة والنص معاً. الاشتغال على الخيال هو القيمة الكبرى المفقودة في صناعة الكرتون المحلي، حسب حارب، الذي أضاف «أعمالنا لا تزكي خيال المشاهد، خصوصاً الأطفال، لذلك سنجد خيال الأطفال مرتبطا بأعمال أجنبية، رغم أنه بالإمكان استلهام أعمال رائعة من معين تراثينا العربي والإسلامي». جماليات «خوصة بوصة» أبدى مبدع المسلسل الكرتوني «فريج»، محمد سعيد حارب، إعجابه بالجزء الثالث من مسلسل «خوصة بوصة» الذي يعرض على قناة أبوظبي ، مضيفاً «صار لشخصيات المسلسل جماليات أبعد من جزئه الثاني، واستطاعت أن تستفيد بشكل ملحوظ من تقنية الكرتون ثلاثي الأبعاد». وأضاف «لايزال أمام نجلاء الشحي مشوار طويل، فشخصيات العمل تحتمل الذهاب بالأحداث لأبعد من الجزء الأول، لكن ما أدعوها إليه أيضاً هو ألا تحصر إبداعها في مسلسل وحيد». ورأى أن مرحلة التجديد في صناعة الكرتون المحلي مرهونة بالمشروعات المتجددة، مضيفاً: «تحرض المشروعات الجديدة الخيال، وتدفع إلى الابتكار». |
حارب، الذي ردّ عدم تمكنه من إنتاج المسلسل في توقيته إلى مشكلات مرتبطة بجاهزية التمويل في موعد مناسب، أكد أن «فريج» سيكون على موعد جديد مع مشاهديه العام المقبل، لكنه أكد أن مسلسله يجب أن يتوقف قريباً، مضيفاً أن «فريج» و«شعبية الكرتون» «قدما كل شيء، والأفق أمامهما أصبح قصيراً للغاية، والحل من أجل فتح نافذة إبداع جديدة لمخرجيهما هو التوقف»، مضيفاً أن «أقصى مدى زمني يمكن أن يحافظا فيه على وجودهما، من دون أن يفقدا شعبيتهما، هو عامان».
فيما كشف مبدع «فريج» لـ«الإمارات اليوم» عن تجهيزه لمسلسل كرتوني تراثي بتمويل غير محلي، يتضمن أعمالاً متعددة الأجزاء، سيتم الكشف عن تفاصيلها خلال هذا الشهر، وقال إنه يتابع عروض مسلسلي «شعبية الكرتون» و«خوصة بوصة»، مضيفاً «ربما يكون هناك المزيد من الوقت أمام نجلاء الشحي، نظراً إلى أن عملها لايزال في دورته الثالثة، لكن الأمر يختلف بالنسبة لحيدر محمد».
في الوقت نفسه أبدى حارب إعجابه بالتطوير التقني الذي أدخله حيدر هذا العام، مضيفاً: «انتقال الشعبية من ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية، كان خطوة جديدة على أسرة العمل، وكذلك المشاهدون، العام الماضي، لكن في الجزء الجديد صارت الأمور أكثر أريحية، لكن في حقيقة الأمور تصورت أن شعبية الكرتون ستذهب أبعد من ذلك في مجال التقنية».
وحذر حارب كثيراً من انتهاج الأعمال الكرتونية صيغة «الدراما»، مضيفاً « تحول فريج من الكوميديا إلى الفانتازيا، ثم انتقل تدريجياً إلى عالم الدراما، على الرغم من أن القالب الكرتوني ليس وعاء مثالياً للدراما، والمخرجون الإماراتيون الذين دخلوا عالم الكرتون، لم يكن قصدهم أن تستدرجهم الدراما، وإلا لكانوا لجأوا إلى هذا المجال منذ البداية».
وتابع «هناك نحو أربعة أعمال كرتونية إماراتية، وهذا يعني أن هناك تشبعاً من هذا اللون، وبعد مرور هذا الوقت من انطلاقها، فإن بعضها لا مناص أمامه إلا أن يدخل تطويراً جذريا، لاسيما في الجانب التقني، في حين أن بعضها، بما فيها «فريج» عليه أن يتوقف، وهو ما سيسمح لمبدعيها بمزيد من تطوير أدواتهم».
وقال حارب إن أحد أهم إشكاليات الإنتاج الفني عموماً في الإمارات، وليس الكرتوني فقط، هو النص الجيد، مضيفاً: «ليس لدينا عقم في الأفكار، فالتواصل مع الجمهور في حد ذاته هو نواة لأفكار ثرية، كما أننا نؤمن بأن أسرة العمل المنسجمة والمتكاملة، كما الحال في (فريج)، قادرة على إنتاج أفكار خلاقة».
وحول ما يمكن أن يوجهه لمبدعي «شعبية الكرتون» حيدر محمد، و«خوصة بوصة» نجلاء الشحي، على اعتبار أنهما العملان الإماراتيان الأكثر متابعة حالياً، قال حارب: «تربطني علاقة صداقة حقيقية بحيدر ونجلاء، فحيدر رفيق درب منذ الانطلاقة، ونجلاء جمعني بها فريق (فريج) منذ الانطلاقة، لذلك أسمح لنفسي بأن أكون صريحاً معهما في رسالة مؤداها: يجب أن تدخل المشاهد بتلقائية في إحساس القصة، وعليكما تحاشي الوقوع في أفخاخ الدراما المحضة، كما أن التوقف يبقى الخيار الأفضل من التكرار، من أجل خوض تجارب جديدة».