كتّاب القصة والسيناريو والممثل الخليجي والمحلــي الأقل أجراً
دراما رمضان.. ميزانيات في جيوب النجوم
في الوقت الذي يشكو فيه الجمهور وصنّاع الدراما التلفزيونية ضعف المحتوى الدرامي، وندرة وجود نص جيد، أو ما يصطلح على نعته في الأوساط الفنية بـ«الورق الجيد»، فإن معظم جهات الإنتاج، سواء الرسمية التابعة لقنوات فضائية، أو غيرها من الشركات المملوكة لأفراد، لاتزال تلهث وراء النجوم، لاسيما في الأعمال الدرامية المعروضة حالياً، في ظل منافسة حامية على كعكة إعلانات تحرك الأحداث من وراء المشهد.
عقود الإعلانات التي تبرم أساساً بناء على نجاح كل قناة في استقطاب مسلسلات النجوم، هي الفيصل في هذه المعادلة، فيما تلعب التسريبات التي تقوم بها أقسام التسويق والعلاقات العامة دوراً في تأجيج المشهد، لاسيما في ما يتعلق بكلفة العمل، وأجور الفنانين، وهي في معظمها تبقى أرقاماً غير دقيقة، وتحتمل مبالغة، يغض الجميع الطرف عنها، بمن فيهم النجوم، باعتبارها طعماً لا يضر من أجل اصطياد المعلنين.
منتج «الإكسلانس»: نحن الأضخم قال مخرج ومنتج مسلسل «الإكسلانس» الذي يعرض على شاشة تلفزيون دبي، وائل عبدالله، إن العمل هو الأضخم إنتاجياً خلال الموسم الرمضاني الحالي، كاشفاً عن أن الكلفة الحقيقة للعمل هي 50 مليون جنيه مصري، أي ما يعادل نحو 26 مليون درهم. ونفى عبدالله نفياً قاطعاً أن تكون ثمة مبالغة في الرقم، الذي ذهب تسعة ملايين جنيه منه إلى أجر بطله أحمد عز، إضافة إلى أجور ممثلين آخرين، منهم أحمد رزق ومنة فضالي ونور ومادلين مطر. في المقابل، أبدى المنتج تحاملاً كبيراً على كاتب العمل، مشيراً إلى أنه تباطأ كثيراً في تسليم النص، على نحو أسهم في تأخير انطلاقة التصوير الذي لا يتوقع أن ينتهي منه قبل 23 رمضان، رافضاً الكشف عن أجر كاتب العمل. .. و«إم بي سي» تؤكد: «سرايا عابدين» الأضخم بدأت مجموعة إم بي سي الإعلامية حملتها الإعلانية للترويج لمسلسلها «قصر عابدين»، تحت فكرة رئيسة، وهي أنه العمل الأضخم في تاريخ الدراما العربية، وهي الفكرة نفسها التي أطلقتها أيضاً للترويج لمسلسلات رمضانية سابقة، أبرزها «عمر». ومن بين 55 مليوناً قالت المجموعة إنها ميزانية العمل، ذهب 17 مليوناً إلى أجر الفنانة يسرا، التي لاتزال بعيدة عن أجور أعلى في الدراما المصرية، يأتي في مقدمتها الزعيم عادل إمام الذي حصل على 33 مليوناً، ويحيى الفخراني، ونور الشريف الذي يغيب عن دراما رمضان هذا العام، وهي أرقام تكشف تدني أجور الممثل المحلي، الذي لايزال يعيش قناعة أن «الفن لن يطعمه خبزاً»، فيضطر لأن يظل ممثلاً «هاوياً» متمسكاً بالدوام الرسمي. فكرة الأضخم إنتاجياً ترافق برامج أيضاً، وليست مسلسلات فقط، وهو ما تحرص على إبرازه دعايات الكثير من القنوات الفضائية، في سباقها لاجتذاب المعلن، قبل المشاهد، وهو ما يبرز حتى في الدعاية لبرامج المقالب. |
وتحت عناوين تدعي أن هذا المسلسل أو ذاك هو العمل الأضخم إنتاجاً، تختفي التصريحات الرسمية في ما يتعلق بكلفة المسلسل، وأجور الفنانين، لدرجة أن معظم المؤتمرات الصحافية المرتبطة بالكشف عن الدورات البرامجية الرمضانية للقنوات الفضائية، لا يقبل فيه الرد على أي سؤال يتعلق بالميزانية، تحت ذريعة عدم كشف أمور قد تفيد القنوات المنافسة.
هذه المعطيات لا تحجب حقيقة أن أجور الفنانين في دراما رمضان تبقى هي العبء الأكبر على ميزانية العمل، وفضلاً عن اتجاه الكثير من الأعمال لإيلاء عناية قصوى بالديكور، سواء كان العمل تاريخياً مثل «سرايا عابدين»، أو معاصراً، مثل معظم الأعمال المعروضة، كما أن نشاط «سماسرة الفضائيات»، ووجود عمولات يتم دفعها لأشخاص من أجل تسهيل التعاقدات مع بعضها، من قبل شركات إنتاج، أدخل كلفة إضافية على ميزانية العمل، الباهظة بالأساس.
ومع ارتفاع أجور نجوم الدراما المصرية، وبدرجة ما عدد من نجوم الدراما السورية، خصوصاً من استطاع منهم أن يجد مكاناً له في الدراما المصرية، بقيت الدراما الخليجية في مرتبة أقل من حيث الكلفة الإنتاجية، بسبب تواضع أجور الممثلين الخليجيين، مقارنة بنظرائهم في الدراما المصرية خصوصاً.
وخارج المقارنة يأتي الممثل المحلي، الذي لايزال بعيداً عن المنافسة حتى في إطارها الخليجي، ويضطر لانتظار أعمال معدودة تنتجها مؤسسة دبي للإعلام، أو شركة أبوظبي للإعلام، تقيه البطالة الموسمية، وهي أعمال أيضاً تظل مرهونة بقدرة شركتين أساسيتين على تنفيذها، هما جرناس للإنتاج الفني، التي يملكها أحمد الجسمي، وظبيان للإنتاج الفني، المملوكة لسلطان النيادي.
وحسب أبرز ما تم الكشف عنه فإن كلفة إنتاج الدراما المصرية ارتفعت هذا العام لتتجاوز 200 مليون دولار (نحو 1.4 مليار جنيه مصري)، إذ يأتي الفنان عادل إمام في المرتبة الأعلى لأجور الفنانين، من خلال رصد 33 مليون جنيه، نظير أجره في مسلسل «صاحب السعادة»، وهو ما يعني أن أجره زاد بمقدار 10% عن العام الماضي، الذي تقاضى فيه 30 مليون جنيه، نظير تصويره لمسلسل «العراف»، ليقترب مجموع ما تقاضاه إمام في ثلاثة مسلسلات عُرضت بالتوالي خلال شهر رمضان على مدار مواسم ثلاثة إلى 100 مليون جنيه، وهو مبلغ كفيل بتأسيس شركة إنتاج تلفزيوني أو سينمائي عملاقة، في حين أن المسلسل نفسه بلغت ميزانيته 70 مليون جنيه، حسب تسريبات الشركة المنتجة، التي تظل تتحفظ على إصدار أرقام رسمية.
الترويج التسويقي لمسلسل «سرايا عابدين» اعتمد على فكرة أنه «أضخم إنتاج عربي»، بكلفة تصل إلى 60 مليون جنيه، وعلى الرغم من أن المسلسل يضم كوكبة من النجوم، مثل يسرا ونيللي كريم وغادة عادل وقصي خولي ونور، ولا يعتمد على فكرة النجم الأوحد، إلا أن الإصرار على خلق جماليات مشهدية تحاكي المسلسلات التركية، خصوصاً «حريم السلطان»، كان بمثابة الكلفة الموازية لأجور الفنانين المرتفعة في هذا العمل.
الديكور يشاطر النجم الأوحد أيضاً في كلفة إنتاج العمل عبر مسلسل «دهشة»، للفنان يحيى الفخراني، لاسيما أن العمل شهد إعادة بناء ديكور قرية، بعد أن التهمتها النيران قبل الانتهاء من التصوير.
صيت الأعمال السابقة نقل أسماء كثيرة إلى مصاف الأكثر مشاهدة في رمضان، منهم الفنانة غادة عبدالرازق التي قامت بنفسها بالترويج للمسلسل الجديد «السيدة الأولى»، في مختلف لقاءاتها الإعلامية منذ فترة طويلة، في حين أن المؤشرات تدل على تواضع اهتمام الجمهور به هذه العام، على الرغم من أن أجر الممثلة الرئيسة وصل إلى 15 مليون جنيه، من جملة كلفة المسلسل البالغة 40 مليوناً، منها خمسة ملايين أجر الفنان ممدوح عبدالعليم، في حين أن هيفاء وهبي اشترطت 14 مليون جنيه لتقوم ببطولة مسلسل «كلام على ورق».
قائمة الأجور المبالغ فيها تطول لتشمل مسلسل «جبل الحلال» الذي يقوم ببطولته الفنان محمود عبدالعزيز، رغم أن الشركة المنتجة بالأساس مملوكة لابنه محمد، الذي يشارك أيضاً في العمل، إذ وصلت كلفة إنتاج المسلسل إلى 35 مليون جنيه،15 مليوناً منها لمحمود عبدالعزيز، في مقابل 30 مليوناً لمسلسل «صديق العمر»، الذي بلغت كلفته 40 مليون جنيه، ذهب نحو 15 مليوناً منها لكل من جمال سليمان وباسم سمرة.
وما بين الكوميدي والأكشن والشعبي والعاطفي، يبقى الثابت الوحيد هو ارتفاع أجور الفنانين، واتكاء التسويق للعمل على اسم النجم في المقام الأول، وهو ما ينطبق على أعمال منها «الإكسلانس» الذي يلعب دور البطولة المطلقة فيه أحمد عز، إلى جانب أحمد رزق ونور مادلين طبر، ومسلسل «سجن النسا» لنيللي كريم، وكلاهما يعرضان على تلفزيون دبي، ومسلسل «فيفا أطاطا» للفنان محمد سعد، و«دلع البنات» لمي عزالدين التي تقاضت سبعة ملايين جنيه من العمل الذي بلغت ميزانيته 27 مليون جنيه، معظمها ذهبت لأجور الفنانين، إذ يشارك في العمل أيضاً كنده علوش وسمير غانم وسعد الصغير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news