«التصميم للأمل».. أزياء لأهداف إنسانية

يسدل الستار اليوم، على فعاليات المعرض الخيري (التصميم للأمل)، الذي انطلق أول من أمس، في نادي دبي للسيدات، وهو المعرض المقام بتوجيهات من سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، دعماً لحملة «سقيا الإمارات»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مطلع شهر رمضان المبارك، بهدف توفير المياه الصالحة للشرب إلى خمسة ملايين شخص في البلدان التي تعاني شح المياه.

وشارك في المعرض، الذي شهد نجاحاً لافتاً منذ اليوم الأول، 16 دار أزياء إماراتية كبيرة، طرحت كل واحدة منها مجموعة كبيرة من القطع، سيعود ريع مبيعاتها بالكامل لدعم حملة «سقيا الإمارات»، مساهمة من المصممات، والنادي، والرعاة.

شعار

قالت رئيسة نادي دبي للسيدات، لمياء عبدالعزيز خان، إن شعار الحملة، الذي اخترنا أن يكون على شكل «غالون المياه الأصفر»، والمعروف باسم «جيركن»، هو ما تستخدمه الفتيات منذ عمر 13 عاماً في إفريقيا لجلب الماء وحمله فوق ظهورهن، بأوزان تزيد على 20 كيلوغراماً، متنقلات من قرية إلى قرية، بهدف سقاية عائلاتهن، موضحة أن اختيار هذا الشعار يحمل رسالة تتمحور حول أهمية المرأة ودورها وعطائها في جلب الحياة لأسرتها.

وقالت رئيسة نادي دبي للسيدات، لمياء عبدالعزيز خان، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الأفكار والمبادرات التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تلهمنا دائماً للخروج بمبادرات تقع تحت مظلة حملات سموه الرئيسة، ومن هنا وبتوجيهات من سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، أطلقنا فكرة هذا المعرض الخيري، الذي نقيمه للسنة الثانية على التوالي، لما شهدناه من نجاح في العام الماضي»، مضيفة أن مثل هذه المبادرات تنطلق «حرصاً منا على أن نكون موجودين ومبادرين في كل ما يسهم في دعم المسؤولية المجتمعية، وتعزيز تفاعل المجتمع النسوي».

وبينت خان أن النادي يحرص على إشراك النساء وسيدات المجتمع في مثل هذه المبادرات، لافتة إلى أن النادي «بإمكانه التبرع مباشرة لدعم الحملة، إلا أننا ومن خلال هذه المبادرات نرفع سقف الدعم، ونعين على تعزيز دعم النساء في المجتمع، وتفعيل الشعور بالمسؤولية المجتمعية بينهن، ما يعطي للمبادرة أبعاداً أخرى كثيرة».

وأضافت أن النادي حرص على اختيار مجموعة معروفة وشهيرة من العلامات التجارية الإماراتية، التي عادة ما تحظى بإقبال شديد بين النساء، «كما أن تصاميمها تتميز بالجودة والقيمة العالية، بينما نقدم هذه القطع التي عادة ما تكون أسعارها مضاعفة وأكثر، بسعر 1000 درهم فقط، حرصاً منا على أن نستقطب أكبر عدد من الزوار، وهذا ما حصل، إذ اضطررنا إلى فتح أبواب المعرض قبل ساعة ونصف الساعة من الموعد الفعلي، بسبب تزاحم الزوار على مدخل المعرض».

يشار إلى أن انطلاق المعرض حضرته المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة نائبة رئيسة نادي دبي للسيدات، منى غانم المري، وعدد كبير من الشخصيات والمصممات وعضوات النادي.

من ناحيتها، قالت مريم المدفعي، (صاحبة علامة 1001 للتصميم المشاركة في المعرض)، إنها وشريكتها صفاء العور، تحرصان دائماً على الاقتداء بالمبادرات التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مضيفة «تزودنا أفكار سموه بمبادرات تعيننا على المساهمة في خدمة المجتمع، وكان هذا المعرض الخيري فرصة لنا لنكون جزءاً من الحدث المميز»، مشيرة إلى أنها وشريكتها قدمتا 20 قطعة من العباءات والقفطانات وقطع البشت، وجميعها من المجموعة الجديدة للدار.

وذكرت المدفعي أن «المرأة دائماً ما تميل إلى أن تكون أكثر تفاعلاً مع المبادرات الإنسانية، كما أن مثل هذه المبادرات الخيرية هي فرصة لنا لأن نكون فاعلين ومساهمين في المجتمع داخل الدولة وخارجها».

بينما أعربت المصممة الإماراتية عبير السويدي، (صاحبة العلامة التجارية التي تحمل اسمها)، عن سعادتها الغامرة للمشاركة في الحدث، مضيفة «رغم أنني أشارك للمرة الأولى في مثل هذا التجمع الخيري، إلا أنني سعيدة جداً بالمبادرة، ولم أتردد في الموافقة على مثل هذه المساهمة الطيبة، وقد قدمنا 45 قطعة تتنوع بين قفطانات وعباءات مسائية ويومية، فنحن نحتاج لأن نسهم في مثل هذه الحملات والمبادرات قدر الإمكان».

هذا، وتشارك المصممة الإماراتية لمياء عابدين، التي بيعت جميع قطعها في اليوم الأول، إلى جانب المصممة الإماراتية مريم السليج، للسنة الثانية في المعرض الخيري إلى جانب طفلتها جنى عباس، البالغة من العمر خمس سنوات، والتي حرصت على مساعدة والدتها وتقديم قطع الكعك المصممة خصيصاً للحدث إلى الزوار.

وقالت عابدين إنها سعيدة، كونها تسهم للمرة الثانية في الحدث الذي لقي نجاحاً أكبر هذا العام، والعمل على مبادرات تصل إلى دول العالم البعيدة المحتاجة. وقالت إن «الماء يساوي الحياة، وأجد صعوبة بالغة في تخيل أولئك الذين يعيشون حياتهم يومياً مهددين بالموت بسبب تلوث المياه، وأنا ممتنة لقادتنا الذين يبادرون في التفكير نيابة عنا، ودفعنا لأن نكون مساهمين معهم أيضاً»، مشيرة إلى أنها تحرص على إشراك طفلتها في مثل هذه المبادرات، لزرع وتنمية جانب المسؤولية المجتمعية لديها، لافتة إلى أنها أسهمت بـ40 قطعة متنوعة نفدت بالكامل قبل انتهاء اليوم الأول من المعرض.

من جانبها، أوضحت صاحبة العلامة التجارية والمديرة الإبداعية لدار أزياء موزان، رفيعة بن دري، «أن مثل هذه المبادرات تعيننا على أن نشعر بأن للتصميم أهدافاً سامية وإنسانية يمكن أن تسهم في دعم المحتاجين»، مقدمة شكرها الجزيل لنادي دبي للسيدات، الذي قام بتنظيم وترتيب وتحضير مثل هذا الحدث «الذي سهل علينا المبادرة والعطاء».

وذكرت أن «كل قطعة بيعت في المعرض أسهمت في توفير المياه النظيفة الصالحة للشرب لـ40 شخصاً، وهو ما يجعل زيارة مثل هذا المعرض واجباً إنسانياً لا يمكن تجاهله، خصوصاً أن جميع العباءات المقدمة للمعرض ذات قيمة أكبر بكثير من المبلغ المطلوب».

الأكثر مشاركة