خطوط خالدة وتكوينات ألوان في «رمضان الشارقة»

نظمت إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، في إطار أنشطة برنامج «رمضان الشارقة»، أول من أمس، محاضرة بعنوان «خطوط خالدة»، ألقاها مدير مركز الشارقة للخط العربي، الخطاط محمد فاروق الحداد، وورشة تكوينات ألوان مائية، بإشراف مدرس الرسم والغرافيك (الحفر)، في معهد الشارقة للفنون، الفنان سلطان تيسير صعب.

استهل الحداد محاضرته بالحديث عن نشأة الخط العربي، مشيراً إلى أن الخطوط المعروفة اليوم، هي الخط الحجازي الذي كان يكتب به في المدينة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تطور هذا الخط وتحسن على أيدي أهل الكوفة، لذلك سمي الخط الكوفي، ومنه نشأت جميع الخطوط.

وقال إن «ما يطلق عليه الخطوط الخالدة هي الخطوط التي صمدت عبر الزمن، وظل الخطاطون يستعملونها في كتاباتهم، فقد عرف فن الخط العربي عبر مسيرته الطويلة مئات الأنواع من الخطوط، لكنها اندثرت كلها، ولم يبق منها سوى عدد قليل، ويمكن أن نحصي اليوم سبعة أنواع من الخطوط لاتزال تستعمل منذ القرون الماضية إلى اليوم، وهذه الخطوط هي: الثلث والنسخ والديواني والرقعة والفارسي والكوفي والقيرواني، وقد استطاعت أن تتجاوز الزمن لإمكانياتها الجمالية ومرونتها وقدرتها على الاستجابة للحاجات المتجددة».

وأضاف أن الخط الكوفي هو أقدم الخطوط العربية وأعرقها، وهو خط يابس هندسي زخرفي مرن يقبل الزوايا، وله أنواع كثيرة. وعن النسخ، أفاد الحداد بأنه أحد أجمل وأوضح الخطوط العربية، ويتميز بوضوح صور حروفه، واكتمال تشكيله؛ ما يسهّل عملية القراءة ويضمن سلامة النطق، لهذه الخصائص اصطفاه الخطاطون لكتابة المصحف الشريف حتى صار مختصاً به، وأصبح خط القرآن دون منازع.

وبخصوص خط الثلث؛ أشار الحداد إلى أنه أنه من أجمل الخطوط وأصعبها، ويحتاج إلى إتقان تام وإجادة، وإتقانه مناط البراعة بالنسبة لأي خطاط، ولا يعتبر الخطاط فناناً ما لم يتقن خط الثلث، لأن حروفه كبيرة وتمتاز بقابليتها للتركيب وصناعة الأشكال الهندسية والتصويرية.

أما الخط الديواني فيسمى، حسب الحداد، الخط السلطاني، وتمتاز حروفه بالطول والاتساع والميل والانحناء والارتفاع؛ ومنه أيضاً الخط الديواني الجلي، وهو لين سهل تملأ فراغاته بالتشكيل والزخرفة.

ولفت الحداد إلى أن الخط القيرواني نوع من الخط الكوفي نشأ في مدينة القيروان في تونس بالقرن السابع الهجري، ومنها انتشر في بلاد المغرب العربي والأندلس، ويطغى عليه الطابع الهندسي.

وتم خلال ورشة تكوينات ألوان مائية تنفيذ وإنتاج مجموعة من الأعمال تخص المشاركين، الذين بلغ عددهم 23 مشاركاً من جنسيات مختلفة.