متحف 11 سبتمبر «يتذكر لون السماء في ذلك اليوم»
ربما كان متحف 11 سبتمبر التذكاري الوطني، الذي يقع على عمق 20 متراً تحت الأرض، وتحيطه جدران خرسانية وصخور قبيحة المنظر، أحد أكثر المتاحف كآبة في العالم.
والهدف من إقامة المتحف، الذي يخلد ذكرى ضحايا الهجمات الإرهابية، التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 بنيويورك، هو أن يكون مكاناً للتعبير عن الحزن، وإحياء الذكرى، وبعث الأمل، ومع ذلك أصبح هذا المتحف أيضاً موقعاً مثيراً للجدل.
وقال المتحدث باسم المتحف، أنطوني جويدو، إننا «سعينا لإعطاء وجه ملموس يذكرنا بالهجوم الإرهابي، لقد أسفر الهجوم عن سقوط 3000 قتيل، وهذا يثير الصدمة، وفي الوقت نفسه يمثل هذا العدد رقماً مجرداً، فالضحايا هم أمهات وآباء لم يعودوا إلى منازلهم مرة أخرى، أو أولاد وبنات لم يتصلوا بذويهم بعد ذلك على الإطلاق، أو رجال إطفاء كانوا يريدون مجرد تقديم المساعدة».
موقع مثير للجدل المتحف مكان للتعبير عن الحزن، وإحياء الذكرى، وبعث الأمل، ومع ذلك أصبح أيضاً موقعاً مثيراً للجدل. وتذكِّر عربة الإطفاء، ذات السلم الملتوي، بتضحيات 343 إطفائياً قتلوا في الحريق، والحطام الذي رافق انهيار البرجين. ويتمكن زوار متحف «11 سبتمبر» من الاستماع إلى تسجيلات صوتية، تجعلهم يعيشون اللحظات الأخيرة لركاب الطائرة التي تحطمت في حقل في بنسلفانيا، قبل تحطمها. |
ومنذ أن تم افتتاحه، في مايو الماضي، اجتذب المتحف أكثر من 900 ألف زائر، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى المليون بحلول الذكرى الـ13 للهجمات غداً.
واستعداداً لإحياء ذكرى الهجمات، تم الكشف يوم الأحد الماضي عن معرض جديد داخل المتحف، لتوثيق العمليات التي جرت طوال عام كامل، لتعقب أسامة بن
لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، الذي كان العقل المدبر للهجمات على نيويورك.
ومن بين المعروضات داخل المعرض: قميص كان يرتديه أحد أفراد فريق مشاة البحرية الأميركية، الذي قتل بن لادن بغارة شنت في باكستان عام 2011.
ومن المقرر أن يغلق المتحف أبوابه في ذكرى الهجمات.
ومن بين المعروضات جزء فني يعرض 2983 قطعة من الورق معلقة على حائط بالمتحف، وكل قطعة ملونة بدرجة مختلفة من اللون الأزرق، وتمثل أحد الضحايا.
وهناك قطعة من ابتكار الفنان سبنسر فينش المقيم بنيويورك، ويطلق عليها اسم «محاولة تذكر لون السماء في صباح ذلك اليوم من سبتمبر».
ويتم عرض صور بالفيديو للضحايا في إحدى غرف المتحف على شاشة، كما توجد في أماكن أخرى صور تمثل وجوه الضحايا، وبعض هذه الصور تظهرهم وهم يضحكون كما لو كانت قد التقطت لهم أثناء قضائهم عطلة، وفي صور أخرى تبدو الوجوه جادة لأنها التقطت لاستخدامها كوثائق رسمية مثل الحصول على رخص للقيادة، وهذا التنوع هو الذي يجعل المعرض يتمتع بروح إنسانية وفي الوقت نفسه يعبر عن أشياء ملموسة.
وعلى الرغم من اهتمام الجمهور بالمتحف الذي يجتذب زواراً من مختلف أنحاء العالم، إلا أن المتحف الذي بلغت كلفته 700 مليون دولار كان محلاً للجدل حتى قبل افتتاحه.
فقبيل الافتتاح تم وضع أجزاء من رفات عدد من الضحايا يبلغ عددهم 1115 ضحية، والذين لم يتم حتى الآن التعرف إلى هوياتهم في مكان تحت أرضية المتحف، وهو ما أثار احتجاج العديد من أسر الضحايا باعتباره إجراء يفتقر إلى احترام الموتى.
كما تم توجيه الانتقاد إلى رسوم دخول المتحف، التي تبلغ 24 دولاراً، وتم أيضاً التساؤل بشأن ذوق السلع التي تباع في المكتبة الملحقة بالمتحف، وتمثل تذكارات للهجوم الإرهابي، وتشمل أربطة عنق وحافظات للنقود وقبعات ومظلات.
وقال مدير المتحف، جو دانيلز، رداً على هذه الانتقادات «إننا لا ندعي أننا نفعل كل شيء بشكل مثالي، ونحن نقبل النقد».