«آرت هب» يحوّل مخلّفات النفط إلى أشكال فنية

يسعى مشروع أبوظبي Art hub، وهو أول مجمع تشكيلي للفنان المقيم في العاصمة الإماراتية، إلى التفرد بكل ما هو جديد ومميز في الحياة الفنية والثقافية، ليس محلياً فقط بل عربياً وعالمياً أيضاً. ويجمع المشروع بين الفن كفكر إنساني وبين الحلول المجتمعية والبيئية التي تساعد أبناء المجتمع المعاصر على تذوق الفنون بطريقة خاصة، تجمع بدورها بين الفائدة والمتعة في آنٍ معاً.

لـ«آرت هب» مقران اثنان، واحد في منطقة المصفح بأبوظبي، وآخر في ليوا بالمنطقة الغربية، حيث يعمل هناك مجموعة من الفنانين العرب والأجانب على «مهرجان فنون إعادة التدوير»، في قطاع النفط والغاز، يأخذون القطع الخام من مخلفات هذه الصناعات ويحولونها إلى أشكال فنية في غاية الإبهار والجمال، تجعل الآخرين يقفون متأملين مذهولين أمامها، متسائلين كيف يمكن لهذه الأشياء التالفة والمتشظية أن تشكل تحفة فنية بهذه الروعة.

وفي مشاركته للمرة الأولى في المعرض الدولي للصيد والفروسية أبوظبي 2014، من خلال جناح يعكس نمط هذا المشروع الفني المتكامل، يعرض «آرت هب» جزءاً بسيطاً من مهرجان إعادة التدوير، ليعرّف زوار المعرض بالأفكار التي يطوّرها فنياً وثقافياً، ويدعوهم إلى زيارته في مقراته الرئيسة خارج رقعة الحدث، موزعاً النشرات والصور والبروشورات التي تحكي قصة نشأته، وتمنحهم المعلومات الكافية سواء للمشاركة في فعالياته أو حتى لمجرد الاطلاع. ويقول صاحب المجمع، الإماراتي أحمد اليافعي «نعطي في جناحنا على أرض المعرض فكرة عن مشروع (مهرجان فنون إعادة التدوير) بثيمته الرئيسة (أنماط الوحدة)، والذي عمل فيه 26 فناناً وفنانة من داخل الإمارات وخارجها، مقدمين 160 عملاً فنياً، ترجم فيها كل فنان على حدة روحه وطريقته في العمل، لذا يمكن للزائر أن يكتشف أن ثمة موضوعاً واحداً يجمع بين كل القطع الفنية المعروضة، إلا أن الأسلوب الفني فيها يختلف حقيقةً». ويضيف: «من خلال مهرجاننا هذا، نفتح المجال أمام الإبداع للاستفادة من أشياء نصادفها يومياً في حياتنا، ونظن أن عمرها قد انتهى ولا فائدة منها، وهنا ندخل في موضوع المفارقة التي تمزج بين القبح والجمال، بين المادة والفن».

ووقف كثير من الزوار أمام القطع الفنية الموجودة في جناح «آرت هب» في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، متسائلين بحيرة عن كيفية التصنيع وعن روح الفكرة الأساسية. واستوقفهم على وجه الخصوص ذلك الشكل الحيواني الضخم الذي يظهر مباشرةً في مقدمة الجناح، وقد احتل الجزء الأكبر من مساحته، وهو عبارة عن عمل فني للفنان العراقي الأميركي محمد سعدون، البروفيسور في جامعة الإمارات، استوحى فكرته من البيئة الإماراتية، واستخدم لتصنيعه قطع سيارة قديمة كانت تالفة وغارقة في الرمل وسط الصحراء.

الأكثر مشاركة