«إعلاميات في مواقع القرار»: المرأة قادرة على التحدي
أكدت مشاركات في الجلسة الثالثة لملتقى الفجيرة الإعلامي الخامس، أمس، والتي حملت عنوان «الإعلام النسوي في مواقع القرار.. خبرات وآفاق»، قوة المرأة وقدرتها على تخطي العراقيل، وتحدي الصعوبات، جنباً إلى جنب مع الرجل، وشكلت مداخلاتهن «اتحاداً نسوياً قوياً»، في سبيل مناصرة المرأة العربية ودعم حقوقها.
دورات أطلقت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الدورة الأولى من الملتقى عام 2010، بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا (مقر الفجيرة)، نظراً للحالة الإعلامية النشطة التي تشهدها إمارة الفجيرة، ووجود عدد كبير من كليات الإعلام المتخصصة وللإسهام أيضاً في التعريف بالمشهد الإعلامي العربي والدولي. وجاءت الدورة الأولى تحت شعار: «الإعلام.. تغطية للأحداث أم صناعة لها»، في حين حملت الثانية في العام التالي عنوان: «الإعلام الجديد في عالم متغير». وناقشت الدورة الثالثة التي أقيمت عام 2012 موضوع «الإعلام والترجمة»، أما الرابعة في 2013 فقد انشغلت بموضوع «الإعلام بين المصداقية والتضليل». وشارك في هذه الدورات الأربع مجموعة كبيرة من أبرز العاملين في مجال الإعلام العربي والدولي، أسوة بالدورة الحالية.
جهود وعوائق تم اختيار موضوع «المرأة والإعلام.. الصورة الأخرى» للدورة الحالية، نظراً للدور الحيوي الفاعل للمرأة في وسائل الإعلام، وأهمية تسليط الضوء على الجهود المبذولة من قِبَلها، والعوائق التي تعترضها. وتمت استضافة الشاعر العربي فاروق جويدة، من مصر، في أمسية شعرية مسائية، في ختام اليوم الأول. |
مثلت افتتاحية الجلسة لرئيس تحرير جريدة الغد الأردنية اليومية، جمانة غنيمات، مثالاً حياً لمناصرة المرأة، بناءً على تجربة شخصية جسّدت مسيرة الإعلامية غنيمات، التي بدأت عام 1999، وعينت لاحقاً أول رئيس تحرير لصحيفة يومية في الأردن، لتكون «من القليلات اللاتي يرأسن تحرير صحيفة في الوطن العربي».
وأشارت غنيمات إلى أن «التحديات لا تشكل حجر عثرة في طريق المرأة القادرة على العمل والعطاء، الأمر الذي تبرهن عليه تجربتها الحالية في رئاسة تحرير جريدة يومية، تضم نحو 300 موظف، وتواجه فيها تحديات بشكلٍ مستمر، إلا أنها تنجح في تخطيها ببذل مجهودات أكبر، تعكس قدرة المرأة على العطاء حالها حال الرجل، لاسيما حينما يكون الإيمان بذلك موجوداً وحاضراً بقوة».
وشددت على أن التحديات التي تجابهها كرئيس تحرير «مثلها مثل تلك التي يجابهها الرجل، إلا أنها بحاجة إلى مجهود أكبر في سبيل مواجهتها، لتغيير الصورة النمطية للمرأة، فعلى المرأة أن تفكر كامرأة، وتعمل بقوة الحصان».
وحول التحديات، أوضحت غنيمات أنها «تمثلت في تحدي إدارة فريق العمل، الذي يضم مجموعة واسعة من العاملين في تخصصات مختلفة، هذا إلى جانب تحدي القدرة على الاستمرار في ظل الاكتساح التكنولوجي الكبير والحديث، الدائر حول انتهاء الصحافة الورقية وبروز الإلكترونية، لاسيما في ظل ارتفاع الكلفة، واستطعت بالمجهود الجماعي وجودة المضمون وتنوعه تخطي ذلك برفع نسبة الإعلانات بشكل ملحوظ».
وتابعت: «إضافة إلى تحدي حق الحصول على المعلومة، رغم وجود قانون يكفلها، إلا أنه غير نافذ ومطبق، ومن أجل ذلك يبذل فريق العمل في الجريدة، إلى جانب مجلس إدارة التحرير، جهوداً مضنية، وعليه للأسف تعرض للكثير من الضغوط وصلت إلى حدود قاسية، إلا أننا كذلك نجحنا في تجاوزها في سبيل تجسيد شعارنا المتمثل في حق الحصول على المعلومة والحرية».
وأضافت غنيمات: «استطعت، وتستطع كل امرأة إعلامية، مجابهة التحديات إذا ما كانت تؤمن بقدراتها على تحقيق ذلك، وكانت تحمل من الجدية ما يكفي للقيام بذلك، وآمنت برسالتها المهنية».
حديث مديرة نادي دبي للصحافة، منى بوسمرة، في الجلسة التي أدارتها الإعلامية في الإذاعة اللبنانية، سوزان هيكل، جاء مشابهاً لحديث غنيمات، إذ شددت بوسمرة على قدرات المرأة وإمكاناتها الكبيرة، دون التقليل من قدرات وجهود نظيرها الرجل.
وقالت: «تملك المرأة قدرات كبيرة تؤهلها للعمل جنباً إلى جنب مع الرجل، وتؤهلها وبجدارة لتغيير الصورة النمطية لها، الأمر الذي تؤكده تجارب نسائية قيادية في الإمارات في مجالاتٍ شتى، إذ سطرت إنجازات كبيرة غدت نماذج مميزة يقتدى بها وتحتذى». وأوضحت أن «حب المرأة للعمل في المقام الأول وقدرتها على الإبداع والكفاءة، جعلاها في مضمار المنافسة مع الرجل بقدرات كبيرة، نجحت في تحويلها إلى أعمال وإنجازات فريدة، ويقف فريق عمل نادي دبي للصحافة، الذي تبلغ فيه نسبة النساء النصف، خير دليل وشاهد على ذلك؛ إذ نجح في إطلاق أعمال ومبادرات حظيت بأصداء واسعة محلياً وعربياً، ومن أبرزها برامج عمل جائزة الصحافة العربية، التي تضم في كل عام جديداً مختلفاً ومميزاً». وشددت بوسمرة في إجابتها عن سؤال أحد الحضور على هذا الحب، قائلة «المرأة لديها حب كبير للعمل يفوق الرجل، وأنا أتحمل كلامي هذا».
في الاتجاه ذاته؛ جاء حديث مديرة العلاقات الدولية في تلفزيون «زيد دي إف» الألماني، دوغمار سكوباليك، مناصراً للمرأة، ومؤكداً أهمية توافر الكفاءة في العمل الإعلامي، وعدم الاعتماد على الشكل الخارجي، الذي لا يمكن أن يكون بديلاً عن المضمون الجيد.
أما المتخصص في الإعلام النسوي، الدكتور طلال طعمة، فتحدث بشكلٍ أكبر عن المجلات النسوية، ودور الصناعة الربحية فيها.
يذكر أن جلسات اليوم الثاني والأخير من ملتقى الفجيرة الإعلامي، قدمت كما يومه الأول، تجارب ناجحة للمرأة في العمل الإعلامي، الأمر الذي تجسد بوضوح في جلسة «تجارب من الميدان»، إلى جانب الجلسة الختامية «شهادات في الريادة والتميز»، التي قدمت نماذج مميزة للإعلاميات العربيات، من خلال متحدثاتها كأول مذيعة سعودية نوال بخش.
وكان الملتقى انطلق، أول من أمس، في فندق كونكورد بالفجيرة، برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وبحضور الشيخ راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.