بسيم الريس.. في الإجازة تضيع بوصلتي
يعتبر يوم الجمعة في حياة التشكيلي بسيم الريس، اليوم الذي يضيع فيه البوصلة، إذ لا يوجد لديه الكثير من الأنشطة التي يقوم بها، بالإضافة الى أنه يتمتع بعمله خلال الأسبوع إلى حد أنه يشعر بالضيق من الفراغ في يوم الإجازة، فهو ليس معتاداً على الاستجمام والراحة، ولا يحب العطلة.
يبدأ نهار الجمعة لدى الريس صباحاً مع فنجان من الشاي، يحرص على تناوله قبل فنجان القهوة، بينما يجتمع في فترة ما بعد الظهر مع أصدقائه في المقهى، فيتحدثون في أمور الحياة كافة. أما العمل في المجال الإبداعي، فبالنسبة إليه هو آلية لا تتوقف، فهو لا يأخذ وقتاً محدداً، ولا زمناً معيناً، علماً أنه يرى أن انضباطه قد يكون افضل، ولكنه لا يستطيع أن يلجم الفكرة في أي وقت، الأمر الذي يجعل الفن والكتابة المحركين الأساسيين لحياته. وبما أن الريس يجمع بين الرسم والكتابة، فإنه يميل الى الرسم مع ضوء الصباح، والكتابة في المساء. يحب بسيم الريس الموسيقى، ويميل الى الاستماع للموسيقى التي تمنح المرء الطاقة، ويشعر أنها تحرك أعصابه، يحب الأغاني الجبلية، التي فيها موسيقى صاخبة وآلات الطبل والزمر، بينما يميل في أوقات أخرى الى الاستماع للصمت، فيرى فيه فرصة لتنظيف السمع والبصر. هذه الرغبة في «الاستماع للصمت»، قد تترافق عند الريس مع رغبة في الابتعاد عن القراءة ايضاً، التي يتعمد تركها لفترة قد تصل الى شهور، فيبتعد عن صخب العالم. يطلق الريس على هذه الفترة من حياته عنوان فترة التأمل، التي يعود من بعدها الى الاستمتاع بالطبيعة. يصف الريس نفسه بأنه شخص اجتماعي، فهو يحب التواصل مع كل الذين يعرفهم، ويرى أن الخسارة الإنسانية هي أكبر خسارة يمكن ان تزعجه، فيحمل هذا الثقل على أكتافه، ولا يرمي السنين التي أمضاها مع أي شخص احتراماً للزمن.
سفر
يحب بسيم الريس ممارسة الرياضة والسباحة، الا أن أسفاره الكثيرة في الفترة الأخيرة، أبعدته عن ممارسة هذه الأنشطة، بسبب التنقل الكثير وعدم الاستقرار في البلد لفترة طويلة. ولكن يعتبر اسعاد الآخرين من أكثر الأمور التي يحب القيام بها، اذ يعتبر ان الوقوف بجانب الآخرين وتقديم أي شيء يمكن أن يسعدهم مهما كان معنوياً وبسيطاً يولد لديه سعادة قصوى.
بداخلي مخرج
يشعر بسيم الريس بأنه الى جانب الكتابة والرسم، بداخله مخرج، وقد أخرج فيلماً قصيراً عام 2010، وتحدث فيه عن الدمار والحرب، علماً أنه أنجزه قبل وقوع الأحداث في سورية. وأكد أنه يقوم اليوم بكتابة السيناريو، ويرى ان الإخراج يجب ان يأخذ حيزه الحقيقي في حياته. ورأى أن الاختلاف بين الرسم والكتابة والإخراج، يكمن في ان الأخير يعتبر لغة شاملة تجمع بين الكتابة والصورة والموسيقى، في حين أن اللوحة تبقى صامتة، والكلمة تعبير عن صورة.
تكيف مع المحيط
يعتبر الريس أن تكيفه مع المحيط الخارجي من أبرز السمات في شخصيته وحياته، وهو الأمر الذي يجعله بعيداً عن المشكلات أو حتى الأزمات، إذ يستطيع ان يتكيف مع كل الظروف، فيتناول الطعام على الرصيف أو في مطعم خمس نجوم، ولا يشعر بأنه منزعج أو يفضل احدهما على الآخر، كما يتعاطى مع كل أنواع البشر. ورأى هذه القدرة على التكيف سببت له المتاعب قليلاً، فهو لا يملك ما يكرهه أو يحبه.