سماح العبـار: «الأولى» لن تأخذني مـــن «أخبــار الإمارات»
11 عاماً من الإطلالة التلفزيونية، جميعها في بلاط نشرة الأخبار في تلفزيون دبي، وأيام معدودة مع أثير إذاعة «الأولى» التي أطلقها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أخيراً، تجعل خبرة الإعلامية الإماراتية، سماح العبار، بصفة مطلقة في مجال الإعلام المرئي، الذي تعتزم أن يكون مستقبلها المهني بالكامل في نطاقه، من دون أن تفكر أن تعمق إطلالتها الإذاعية، على حساب نظيرتها التلفزيونية.
رغم ذلك لم تنفِ العبار تحمسها للمغامرة الإذاعية الجديدة، وأضافت في حوارها لـ«الإمارات اليوم» أن «من المهم أن يجدد الإعلامي حضوره بمشروعات مختلفة، لاسيما حينما يأخذك أحد تلك المشروعات إلى مجال جديد تماماً، وهو الأمر الذي لا يعني اعتزالاً أو نكوصاً عن مجاله الأساسي، لا سيما حينما يكون ذا بصمة خاصة ومميزة في هذا المجال».
مفاجأة لم تتم مفاجأة لم تتم كانت ترتب لها سماح العبار، وهي عدم الكشف عن التحاقها بأسرة «الأولى» بشكل مسبق، وترك المستمع يستنتج بنفسه أن مقدمة برنامج «ليواد»،على إذاعة «الأولى» هي نفسها مقدمة نشرة أخبار الإمارات على قناة دبي الفضائية. المفاجأة لم تتم بسبب التنويهات المتكررة عن إطلاق القناة الإذاعية الجديدة، بكوادرها الإعلامية الإماراتية، لكنها في المقابل أكدت سعادتها بإتاحة الفرصة لها لتقديم برنامج حواري إذاعي لأول مرة، مؤكدة أن حلم تقديم برنامج إذاعي تلفزيوني أصبح أكثر حضوراً لديها بعد أن تذوقت متعته الإعلامية، لكن في ظلال الإذاعة. |
وأضافت «العروض الإعلامية تبقى بمثابة الظاهرة الموسمية في مسيرة الإعلامي، والبحث عن الأفضل يظل مشروعاً، لكن الانتماء لمظلة إعلامية بعينها أيضاً يبقى حاضراً لدى الكثيرين، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمؤسسة رائدة عنوانها (دبي للإعلام)، وفي القلب منها نشرة أخبار أضحت شديدة الارتباط بالمواطن والمقيم، وكل مهتم بالشأن المحلي، هي نشرة أخبار الإمارات».
«لن أجتث جذوري في نشرة أخبار الإمارات»، عبارة لخصت بها العبار حقيقة ما يربطها بطلتها التلفزيونية «لكنني أتطلع أيضاً إلى تجربة إعلامية مختلفة مع (الأولى) عبر تقديم برنامج حواري مميز»، عبارة أخرى أكدت مراهنتها على مرافقة «ميكروفون» الإذاعة للمرة الأولى في مشوارها المهني.
التخرج بتقدير امتياز من تخصص الإعلام بجامعة زايد، وطرقها باب مؤسسة دبي للإعلام عام 2003، كانا بداية مشوارها الإعلامي الذي ترى فيه العبار أنها كانت محظوظة في التوقيت، مضيفة «كانت المؤسسة تبحث عن كوادر وطنية مؤهلة للاعتماد عليها في نشرة الأخبار بصفة خاصة، وهو الحلم الذي لم أكن أتصور حينها أن أتمكن من الوصول إليه بهذه السرعة».
المرور من أمام المبنى العتيق لمؤسسة دبي للإعلام بالقرب من جسر آل مكتوم، كان بالنسبة للعبار قبلها حدثاً، فالهدف المعلن الذي وضعته أمام عينها، ويعرفه جميع أفراد الأسرة هو الالتحاق بالعمل الإعلامي، وخصوصاً في مؤسسة دبي للإعلام، بل إنها حسب تأكيدها كانت تعدد وجوه المذيعين والمذيعات وتتفرس في ملامحهم باعتبارهم «زملاء الغد».
فكرة الإعلامي الشامل لا تغيب عن العبار، التي حاولت ألا يؤثر فيها مهنياً وصولها إلى أحد أهم أهدافها المهنية في مرحلة مبكرة، حيث سعت إلى الخروج إلى الميدان من أجل الاشتغال على تقارير تلفزيونية في نطاق نشرة الأخبار، لكنها احتاجت في البداية إلى نحو أربع سنوات لتثبت أقدامها كمذيعة إماراتية شابة في نشرة الأخبار العالمية، متسلحة بثقافة متنوعة تعضد دراستها الأكاديمية.
«مذيع أول» هو المسمى الوظيفي الذي يؤشر إلى أن العبار تتدرج في السلك الإعلامي لـ«دبي للإعلام»، حينما تسلمت رسالة تفيد ترقيتها وظيفياً عام 2007، لكن الحدث الأهم بالنسبة لها في هذا العام هو إطلالتها للمرة الأولى لتقديم نشرة أخبار «الإمارات»، حيث تضيف: «كانت نشرة الأخبار العالمية تقدم في الفترة الصباحية، وبكل تأكيد فإن الظهور في نشرة تقدم في وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية، في الفترة المسائية، فضلاً عن تناول قضايا وأخبار على صلة مباشرة بالمشاهد الإماراتي والمقيم، وجميع المهتمين بأخبار الإمارات، يعني أنني أصل إلى مساحة هائلة من الانتشار، وأقدم مادة إخبارية تلقى متابعة أكبر».
الثبات الوظيفي من وجهة نظر العبار «قاتل للإبداع»، ونقيضه لا يعني مجرد الانتقال بين مهام أو مسؤوليات إعلامية مختلفة، بقدر ما يعني قدرة الإعلامي على تجديد ذاته، من خلال تعامله مع التحديات المهنية المختلفة، والعمل على اكتساب مزيد من المعرفة، واطلاعه على التجارب الجديدة في زمن أضحت أهم معالمه أنه بات بمثابة «قرية صغيرة».
وإذا كان بعض المذيعات يضعن الوصول إلى تقديم نشرة الأخبار سقفاً لطموحاتهن، في حين أن جانباً من مذيعات الأخبار يطمحن إلى برنامج «حواري»، فإن العبار تؤكد أن وصولها إلى المطمح الأول جعلها تفكر مبكراً في تقديم برنامج حواري، حيث تضيف: «كان لدي أكثر من فكرة لتقديم برنامج حواري مختلف، وبالفعل قوبلت بعض تلك الأفكار بترحاب ملحوظ، لكن حتى الآن لم يكتب لأي منها الوصول إلى (الهواء)، والبرنامج الحواري الوحيد الذي تمكنت من تقديمه يجيء بطلة إذاعية عبر إذاعة (الأولى) وهو برنامج (ليواد)، الذي حرصت خلاله على تغييب أدوات المذيع التلفزيوني، لمصلحة تقديم برنامج إذاعي محلي باللهجة المحكية».
اللهجة المحكية
قالت المذيعة الإماراتية، سماح العبار، إن أبرز المفارقات التي وجدتها في إطلالتها عبر برنامج «ليواد» الذي يبث عبر إذاعة الأولى، هو اضطرارها إلى التخلي عن الفصحى التي التزمت بها في نشرة أخبار الإمارات في طلتها التلفزيونية.
وأضافت: «الاعتياد على الفصل بين المجالين لم يحتج وقتاً طويلاً، فبمجرد الجلوس خلف ميكروفون الإذاعة، ينسى المذيع أضواء الكاميرات التلفزيونية، لكن يبقى استبدال الفصحى باللهجة العامية المحكية أبرز التحديات.
ومن دون حاجة إلى استغراق طويل في التفكير، رأت العبار أن التقديم الإذاعي أصعب من نظيره التلفزيوني، مضيفة: «خلف الميكروفون لا وسيط بينك وبين المشاهد سوى الصوت الذي يجب أن يحمل كل التفاصيل، فيما تشكل الكاميرا عاملاً مساعداً مهماً، يتيح للصورة أن تؤازر المذيع في إيصال المعلومة وتعضيد تواصله مع المتلقي».
ميراث الإعلام
رأت مقدمة نشرة أخبار الإمارات، سماح العبار، التي تقدم أيضاً برنامجاً حوارياً في إذاعة «الأولى»، إن الإعلام ليس من المهن التي تورث للأبناء، لاعتمادها على قدرات ذاتية في المقام الأول، لكنها جزمت بأنها لا تنصح أبناءها باحتراف الإعلام، رغم أن زوجها ينتمي إلى المظلة المهنية ذاتها.
وأضافت: «المهارة والموهبة الذاتية اللتان يتطلبهما الإعلام لا تمنعان صاحبهما أن يكون مجال دراسته الأكاديمية مختلفاً تماماً، ولدينا نماذج ناجحة متعددة تؤكد ذلك، لكنني بكل صراحة غير حريصة على أن يكون الحقل الإعلامي هو اختيار أبنائي».
ورأت العبار أن الكوادر الإعلامية المواطنة بحاجة إلى مزيد من الإيمان والثقة بقدراتها، خصوصاً في السنوات الأولى لالتحاقها بالعمل الإعلامي، مضيفة: «أصعب المطبات المهنية التي يتعرض لها الإعلامي هو مطب عدم إيمان الآخرين بالثقة في قدراته».