المشاركون في الندوة تناولوا خصوصية العلاقة التي تجمع الإمارات والكويت في جميع مناحي الحياة، وأكدوا أنها علاقة ستستمر في التطور والنمو. تصوير: إريك أرازاس

«كتّاب الإمـارات» يحتفي بـ «قائد العــمل الإنساني»

أكد مثقفون وكتّاب من الإمارات والكويت عمق العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين، ما يجعل احتفاء الإمارات بحصول الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على لقب «قائد للعمل الإنساني» من قبل منظمة الأمم المتحدة لجهوده في المجال الإنساني والإغاثي والأعمال الخيرية، وتسمية دولة الكويت «مركز للعمل الإنساني»، يعد أمراً طبيعياً يعبر عن هذه العلاقة الموغلة في القدم.

تاريخ الإعلام

انصب حديث أستاذ الإعلام في جامعة الإمارات د. حسن قايد، حول تاريخ الإعلام الكويتي والدعم الكبير الذي تلقاه من قبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لا سيما في أثناء توليه وزارة الإعلام، موضحاً أن علاقته بالإعلام الكويتي بدأت عندما كان طالباً للدكتوراه في بريطانيا، ويسعى لتقديم رسالته حول «قدرة الإعلام على تشكيل اتجاهات الرأي العام عبر المضمون»، ولم يجد سوى الصحافة الكويتية التي يتوافر فيها الحرية والتنوع. وأشار إلى الدور الكبير الذي لعبته مجلة «العربي» الكويتية في نشر الثقافة والوعي وطرح موضوعات مهمة في ذاك الوقت، كما كان أول تلفزيون في دبي هو تلفزيون الكويت.

علاقة تاريخية

تناول رئيس جمعية حماية اللغة العربية بلال البدور في مداخلته، جذور العلاقات الثقافية بين الإمارات والكويت، معتبراً أن استعراض هذه العلاقة يحتاج إلى مساحة بقدر مساحة التاريخ. ولفت إلى أنه عاصر صاحب السمو أمير الكويت في أروقة العمل في جامعة الدول العربية، وأدرك مدى الدور الذي يقوم به في العمل السياسي.

وقال البدور إن البعض يرى أن العلاقة الثقافية بين البلدين بدأت من خلال التعليم والكتب التي كانت تحمل علم الكويت وكانت تدرّس في الإمارات، ولكن الواقع أن التاريخ بين البلدين موغل في القدم، خصوصاً أنه لا يمكن الفصل بين الاجتماعي والثقافي. موضحاً أن حياة البحر كانت تربط بين أبناء المنطقة فكانت سفن الغوص تلتقي في المغاصات لتمثل مراكز اتصال بينهم. «كما كانت بومباي مكان التقاء للتجار الذين يذهبون لبيع اللؤلؤ هناك، وكان عدد من أبناء البلدين لديهم بيوت هناك تمثل أماكن لقاء المثقفين العرب مثل بيت محمد حسن المدفع، وبعد كساد اللؤلؤ، انتقل كثير من أبناء الإمارات للعمل في الكويت». وتطرق البدور إلى شخصيات بارزة في تاريخ التبادل الثقافي بين البلدين، بعضها شخصيات كويتية حضرت إلى الإمارات وأقامت فيها مثل الشيخ حمد بن محارب الذي عمل معلماً وقاضياً في عجمان، ومرشد العصيمي الذي اطلق اسمه على أحد شوارع دبي «شارع مرشد»، وكان تاجراً كبيراً وحلقة وصل مع البعثات التعليمية الكويتية التي تأتي للإمارات، وكان أول من أنشأ سينما في دبي، والبعض الآخر شخصيات إماراتية انتقلت إلى الكويت وتواصلت مع المجتمع الثقافي هناك، مثل الأدباء محمد الشرفا، وعبدالرحمن الصالح الذي كتب فيلم «بس يا بحر»، وعدداً من البرامج الإذاعية الرمضانية.

عمل ثقافي

تحدث الأديب والباحث الكويتي طلال الرميضي أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين، عن أمير الكويت ودوره في دعم العمل الثقافي الكويتي، مستعرضاً محطات مضيئة في حياة أمير الكويت، وجانب من التكريمات والأوسمة التي حصل عليها، معتبراً أن التكريم يحمّل المجتمع الكويتي والخليجي مسؤولية كبيرة في العمل على تعزيز هذه الصورة المشرفة، عبر الاشتغال على تفاصيل هذه الفكرة، وإقامة الفعاليات الداعية للمحبة والتسامح.

وشدد المشاركون في الاحتفالية التي أقامها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بهذه المناسبة مساء أول من أمس، بفندق الشاطئ روتانا في أبوظبي، بحضور سفير الكويت صلاح محمد البعيجان وسفير البحرين محمد المعاودة، على أن التكريم صادف أهله، ويليق بما قدم أمير الكويت من مساعدات ومواقف إنسانية نبيلة أسهمت في تخفيف المعاناة عن المحتاجين حول العالم.

وتوجه أمين السر العام في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر إبراهيم الهاشمي، في كلمة الاتحاد التي ألقاها في افتتاح الأمسية التي قدمتها الشاعرة الهنوف محمد، بالتهنئة «لدولة وأمير عرف عنهما منذ القدم النخوة وصلة الرحم والنجدة»، مشيراً إلى ما تتمتع به الكويت من مكانة خاصة في القلب، وفضل لا يمكن أن ينسى أو تمحوه الأيام من الذاكرة، «حيث تخطى، وغيره كثيرون، خطوات المعرفة البكر وخط الحروف الأولى من سطور الفكر والوعي والحياة في المدرسة الأحمدية بدبي، التي بنتها الكويت ووفرت فيها الوجبات الغذائية والملابس المدرسية بجانب الكتب والدفاتر والأقلام، وإذا مرضنا كنا نتوجه لمستشفى الكويت بدبي فنتلقى الرعاية والعلاج، فيد الكويت كانت ومازالت ممتدة بالعون لكل الأشقاء العرب سواء في الخليج أو غيره من البلاد العربية والإسلامية ودول العالم أجمع دون منة أو أذى».

وعرج الهاشمي على تجربته الخاصة في الكويت خلال عمله مديراً إقليمياً لطيران الإمارات في الكويت، وعاصر الاجتياح العراقي للكويت، وعرفت خلاله الكويت الصمود والتحدي والصبر. لافتاً إلى أنه ليس غريباً أن تتوج الكويت مركزاً للعمل الإنساني ويتوج أميرها قائداً للعمل الإنساني فهذا دينهم ونهجهم وما شبوا عليه أباً عن جد.

وفي كلمته، تقدم سفير الكويت لدى دولة الإمارات بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ونائبه وحكام الإمارات وولي عهد أبوظبي، معرباً عن اعتزازه بكل المبادرات التي اطلقتها دولة الإمارات خلال الفترة الماضية احتفالاً بتكريم الكويت وأميرها، وهي مبادرات حب وتآخٍ ليست غريبة على حكومة وشعب الإمارات،

كذلك كان للشعر حضوره في الأمسية، حيث قدم الشاعر الدكتور خالد الشايجي قصائد عدة بهذه المناسبة منها قصيدتا «صباح» و«سما بلادي». مشيراً إلى انه يندر أن نرى دولة تحتفي بمناسبة تخص دولة أخرى كما يحدث في الإمارات، وهو ما يعبر عن التلاحم بين البلدين في كل المناسبات.

أيضاً ألقى رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر حبيب الصايغ قصائد حول الكويت وعلاقات الإمارات التاريخية معها منذ حكم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان كتبها الصايغ في 1990 عقب اجتياح الكويت، ومنها قصيدتا «زايد والكويت» و«كويتيون». وأشار الصايغ إلى أن هذه المبادرة تأتي تأكيداً لعمق العلاقات التي تربط بين الشعبين الشقيقين في دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ودولة الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد الصباح، كما تأتي تعبيراً عن تقديرنا واعتزازنا في الإمارات بشخصية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وهو قائد كبير استطاع أن يعزز مكانة دولة الكويت على خريطة الدول الفاعلة والمؤثرة، التي تحظى باحترام الجميع وتقديرهم، لا سيما في مجال دعم العمل الخيري الذي امتد ليشمل كثيراً من بقاع العالم المتضررة والمحتاجة، الأمر الذي يجعل من حصوله على لقب «قائد للعمل الإنساني» أمراً مستحقاً ننظر إليه بعين التقدير والاعتزاز. وأضاف أن الاحتفالية اقيمت بالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين التي تجمعها بالاتحاد شراكة حقيقية توجناها منذ سنوات ببروتوكول تعاون تم توقيعه، وتقدم الاحتفالية نموذجاً لما يمكن أن يكون عليه الفعل الثقافي عندما تتفاعل في ظله التجارب، وتلتقي متجاوزة حدود الجغرافيا إلى فضاءات المشاعر المشتركة.

الأكثر مشاركة