«ليلة الفن».. رسم وموسيقى وزهور

اكتظت المساحات الفاصلة بين صالات العرض في بوابة القرية، في مركز دبي المالي العالمي، أول من أمس، بكثيرين من مختلف الجنسيات والأعمار، للاستمتاع بـ«ليلة الفن» التي جمعت بين الموسيقى والألوان والزهور، إلى جانب الترفيه الذي كان له حصة مع مجموعة من الفعاليات التي تبرز الجمال الفني بكل أطيافه وفئاته.

وباتت «ليلة الفن»، الحدث الذي ينظم أكثر من مرة خلال العام، من الفعاليات المنتظرة لدى فئات مختلفة، وليس لدى عشاق الفن أو المقتنين فحسب.

وتمتزج في «ليلة الفن» أجواء المرح بأجواء الثقافة، التي تتجلى من خلال الفن البصري، فنجد مجموعة من الافتتاحات لعدد من المعارض، إذ ارتأت صالات عدة إطلاق افتتاح معارضها في ليلة الفن، في حين قدمت صالات أخرى مجموعة من الأعمال القديمة والمهمة وجمعتها في معرض خاص.

وحملت المعارض رؤى مختلفة، إذ اعتمد بعضها على قوة الصياغة اللونية، كأعمال ثائر هلال، التي طرحت، من خلال مجموعة جديدة، ثيمة تقوم على النهر والجبل، وتعمد الفنان السوري خلق سطوح صلبة وخشنة تبدو قاسية. اختصر هلال وجعاً إنسانياً، وقصصاً خاصة، في اللوحات المكتظة باللون الذي يروي الكثير من الحكايات. هذا الوجع السوري لم يتوقف عند أعمال هلال، إذ قدم غاليري «آرت سوا» معرضاً للفنانة السورية سارة شمة، التي قدمت الألم من خلال وجوه كانت تحمل الكثير من الوجع السوري تحت عنوان «التشتت». وقدمت شمة الألم عبر وجوه تعبة ودموع حبيسة العين، ليكون الإنسان هو العنوان الأول لعملها، ولتقدم من خلاله الكثير من الانفعالات الوجدانية.

ومن سورية إلى غزة، إذ ارتأى غاليري «الربع الخالي» افتتاح معرض للفنان الإسباني مايكل أنجل سانشيز، تحت عنوان «وجه غزة» الذي ضم مجموعة صور تبرز ملامح إنسانية، وتسجل لحظات من حياة أشخاص مختلفين في سهرات، أو يتجاذبون أطراف الحديث، أو يمارسون مهناً مختلفة.

أما «أجياد غاليري»، فعرض مجموعة من أعمال الفنان مصعب الريس، الذي قدم لوحاته التجريدية التي توضح تأثره بوالده، ولاسيما في المزج بين الأزرق والأحمر، إلى جانب الأبواب التي احتلت مساحات من لوحاته.

بينما قدم كل من «أوبرا» و«كوادرو» غاليري مجموعة من الأعمال المميزة والمهمة، في معرض خاص. وتميز غاليري أوبرا بالمنحوتات، في حين قدم «كوادرو» مجموعة متباينة من الأعمال التي تعتمد على تقنيات الإضاءة الحديثة.

وإلى جانب الفن والمعارض، حملت الليلة مجموعة من النشاطات الموازية التي تحمل عنوان الجمال، إذ حضرت الورود، وأتيح للجمهور المشاركة في صناعة باقات خاصة، أو ما يشبه المجسمات من الورد.

البريطاني توماس باغلي، الذي قام بتنظيم الزهور لتبدو كما لو أنها منحوتة، قال لـ«الإمارات اليوم»: «لا أملك أدوات سوى السكين الحاد والزهور، وهي المرة الأولى التي أحاول فيها تنظيم باقة من الزهور، ولكن الأجواء الحافلة بالفن هي التي شجعتني»، مشيراً إلى أنه يدرس الفن ويرسم، وهذا ما دفعه إلى المجيء إلى «ليلة الفن»، معتبراً أنها فرصة للجمهور للاحتكاك بالمعارض والفنانين، إذ تتيح الفن للجميع.

بينما شاركت المصرية، لينا مكيون، ضمن فئة الرسم التي قدمت من «جام جار»، وأشارت إلى أنها ترسم بالزيت، وهي فرصة كي تختبر الرسم بالأكريليك. ورأت أن «يلة الفن» تحمل الكثير من مجالات الفنون، والتصوير والرسم الزيتي، إلى جانب اللوحات بخامات مختلفة، وتبرز للناس الكثير من الأنماط الفنية. وأكدت لينا أن التنوع في العرض مهم للجمهور الذي قد لا يحمل ثقافة فنية واسعة.

أما الهندية آرشيا فبدأت بالرسم محاولة ابتكار عمل يجمع الكثير من الألوان بصيغة تجريدية، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تحضر فيها «ليلة الفن»، وأنها تستمتع بتقديم عمل يحمل ألواناً تختبر مزجها في الهواء الطلق. واعتبرت آرشيا أن التلقائية التي تحملها الليلة هي أجمل ما فيها.

بينما أكدت صباح يوسف أنها ليست المرة الأولى التي تحضر فيها فعالية ليلة الفن، معتبرة أن أهمية الليلة تكمن في رؤية الفنانين والتعرف إلى أعمالهم عن قرب. وذكرت أن التوجه إلى الليلة ومحاولة الاشتراك في تقديم عمل ما، تجربة مهمة، تجعل المرء مستمتعاً بالألوان والابتكار.

 

ترفيه

إلى جانب الفن المميز، حملت «ليلة الفن» بعض الألعاب الترفيهية، وكان من بينها تنس الطاولة، إذ تناوب حضور على التباري في اللعبة. ويضاف إلى الأنشطة الترفيهية الرسم، وكذلك تنظيم الزهور، الذي جمع مجموعة من الهواة الذين استمتعوا بالفقرات.

نغمات في الهواء الطلق

تميزت ليلة الفن بالأجواء الموسيقية التي رافقت نشاطاتها، حيث كانت الموسيقى العارمة بالفرح تسيطر على المكان مع الـ«دي جي» الذي برع في دمج الأغنيات والموسيقى. وحملت الموسيقى أنماطاً متباينة، ولكنها امتازت بالإيقاع السريع، فغلب عليها الروك، بالإضافة إلى الجاز الذي أضفى أجواء مميزة مع نغماته التي تتصاعد في الهواء الطلق.

فنانون شباب يعرضون تجاربهم

حظى فنانون شباب بفرصة لاستعراض أعمالهم أمام جمهوركبير خلال فعاليات «ليلة الفن»، عبر مسابقة تجربة «أودي للفنون»، التي أطلقتها شركة النابوده للسيارات، والتي أتاحت الفرصة لـ10 شباب لاستعراض أعمالهم بالمناسبة. وتم اختيار أفضل 10 متسابقين بمرحلة التصفيات النهائية من قبل لجنة من الحكام ضمّت الناشطة سفيرة علامة أودي، هالة كاظم، ومقيّم المسابقة الفنان الإماراتي حميد منصور، الذي استضاف أيضاً ورشة عمل للفنانين أقيمت على مدار يومين في معرض «أودي دبي».

الأكثر مشاركة