منصور بن محمد يتوسط الفائزين بجوائز المهرجان وأعضاء لجنتي تحكيم وتنظيم «دبي لمسرح الشباب». تصوير: تشاندرا بالان

«النوخذة والطـــبال» «العرض المتكامل».. وحسن يوسف أفضل «الممثلين»

أسدل «مهرجان دبي لمسرح الشباب»، الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الهيئة الحكومية المعنية بتعزيز مشهد الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، الستار على فعاليات دورته الثامنة، أول من أمس، بحفل ختامي قدّم خلاله سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، جوائز المهرجان إلى الفائزين، بحضور كوكبة من كبار ضيوف المهرجان.

حسن يوسف: لم أكن وحيداً

قال حسن يوسف، الذي تحدى ضغطاً نفسياً هائلاً بسبب قيامه بإعداد وإخراج نص «النوخذة والطبال»، رغم أنه الممثل الرئيس في العمل، الذي يقوم أيضاً بدور النوخذة، ودور الطبال، ولا يوجد معه أي ممثلين بأدوار «ثانية»، إنه لم يكن ديكتاتوراً في العمل، ولم يكن وحيداً، لكنه سعى لأن يكون على قدر ثقة جمعية حتا للتراث والفنون، التي وثقت بقدراته.

وتابع: «لم يكن قراري أن أكون الممثل، لكن اعتذار من كان مرشحاً لهذه المهمة، لم يضع أمامي أي مجال للاختيار، لأن 25 يوماً فقط لم أكن أراها كافية لمعايشة دور ذي تفاصيل نفسية غاية في التعقيد».

وأشار حسن إلى أنه لم يكن أسير النص الأصلي الذي كتبه الدكتور حسن الرشيد، وسعى إلى صبغ العمل بخصوصية البيئة المحلية الإماراتية، من خلال رؤية إخراجية تتخلص من كاهل العرض المسبق للنص في الدوحة، مؤكداً أن زملاءه من فنيين وممثلين، وإدارة مسرح، هم كلمة السر في الحصول على أفضل عمل بمهرجان دبي لمسرح الشباب.

وشهدت دورة عام 2014 من مهرجان دبي لمسرح الشباب مشاركة خمس مسرحيات على مستوى عالٍ من الحرفية، تمت تأديتها جميعاً باللغة العربية الفصحى انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتعزيز استخدام اللغة العربية والتمسك بتقاليدها الأدبية الغنية.

وانتصرت لجنة التحكيم لأدوات الممثل الموهوب، حينما حسمت جائزة أفضل عمل متكامل لمصلحة مسرحية «النوخذة والطبال» لجمعية حتا للثقافة والفنون، وهو العمل الذي اتكأ على قدرات رائعة للممثل حسن يوسف، الذي تمكن من النهوض بالعمل، متحدياً تكدس ثلاث سلطات إبداعية في يده، وهي سلطة معد النص والمخرج، والممثل الرئيس، وهو ما نوهت إليه «الإمارات اليوم» أثناء تحليلها لعرض «النوخذة والطبال»، في ثالث أيام عروض المسابقة الرسمية للمهرجان.

ويعد فوز «النوخذة والطبال» انتصاراً لأدوات الممثل الجيد، حيث استطاع العمل حسم لقب أفضل مسرحية، على الرغم من منافسة مسرحية «على الهاوية» التي جاءت أفضل على صعيد الإخراج، وفيما حصد حسن يوسف جائزة أفضل ممثل دور أول عن «النوخذة والطبال»، نال حسين جواد جائزة أفضل إخراج عن «على الهاوية»، التي فازت بأربع جوائز مختلفة، لم تمكنها من حسم اللقب الأهم، الذي ذهب لـ«النوخذة والطبال»، على الرغم من أن الأخيرة، لم تحصد قبل حسم اللقب، سوى جائزتين فقط، ما يرسخ فكرة أن لجنة التحكيم انتصرت لأدوات الممثل، على حساب الرؤية الإخراجية.

وإلى جانب جائزتي العمل المتكامل وأفضل ممثل، حصلت «النوخذة والطبال» على جائزة أفضل تصميم إضاءة لمحمد مسعود سبت، فيما جاءت جوائز «على الهاوية» بالإضافة لأفضل إخراج كالتالي: جائزة أفضل مؤثرات صوتية وموسيقى لجاسم السلطي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للممثل عبدالله المقبالي، جائزة اللغة العربية، وهي جائزة اقترح تأسيسها هذا العام لأول مرة، سعيد النابودة .

ولم تكن مسرحية «قوم مطران» التي أخرجها مروان عبدالله بعيدة عن المنافسة، وتمكنت من الحصول على ثلاث جوائز مختلفة، هي جائزة أكبر حضور جماهيري، أفضل أداء واكسسوارات لسلطان بن دافون، أفضل ماكياج لمرام عبدالله، كما حصلت الممثلة هيفاء العلي على شهادة تقدير عن دورها في العمل، وحصلت مسرحية «خذوا وجوهكم» على جائزتين هما أفضل ممثل دور ثانٍ، لمحمد بن يعروف، وأفضل تصميم ديكور لعمر الملا، فيما لم تحصل مسرحية «بقع« للمخرج مرتضى جمعة، على أي جوائز. من جانبه قال مدير إدارة المشاريع والفعاليات بالإنابة ورئيس اللجنة المنظمة، ياسر القرقاوي، لمهرجان دبي لمسرح الشباب في هيئة دبي للثقافة والفنون: «جاء النجاح الكبير الذي حققه مهرجان دبي لمسرح الشباب دليلاً دامغاً على الشعبية الواسعة التي لاتزال تتمتع بها الفنون المسرحية، وهو يسلط الضوء على التزام دبي للثقافة بإتاحة الفرصة أمام المواهب المسرحية في البلاد لاستعراض مهاراتها. كما تؤكد جودة الأعمال المشاركة والتقدير الكبير الذي حظيت به من أفضل الخبرات المسرحية على النمو القوي والمستدام لهذا النمط من الفنون في الإمارات. وستواصل دبي للثقافة رعايتها ودعمها للمسرح والمشهد الثقافي بدبي عموماً من خلال طرح مبادرات رائدة على مدار العام».

يذكر أن لجنة تحكيم العروض المسرحية لهذا العام ضمت عمر عبيد غباش رئيساً، بالإضافة إلى دينا أبوحمدان وخالد البناي ويوسف يعقوب ومحمد سيد أحمد أعضاء.

جوائز الممثلات محجوبة «مع الأسف»

سبقت عبارة «مع الأسف» إعلان رئيس لجنة التحكيم، الفنان عمر غباش، عن حجب الجائزتين المخصصتين للممثلات هذا العام، وهما جائزة أفضل ممثلة دور أول، وأفضل ممثلة دور ثانٍ.

وصرح غباش لـ«الإمارات اليوم» «لم تكن هناك ترشيحات قادرة على الوفاء باشتراطات المسابقة، وما التزمنا به في الأساس، وحجب الجوائز يبقى في الأساس أفضل من أن تكون وسيلة لغض الطرف عن واقع المشهد المسرحي».

وأكد غباش أن لجنة التحكيم ابتعدت عن أي أفكار مسبقة عن العروض، ولم تشاهدها سوى على خشبة المهرجان، مضيفاً: «أخذت آراء أعضاء لجنة التحكيم الأجلاء الذين تعاملوا مع العروض بحيادية ونزاهة تامتين، بعيداً عن مفهوم توزيع الجوائز بين المسارح الأهلية المشاركة، وكان الأهم هو الانتصار للأعمال ذات المستويات الفنية الأفضل».

الأكثر مشاركة