إماراتية تجري لدعم الأطفال الفقراء

في ثلاثة أشهر استطاعت الناشطة الإماراتية، بانو نصري، أن تخسر 55 كغ من وزنها، ليصبح 105 كغ بعد أن كان 160 كغ، كما نجحت في إكمال أربعة سباقات للجري (ماراثونات) خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، والحصول على ميداليات هذه السباقات، كما تستعد للمشاركة في ماراثون للجري يعد من أصعب سباقات التحمل، في شهر فبراير 2015، بهدف مساعدة مؤسسة «ماريا كريستينا»، التي انضمت لها، على تعزيز الوعي بضرورة مساعدة الأطفال الفقراء في بنغلاديش وجمع التبرعات لمصلحة المؤسسة.

وقالت نصري لـ«الإمارات اليوم»: «أشعر بالفخر لأني استطعت إنقاص وزني إلى 105 كيلوغرامات، وأنا عازمة بإصرار على إكمال المشوار والوصول إلى الوزن المثالي». موضحة أن وزنها تضاعف ليصل إلى 120 كيلوغراماً، بعد أن كان لا يتعدى 60 كيلوغراماً، وذلك بعد أن واجهت ظروفاً صعبة عام 2010 جراء فقدها والدها نتيجة مرض في القلب، وهو ما أسهم في تدهور حالتها النفسية والصحية، لتجد في الطعام مخرجاً لها.

وعي بمسألة الفقر

قالت بانو نصري: «نسعى إلى تعزيز الوعي بمسألة الفقر المنتشر في بنغلاديش، وضرورة مساعدة الأطفال هناك على إكمال تعليمهم. أود أن يعلم كل من في الإمارات بالجهود التي تبذلها بمؤسسة (ماريا كريستينا) لمساعدة الأطفال المحتاجين وتأمين التعليم لهم، وأن تكون مصدر إلهام لهم، كما هي مصدر إلهام بالنسبة لي، فالمؤسسة عموماً في حاجة دائمة إلى جمع المزيد من التبرعات، ونخشى أن نضطر قريباً إلى إلغاء بعض برامجنا التعليمية بسبب قلة الدعم، الأمر الذي سيحزنني كثيراً لأن فرصة التعليم التي سيفقدها الطالب قد لا تعوض أبداً».

أشارت بانو نصري (يسار) إلى أن نقطة التحول في حياتها كانت عندما التقت بماريا كونسيساو صاحبة مؤسسة «ماريا كريستينا» الخيرية في دبي خلال شهر أغسطس 2014 حيث شعرت بالانبهار من الجهد الاستثنائي الذي تبذله ماريا في عملها الخيري لتوفير التعليم لمئات الأطفال المحتاجين. من المصدر
 

وأضافت «اتجهتُ نحو تناول الطعام غير الصحي واكتساب عادات غير صحية بسبب حالة عدم الاستقرار والكآبة التي كنت أشعر بها، فزاد وزني بسرعة كبيرة، وأصبحت سلبية للغاية ومنطوية على نفسي، كما فقدت ثقتي بنفسي، ما أثر في حياتها بشكل كبير».

وأشارت نصري إلى أن نقطة التحول في حياتها كانت عندما التقت بماريا كونسيساو، صاحبة مؤسسة «ماريا كريستينا» الخيرية في دبي، خلال شهر أغسطس 2014، حيث شعرت بالانبهار للجهد الاستثنائي الذي تبذله ماريا في عملها الخيري لتوفير التعليم لمئات الأطفال المحتاجين في دكا ببنغلاديش، وشغفها بمؤسستها وسعيها الدائم لمساعدة ودعم الأطفال الفقراء بشتى الطرق بعد أن كانت مضيفة جوية في «طيران الإمارات»، فقد قررت ترك عملها لتتفرغ كلياً لمؤسستها، وهو ما كان بمثابة مصدر إلهام للفتاة الشابة، وحافزاً لتغيير حياتها نحو الأفضل.

«شعرتُ بالفعل وكأني كنت في سبات طويل، وهي التي قامت بإيقاظي لأدرك الجانب الإيجابي من الحياة، فانضممتُ للمؤسسة كمتطوعة، وسافرتُ إلى بنغلاديش في شهر سبتمبر الماضي، وهناك تعرفتُ عن قرب على حجم المعاناة للعوائل والأطفال حيث الوضع مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة».

واعتبرت بانو نصري أن التحدي الأكبر خلال إنقاص وزنها تمثل في التزامها بتحقيق ذلك رغب صعوبته، وكانت لدعم وتشجيع ماريا المتواصل دور كبير في تحقيق نتائج مُرضية، وكذلك تشجيع الأسرة والأصدقاء، كما لجأت إلى مراكز متخصصة لمساعدتها على ممارسة التدريبات الرياضية مثل مركز «فول بوتينشل» للاستعداد للمشاركة في ماراثون يعد من أصعب سباقات التحمل، سيُقام في العاصمة أبوظبي خلال شهر فبراير المقبل، والهدف من هذه التدريبات ليس القيام بتمارين قاسية وصعبة، بل تحسين قوة جسدها بما يمكنها من إكمال هذا الماراثون بنجاح. كذلك تمارس اليوغا في مركز «جيمس أوف يوغا» لتحقيق التوازن بين العقل والجسد، حيث أدركت أن الرياضة والسباقات لا تتعلق بالقدرة الجسدية فقط، وأن التحدي مرتبط بالعقل أيضاً، مشيرة إلى أنها تخطط أيضاً لتعلم السباحة والدخول في تحديات جديدة في هذه الرياضة، وأضافت: «عندما نصر على إكمال التحدي ونثق بذلك، فإننا سننجح بلا شك، أحياناً أسمع صوتاً سلبياً في رأسي خلال مشاركتي في الماراثونات يحاول النيل من عزيمتي والاستسلام للخسارة، ولكني سرعان ما أستجمع قواي وأبعد عني هذه الأفكار السلبية».

وعن نظامها الغذائي أشارت بانو نصري إلى حرصها على اعتماد نظام غذائي صحي من الوجبات المتوازنة، تضم الخضراوات والبروتينات والكاربوهيدرات، وتتناول ست وجبات في اليوم، لتحسين عملية الأيض الغذائي، وبالتالي إنقاص الوزن، مع تجنب الأطعمة المصنعة والسريعة والمشروبات الغازية.

الأكثر مشاركة