ثنائي حوّل هوايته في الساعات إلى علامة في أكثر من 100 دولة
بيتر وأليتا: بدأنا التصميم في «أوقات الفراغ»
بدأ الثنائي بيتر وأليتا ستاس تصميم الساعات منذ 25 سنة، حيث كان هذا المشروع مجرد هواية يخصصان لها أوقات الفراغ. هذه الهواية التي شغلتهما، والتي حرصا على تقديم تصاميم متميزة فيها بسبب شغفهما بعالم الساعات، قادتهما بعد أعوام قليلة إلى التخلي عن وظائفهما والتوجه إلى تخصيص كامل وقتهما لها. وتطور عملهما في الساعات مع الوقت حتى دخلت ساعاتهما إلى اكثر من 100 دولة، وقد شرحا في هذا الحوار الأسلوب الذي بنيا عليه عملهما كثنائي معاً.
جانب خيري أوجد الثنائي في عملهما بعض الجوانب الإنسانية، حيث إنهما يخصصان من سعر كل ساعة ما نسبته 50 دولاراً أميركياً كريع خيري يقدمانه لجمعيات من دول مختلفة، إلى جانب ذلك ينظمان الغداء الخيري في شهر ديسمبر، الذي من المخطط أن يكون العام المقبل في دبي، وهو من الاحتفالات التي تتم بالتعاون مع أسماء مهمة من النجوم لدعمه. وقد أقيم في السابق في باريس ولندن، وتباع خلال الغداء ساعتان عبر مزاد، ويعود ريع الغداء والساعتين إلى جمعية خيرية وإنسانية. سيرة يحمل بيتر ستاس، الهولندي الأصل، خلفية في الاقتصاد، بينما تملك زوجته أليتا خلفية في مجال القانون. وقد شغل كل من صاحبي علامة فريديريك كونستانت، وظائف في مجالاتهما إلى أوائل التسعينات، حيث بدأ العمل على الساعات يتطلب التفرغ للتمكن من إنتاج القطع المطلوبة. وينتج الثنائي سوياً اليوم ما يقارب 150 تصميماً للساعات الرجالية والنسائية وتوزع حول العالم بين أوروبا وأستراليا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا. |
يؤكد بيتر أن المجموعة الأولى كانت في بداية التسعينات، حيث تم تقديم مجموعة مؤلفة من ست قطع، وقد لاقت نجاحاً باهراً في أحد المعارض، وبناء عليها تم طلب تقديم مجموعة أخرى كبيرة، الأمر الذي اضطر زوجته إلى الاستقالة، لمتابعة العمل على المجموعة، ثم في مرحلة لاحقة في عام 1997 استقال أيضاً من وظيفته. ولفت بيتر إلى أن التصميم كان نتيجة شغف بالساعات، ولم يأتِ نتيجة دراسة، إلى جانب الإرث العائلي في مجال الفنون، بالإضافة إلى أن الميكانيك الخاص بالساعات كان يحتاج إلى رأسمال مرتفع جداً، ولكن في الوقت الراهن لا يتطلب مبالغ طائلة، ما سهّل الانخراط في الإنتاج. أما الخلفية التي يحملها بيتر فهي اقتصادية بحتة، وقد وجد في عالم الساعات ما يرضي شغفه، ولاسيما أنه دخل عالم الساعات بعد أن وجد في الواجهات التصاميم الكلاسيكية والميكانيكية المعقدة، أو الساعات الرخيصة، فبحث عن وسيلة للجمع بين النوعية الجيدة والمقبولة من حيث السعر.
وأكد أن المجموعة الأولى كانت تحمل التصاميم الكلاسيكية وللرجال فقط، وقد تميزت بالخصائص المتعددة التي تحملها، وكانت مصنوعة من الاستانلس ستيل إلى جانب الذهب والجلد. وأكد أنهما بعد تطور المشروع، مازالا يضعان التصاميم بنفسيهما، ولا يعتمدان كثيراً على مصممين من الخارج، ولكن التطور في العمل أجبرهما على توسيع عملهما من جهة الإنتاج.
وأوضحت أليتا باكس ستاس كيف جاءت المجموعة النسائية بعد مجموعة الرجال بسنتين، وقد تم الاعتماد على إنتاجها بنسبة 10% فقط من المجموعة، ولكنه أتى كحرص على ضرورة التوجه للنساء أيضاً. وتوضح أليتا كيف وضعا التصاميم النسائية التي شكلت علامة مميزة، ومنها في عام 1994، حيث حملت القلبين في الداخل، وكانت من بين المجموعات المتميزة التي مازالت تطرح حتى اليوم. واعتبرت أن التصميم استغرق منهما الكثير من الجهد، ولكن الساعات النسائية وصلت اليوم إلى ما نسبته 40% من نسبة الساعات التي يصممانها وينتجانها. وبين التصميم للنساء والرجال، لفتت أليتا إلى أن الاتجاهين يكملان بعضهما بعضاً، فساعات النساء تعتمد على البساطة والجمال في التصميم، بينما تقوم ساعات الرجال على التقنية العالية. أما مجموعة النساء فهي تحمل ألواناً متعددة، ولكن تحتاج إلى المزيد من الإبداع، لأنها تتطلب الابتكار وليس التعقيد التقني. واعتبرت أن النساء اليوم يبحثن عن الساعات المعقدة قليلاً أو التي تحوي حركة جميلة، فهناك بعض الساعات الكبيرة الحجم في موضة اليوم، بالإضافة إلى أنها تتجه للجمع بين الميكانيكية العالية والإبداع الجمالي. وشددت على وجود بعض التصاميم النسائية التي تجمع بين الإكسسوار والساعة، فيتم الجمع بين الألوان في الجلد، أو من الداخل، ولكنها كلها تأتي مرصعة بالألماس.
ونوهت أليتا إلى كونهما كثنائي يعملان سوياً في المجموعة من البداية حتى النهاية، وبأنهما لم يقسما عملهما ضمن مجموعات، كأن تصمم هي ساعات النساء فقط، بل يتشاركان الأفكار ويعدلان لبعضهما بعضاً. ورأت أن إيجابية العمل في المجال نفسه هو أن الثنائي يستطيع أن يكون قريباً لفترة أطول خلال اليوم، وهذا أفضل من أن يكونا في عمل مختلف ولا يلتقيان إلا في المساء، ولكن السلبيات أنهما أحياناً بسبب ضغط العمل لا يستطيعان الكلام سوياً حتى وإن عملا سوياً طوال اليوم. أما بيتر فرأى أن عمل الثنائي يأتي كما لو أنه طفل إضافي في العائلة، وعلى الاثنين الاعتناء بكل تفاصيله، وأحياناً قد تحدث المناقشات، ولكن في الختام لابد من الاتفاق والاجتماع في نقطة توحدنا من أجل مصلحة العمل، لأنها شراكة حقيقية في كل شيء وهذا ما يجعل العلاقة متوازنة. ونوه بأن العلاقات تحتاج إلى قائد، لذا أحياناً هو من يقوم بهذا الدور، وأحياناً يوكله لزوجته، موضحاً أنه حالياً هو القائد، بينما في العام الماضي كانت أليتا هي التي تقود العمل.
أما لجهة تخصيص تصاميم للخليج أو لبلدان محددة، فقد لفت بيتر إلى أنهما لا يقومان بهذا الأمر بكثرة، فقد صمما ساعة خاصة للسوق الكويتية، ولكنهما يحرصان على جعل الساعات حول العالم هي نفسها، ولاسيما أن الإعلانات تكون عالمية، وكذلك لأن التوجه إلى الناس بساعات مختلفة بين بلد وآخر يزعزع الثقة بين المشتري والدار. أما التطوير في الدار فسيكون من خلال الساعات الخاصة بالنساء، التي ستطرح بنسبة أعلى وبطريقة ابتكارية متميزة خلال المجموعة المقبلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news